سورة البقرة | حـ 87 | آية 62 : 63 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى نعيش هذه الدقائق في سورة البقرة مع قوله تعالى وهو يضع قاعدة عامة للتعامل مع البشر وللتعامل مع الآخر إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، قمة الإنصاف والإنصاف هو أساس العدل والعدل أساس الملك، فالملك
الذي لا يقوم على العدل والعدل الذي لا يقوم على الإنصاف هو تيه وضياع، هذه هداية القرآن وهي قمة الإنصاف ألا تجعل الآخر فريقا واحدا الآخرون هؤلاء ما شأنهم غيرك أنت يعني غيرك أنت ما شأنهم جميعا سيئون لا يصلحون غيرك أنت منهم السيء ومنهم الحسن ومنهم الذي يجهلك أصلا ولا يعرف من أنت أصلا فيحتاج إلى أن تعرفه بنفسك وتدعوه ولكن ضع في ذهنك أنه
ما دام ليس أنا الذي لست معنا علينا فهذا الجاهلية ليست كلام الإسلام في النهاية، قوم ربنا وهو يتحدث عن هؤلاء يقول: ود كثير، ما يقول ود كل، لا يقول ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم، يعني هؤلاء عارفون من بعد ما تبين لهم الحق كذلك، يعني هذا عارف هذا هو ولكن هم جميعا كذلك لا بعض وليس بكل ومنهم من قال ومنهم هو أن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله
واليوم الآخر الإيمان بالله يعمل ماذا يجعل الإنسان فاهما يجعله مجيبا على السؤال الأساسي الذي به العمل من أين نحن الله خلقنا ماذا سيكون غدا بعد الموت سيكون غدا بعد الموت حساب ثواب أو عقاب جنة أو نار ماذا أفعل في هذه الدنيا أعمل العمل الصالح أين العمل الصالح الوحي من الله هذا إنسان يقظ عارف هو يعمل ماذا فآمن بالله وآمن باليوم الآخر وآمن بالعمل الصالح وعمل هؤلاء الصنف هؤلاء فلا خوف عليهم
ولا يحزنون فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون لن يحزن لا في الدنيا ولا في الآخرة تجده مطمئنا ستجده مسرورا فتكون أول هداية لهذه الآية أن الآخرة ليست فريقا واحدا وهذه ستأتيني في القرآن كله كل حين سيقول لي أنهم ليسوا فريقا واحدا ليسوا سواء انظر كيف لا يكونون متنوعين، يا ليت أحدا يقول: منهم الصالحون وأكثرهم الفاسقون، ولذلك يجب على المسلم ألا يعامل الآخر
معاملة واحدة، وقد وقع كثير من المسلمين في هذه البلية في عصرنا الحاضر أن عاملوا الآخر معاملة واحدة، ما دام ليس مسلما فلا بد أن ننزل عليه الويل والثبور وعظائم الأمور، صورة الإسلام وحجبوا الناس عن كلام الله، واحد يقول لي لكن هذا يجاهد في سبيل الله، يجاهد في ماذا؟ ما هو يجب ألا يكون حجابا بين الناس وبين ربهم، فإذا كان حجابا بين الناس وبين ربهم فهو مخطئ، فهو على ضلالة وليس على الإسلام الصحيح لأنه أصبح حجابا بينهم وبين القرآن وحجابا بينه وبين ربه وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور آياته حسية
أخذ ميثاقهم ألا يعبدوا إلا الله فالتوحيد هذه مسألة مهمة قضية ورفعنا فوقكم الطور نتق فوقهم الجبل يعني رفع الجبل هكذا أمامهم كما لو كان مثل فيلم خدعة سينمائية لكنها معجزة هذه الخدعة السينمائية في السينما لكن هذه معجزة أمامهم حقيقة ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة فيجب أن تؤمنوا به كله أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ما هذا سبب البلاء يؤمنون ببعض ويأتون كافرين ببعض لا خذوا ما آتيناكم بقوة فكل ما آتيناكم صدقوا به مرة واحدة حسنا
والذي يريد أن يصدق بنصف ونصف لا، ما ينفع هذا، حتى ربنا جعل لنا أمثلة، كلمة التوحيد ما ينفع تقول نصفها "لا إله"، ما ينفع، لا بد أن تقول "إلا الله"، "لا تقربوا الصلاة" ما ينفع، لا بد أن تقولوا "وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"، "فويل للمصلين" ما ينفع، لا بد أن تقول لا يصح أن تؤتم هكذا لا يصح عندما نذهب إلى هناك فأبو نواس كان يحب الخمر ولا يحب الصلاة قال ما قال ربك ويل للذين سكروا ولكن
قال ويل للمصلين هذا منهج قلب الحقائق منهج التلاعب نعم صحيح ربنا لم يقل ويل للذين سكروا ولكن فعلا قال ويل للمصلين مصلين الموصوفين بأنهم عن صلاتهم ساهون يعني كان ينبغي عليهم أن يصلوا لبلوغهم شروط الصلاة ولم يصلوا فانعكس الحال ولم يقل ويل للذين لا يصلون لكنهم حرم الخمر في الكتاب والسنة وإجماع الأمة بحيث أن الخمر هذه يعني نجسة شأنها شأن النجاسات فإذا منهج يحذرنا الله منه وهو منهج لا
بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون، واللبس والحق ما هو؟ ما هو إن الخوارج قالوا لا إله إلا الله، لا حاكم إلا الله، فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل، كلمة حق أريد بها باطل. يبقى إذن علينا أن نتعلم هذا المنهج، أن نقول الحق بالبرهان، وندرك الواقع على ما هو نأخذ الكتاب كله، خذوا ما آتيناكم بقوة، حسنا آمنت به كله صحيح وبعد ذلك دعونا لا أفعله الآن يتطاول علي، لا قالوا اذكروا ما فيه والذكر هنا يعني إنشاء الثقافة العامة مكون العقل العام يكون من هذا الكتاب واذكروا ما
فيه لعلكم تتقون، إذا فعلتم ذلك ستصبحون بني آدم ستصبحون إن لم تفعل ذلك فلن تكون إنسانا وستكون مطربا وستكون فتنة أكثر لماذا؟ لأنك متدين ببعض الدين وإذا كان هذا التدين لا يؤدي إلى شيء فتصبح فتنة للناس، ربنا لا تجعلنا فتنة، هذا دعاء من؟ دعاء أتباع سيدنا إبراهيم في الممتحنة هناك فيقولون ربنا لا تجعلنا فتنة لماذا؟ لأنك أنت تصبح فتنة إذا آمنت أو فعلت أو ذكرت بعض الكتاب وتركت بعضه، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.