سورة البقرة | حـ 86 | آية 61 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 86 | آية 61 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم اشرح صدورنا للإسلام وافتح علينا فتوح العارفين بك وألق علينا الصبر يا أرحم الراحمين، كما قد ألقيت علينا البلاء فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، مع كتاب الله ومع سورة البقرة ومع قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وما حدث مع بني إسرائيل، يقول ربنا سبحانه وتعالى: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد وكان هذا الطعام هو الخير، فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وثومها وعدسها
وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير فقد تركوا الخير والباء هنا يسمونها باء الترك لأنها في مقابل الاستبدال فتقول بعت الحياة الدنيا بالآخرة يعني أنت تركت الآخرة تقول اشتريت الآخرة بالدنيا إذن أنت تركت الدنيا وهكذا عادة قالوا له دائما أم غالبا قالوا لا غالبا الباء هنا للترك نعم غالبا لقوله تعالى وليقاتل في سبيل الله الذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة، فهل هؤلاء تركوا الآخرة؟ لا، لم يتركوها. قال: الباء هنا ليست على بابها. ما بابها؟ قال: تقول العرب هكذا، عندهم قاعدة
وعندهم استثناء، عندهم قاعدة وعندهم استثناء، والذي لا يعرف هذه الحكاية يختلط عليه الأمر، يختلط عليه الأمر، فكل الاختلاط آت من الجهل بالعربية فالباقي هنا على غير بابها مثل فتبارك الله أحسن الخالقين أحسن تقتضي المشاركة يبقى هو خالق وغيره خالق فهل يصح هنا قال لا هذا ليس على بابها هذا أحسن هنا يعني الذي لا يوجد أحسن منه ولكن في الواقع لا يوجد غيره لأنه لا يوجد غيره وهكذا العرب هكذا يقول لك وهذا ليس على بابه ليس على بابه يعني ما هو المطرد الذي يأتي وبعض الناس قال لا اتركها على بابه طيب يشترون الحياة
الدنيا بالآخرة قال نعم يعني لو كنتم تريدون عز الدنيا وما أنتم منتبهون للآخرة قاتلوا في سبيل الله نعم يعني الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى قيم في حد ذاته لأنه يرفع الطغيان ولأنه يمنع العدوان ولأنه يخيف المعتدين الذين يريدون أن يفسدوا في الأرض فأنت صاحب ماذا صاحب دنيا أم صاحب آخرة قالوا لا أنا صاحب دنيا قال إذن تقاتل في سبيل الله نعم يعني الذي يريد أن يصلح الدنيا يقاتل في الله يبقى على بابها هذا حتى كما أنه ناس الآخرة ولكنه يجب أن يقاتل في سبيل الله إن أراد العزة لنفسه ولقومه معنى كبير جدا وهكذا أحسن الخالقين قال نعم في ناس تخلق إني
أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله لكن بإذن الله يبقى هو مجازي والخالق الحقيقي من هو الله سبحانه وتعالى جل جلاله وهكذا أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير كأنهم قالوا نعم أو كأنهم قالوا نعم نريد الذي هو قد نصيبه ما هذا واحد يريد أن يطورهم أن يرقيهم وهم يريدون أن يتمسكوا بالدنيا ويتمسكوا بالأدنى وتريدون أن تكونوا غير ذلك الشوك أن تكون غير ذات الشوك أن تكون لكم وتريدون أن غير ذات الشوكة أن تكون لكم
طيب لماذا بعض الناس هكذا لا يريد يعني الأرقى الأحسن اهبطوا مصرا قالوا مصرا يعني ماذا قالوا مصر من الأمصار لأن هم هكذا حتى الآن تائهون في سيناء في صحراء قال اذهب إذن مدينة من المدن كانت بجانب العريش منطقة تسمى الفرما، ومنها السحرة الذين آمنوا للتو، فنزلوا هنا، انزلوا هنا، خذوا أي مكان ليكون مصرا، قالوا مصرا، فإذا نونت فلا معنى لها ببلاد مصر، وإذا لم تنون فالمعنى بها بلاد مصر، ادخلوا مصر إن
شاء الله آمنين، فتكون مصر ملكنا هذه ولكن هنا قال ماذا اهبطوا مصرا فبعض المفسرين قال ليس هناك مانع من أن تكون مصر هذه أيضا مصر، وبعض المفسرين قال لا طالما أن مصر لا تكون هي الإقليم المصري لا تكون أي بلد أي مدينة لماذا قال لأن هناك قاعدة تقول إن الثلاثي مصر الثلاثية أم لا ثلاثية ساكنة الوسط، الصاد ساكنة أم مفتوحة، مصر لا مصر ساكنة، أهي الأعجمية مثل نوح وما إلى ذلك، قال يبقى فيها وجهان إما
أن تنون وإما ألا تنون، يبقى فيها وجهان، ولذلك يصح أن تكون مصر هذه مقصودا بها هذه البلاد أيضا، قال فكيف سيرجع إلى فرعون وقوم فرعون إذن هذه في ترجيح أن مصر هنا هي البلد أو المدينة التي يمكن أن ننزل فيها فإن لكم ما سألتم في هذه المدن إذ كانت هناك زراعة كنا نسميها المدن وكان السكان يقيمون حولها أرض تزرع لها الفجل وتزرع لها الكراث وتزرع لها العدس وتزرع لها الحبوب مزرعة هكذا تخدم وكنا نسميها أرض الكلى، لماذا؟ أرض الكلى لأنها كانت تكون قريبة
من النيل فحبة القمح تكون مثل الكلية كبيرة هكذا وفيها بركة، فسميت أرض الكلى لذلك. فاهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم، ستذهبون تجدون الأشياء هذه التي أنتم تطلبونها التي هي رقم كم؟ رقم عشرة، رقم عشرة. ليسوا رقم واحد وضربت عليهم الذلة، أنا أرقيك وأنت تنحط في نفسك والمسكنة وباءوا بغضب من الله، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله، لم يزل يريكم آية ها هي في الاثنتي عشرة عينا وفي كمية المياه وفي كيفية صدورها، لكنهم ناسون لا يتأملون لا يتفكرون
ويقتلون النبيين بغير الحق، هؤلاء لم يقتلوا نبيا حتى الآن، قال إن هذا الصنف سيقتل الأنبياء، هذا الصنف هو الذي يفعل ذلك، الذي يرى بعينيه المعجزة وليس راضيا أن يصدق، الذي يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، الذي يثني عطفه ليضل عن سبيل الله، هذا الصنف هو الذي سيقتل الأنبياء. والله لو أن نبيا ظهر فيهم وقال لهم أنا نبي لقالوا له إذن سنقتلك وقد كانت تلك معجزة وهذا كلام ليس لسيدنا موسى وقومه في عصره فقط بل يخاطب اليهود إلى يوم الدين أنتم لم تفعلوا ذلك هذا الصنف من العقلية سيفعل ذلك فإذا كان هؤلاء يقتلون الأنبياء لن يقتلوا الأطفال والنساء إذا كان هؤلاء يقتلون
الأنبياء، أليس كذلك لن يقتلوا أصحاب الأرض إذا كان هؤلاء يقتلون الأنبياء، إذن لن يقتلوا الأبرياء. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، إذن إذا كانت العقلية هي الأساس وهذه العقلية عقلية تعتدي وتقتل الأنبياء. وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله