سورة البقرة | حـ 84 | آية 60 : 61 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله نعيش هذه اللحظات مع سورة البقرة ومع هذه النعمة التي أنعم الله على بني إسرائيل بها قال تعالى وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر ومباشرة وفي منتهى السرعة انفجر الماء من هذا الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا هم الذين كانوا مع سيدنا موسى اثنا عشر عائلة أسباط اثني عشر سبطا يعني اثني عشر عائلة لا يريدون أن يتنازعوا
هذه نقطة أولى ونقطة ثانية سيدنا موسى هذا نبي وهو عند الله مكين فعندما دعاه بأنه رب اسقنا قوما يعطيه قليل صغير أم يعطيه قليلا كثيرا، قام الله فأعطاه قليلا كثيرا وانفجرت من الحجر اثنتا عشرة عينا، هذه لو انفجرت عين واحدة لكانت معجزة، فكيف باثنتين لكانت أيضا معجزة كبيرة جدا، فكيف بعشر فهذا شيء زائد عن الحاجة، بل لكل عائلة فجر لها عينا وتكون هذه العين خاصة بها ما بها؟ هذا طيب، والعائلات هذه كانت متساوية
في عددها؟ قال: لا، ما كانت متساوية في عددها، العائلة هذه كانت ألفا، العائلة هذه كانت ألفين، العائلة هذه كانت خمسمائة، كل عائلة لا تتساوى في العادة هكذا أن العائلات تكبر وتصغر، قال: المياه التي تنزل تقضي على هؤلاء الناس فإذا كانت العين الأولى للسبط الأول للعائلة الأولى العين الأولى للعائلة الأولى فكانت تبقى على قدرهم الله هذا يكون كذلك في معجزة وراء معجزة المعجزة الأولى أنه استجاب المعجزة الثانية أنه وسع في الاستجابة بكرم المعجزة الثالثة أنه ضبط بما لا يمكن أن يكون إلا من عند الله سنريهم آياتنا ليست شيئا واحدا، فهناك
أناس يغفلون والمهم أن يشربوا فحسب، وهناك أناس يتأملون ويتدبرون. ربنا أمرنا بماذا؟ قال بالتدبر، أمرنا أن نتدبر في السماء والأرض وفي الليل والنهار وفي الخلق وفي الكون، وأمرنا أن نتدبر في القرآن وأمرنا أن نتدبر في أنفسنا وأمرنا أن نتدبر في التاريخ وأمرنا وهكذا سيروا في الأرض فانظروا انظروا ما الذي حدث في التاريخ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا انظر أمامك إنه معجزة إذن هذا الكتاب يدعوك أيها الإنسان إلى التأمل والنظر والتدبر والتأني وألا تأخذ الأمور مأخذا سريعا فما
بال الناس الذين يكتبون أي كلام به الصفحات ويسودون به الورق ويشيعون بين الناس ثقافة السطحية، فهل هؤلاء مع الكتاب أم ضد الكتاب؟ لا، هؤلاء ضد الكتاب ويريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ويتكلمون فلا يتدبرون مآلات كلامهم. البلوى التي نحن فيها الآن كل واحد جالس يتكلم من غير تدبر، من غير تأمل، من غير مرة أخرى يكون هذا ضد الكتاب، هذا ضد الكتاب، هذا هدى يكون هذا الكلام ضلالا، الكتاب هذا يؤدي إلى السكينة يكون هذا الكلام يؤدي إلى الاضطراب، الكتاب هذا يؤدي إلى سعادة الدارين يكون هذا الكلام يؤدي إلى البلوى في الدارين في
الدنيا والآخرة، بعض الناس يبيع دينه من أجل أن دنياه ونقول له أنت مغفل لأنك بعت الآخرة الواسعة الدائمة الباقية بثلاث دقائق هنا في الدنيا، وبعض الناس يبيع دينه لدنيا غيره نقول له والله هذا أنت لست مغفلا فحسب، بل أنت أحمق أنت الآن بعت دينك لدنيا غيرك والله يعني خسر الدنيا والآخرة، وبعض الناس قد اشتد الحمق بهم فباعوا دينهم من غير شيء لا من أجل دين دنيا لأنفسهم ولا دنيا غيرهم هذا متبرعا هكذا فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى
أبصارهم ووصفهم أنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا أي هذا هو ما لم يقل فانفجرت منه اثنتا عشرة ثقبة ثقب صغير هذا عطاؤنا هذا كرم واسع قد علم كل الناس مشربهم ليكون كل سبط يعلم نصيبه لأجل الكمية وهذا يعلمنا ماذا يعلمنا الإدارة قواعد هكذا الاستنباط ربنا خلق هذا الكون في ستة أيام هذه مسألة إدارية يجب أن نتعلم وأن نتخلق بأفعال الله وأخلاق الله ما يعلمنا علم الإنسان
ما لم يعلم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان وعلم آدم الأسماء كلها إذا هو ربنا هو الذي يعلمنا فلما خلق الكون في ستة أيام وهو القادر على أن يقول له كن فيكون ويخرج على هيئته هذه عرفنا أن المسألة يجب أن تكون لها مراحل وأن الإنشاء لا بد أن ترتيبا وعندما يأتي هنا ويقول لي قسم الناس الذين معك وأعط لكل واحد على قدر ما يحتاجه فإنه يعلمني الإدارة لماذا لأنني لن أسرف في المياه ولن تفيض مياه أرميها فكل واحد على قدره إذن
لا بد علينا ونحن نتعامل مع هذه الطبيعة أن نتعامل معها برفق لأنها تسبح ولأنها مائدة الله ومائدة الرحمن ولأننا فيها يجب أن نكون صالحين مصلحين لا مسرفين مفسدين والآيات كثيرة تعرفونها أنتم في هذه الأمور، حسنا يعلمني الإدارة بأن أعمل شيئا لا يجعل الناس تتنازع وتتقاتل فهذا الكثير أقسمه حتى لا يحدث تزاحم وتدافع وهذا الكثير أقسمه حتى لا يحدث وغر في الصدور أين حاجتي وما من حاجتي وهكذا، ماذا يريد هذا؟ هذا يريد أن يتعلم الإدارة ليصبح مديرا ناجحا قد علم كل الناس مشاربهم، انظروا
إلى الرحمة فكلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين، فيكون الذي يخرج عن الوحي مفسدا، الذي يعامل الأكوان بخلل وخطأ مفسد، الذي يفقد الإدارة الحسنة السليمة التي توصلنا إلى الغاية، والمفسد الذي يسرف في استعمال الموارد مفسد، وهكذا أمرنا الله بالإصلاح ونهانا عن الفساد. القرآن جميل يا جماعة، القرآن جميل، وعندما تجلس وتدخل وتطلب منه الهداية تجده مفتوحا فاتحا لك ذراعيه، تريد أن تدخل مثل فلان وعلان من أوباش الناس الذين يريدون معه يغلق
ولا يزيد الظالمين إلا خسارا، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.