سورة البقرة | حـ 93 | آية 78 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 93 | آية 78 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى ومع سورة البقرة في قصة بني إسرائيل، يقول سبحانه وتعالى: وهذا الذي ذكره ربنا عن بني إسرائيل ليس خاصا بهم، بل هو هداية إلى يوم الدين، ولذلك ذكره الله. في كتاب الهداية الباقي للعالمين إلى يوم الدين ومنهم هم منهم كان كذلك لكن أيضا يجوز أنه من المسلمين كذلك ومن النصارى كذلك ومن أهل جميع الأديان كذلك فهو يتحدث عن هداية البشر كيف نهتدي ما الصفات الحميدة والصفات المذمومة ومنهم
أنصاف يعني منهم ليس كلهم لكن يوجد منهم هكذا أميون يبقون إذا هو نعى على الأمية وعندما نأتي نذهب لمجتمعاتنا نجدها فيها أميون فتبقى هذه صفة مذمومة ذمها الله سبحانه وتعالى وجعلها نقصا فأمرنا أن نفر منها الأمية مشكلة كبيرة أن يكون الإنسان أميا لأنه بذلك لا نستطيع أن نتواصل معه ولا أن نبلغه العلم ولا أن يعمر الأرض ولا أن يعبد الله ولا أن يزكي النفس فالأمية في منتهى الخطورة والناس يتعاملون
معها لألفتهم بها وكأنها شيء عادي يقول لك الأمية ثلاثون في المائة وبعض الإحصاءات غير الرسمية تقول لك لا بل هي ستة وخمسون في المائة يعني من كل مائة ستة وخمسون شخصا لا يعرف القراءة إن أن نبقى في القرن الخامس عشر في أمة اقرأ، أمة قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، أمة تنعى على الأمم السابقة أن منهم أميين فيحذرنا نحن ألا نكون كذلك ويأمرنا أن نخرج من دائرة الجهالة إلى دائرة العلم ويسمي العصر الذي قبل الإسلام الجاهلية نسبة إلى الجهل الذي هو ضد العلم ما عاد هناك شيء أكثر من ذلك فما هو مدى تقصيرنا فيما نحن فيه الآن الأمية ومحو الأمية
يجب أن يكون مشروعا دينيا قوميا وطنيا لأنه بدونه نحن نقارب الهلاك هذه الأمية يجب الاهتمام بها من كل شخص بحاله ويجب أن نزيلها في أقرب وقت وفي أقرب فرصة ومنهم أميون لا يعلمون، لا يزال الكلام، لكن انظر أميون لا يعلمون، نعم هو الأمي لا يعلم، لا يعلمون الكتاب إلا أماني، هم سمعوا عن الكتاب سمعوا هكذا، النبي عليه الصلاة والسلام يحذرنا من هذه الحالة ويقول سيأتي على الناس زمان لا
يبقى من الإسلام إلا الاسم إلا أن تجد النفر منهم حافظا للقرآن كله أو يقرأ القرآن كله أو عارفا للقرآن كله وهو لا يعرف منه شيئا حيث أنه لم يهتد بهدايته ويأتي يوم القيامة المجاهد في سبيل الله والعالم والقارئ فيؤخذون إلى النار شيء غريب هذا أنا أذكر أناسا طيبين المجاهد في سبيل الله هذا لا يوجد أبدع من ذلك، فإن دم الشهيد عند الله أحب إليه من ريح المسك، والشهيد ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت. أدخلوه النار لماذا؟ قال لم تقاتل في سبيلي، بل
قاتلت ليقال عنك إنك شجاع وقد قيل فعلا، وقالوا البطل فلان والبطل فلان. حسنا والعالم إن لم يكن لم يكن ذلك لوجهه وإنما ليقال عنك إنك عالم وقد قيل والقارئ يقال له مثل ذلك يبقى إذن القرآن كتاب هداية وليس كتابا للتمائم ولا للتبرك ولا للاستشفاء وإن كان صالحا لكل ذلك فهو مقدس وعلى قدره ويصلح لكل ذلك إلا أنه كتاب في الأساس للتعليم والهداية وإخراج الناس من الظلمات إلى النور لا
يعلمون الكتاب إلا أماني، التي نحن نطلق عليها العقلية العلمية والعقلية الخرافية. ما الفرق بين العقلية العلمية والعقلية الخرافية؟ العقلية العلمية مبنية على حقائق ووقائع، العقلية الخرافية مبنية على أماني ورغبات وانطباعات، ليت يكون حدث كذا، أنا أتمنى كذا، أنا أريد كذا. هذه عقلية خرافية، فكل ما يتمناه هذا لا حقيقة له في الواقع، ولكن عندما تكون للحاجة حقيقة في الواقع تصبح حقيقة علمية، فتصبح عقلية علمية، ولذلك الذي كفر بالله هذا عقلية خرافية لأنه ليس واقعا، والواقع أن الله سبحانه وتعالى له
في كل شيء آية تدل على أنه الواحد وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد فإذا ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني يتمنى لو أن معنى هذا الكتاب هكذا يتمنى لو أنه لم يبق في هذا الكتاب إلا الآية هذه التي تخدم شهوته تخدم رغبته تخدم مصلحته تخدم توجهه تخدم مشربه ألا يذهب هكذا فيسلم نفسه للكتاب ويقرأ الكتاب ويطلب منه الهداية وحسب ما يأمر الله سبحانه وتعالى يفعل حتى لو كان في ذلك أنه يكتم غيظ قلبه أو أنه يصبر على ما ابتلاه الله به أو أنه يتوكل على الله حق توكله أو أنه يحرم مما
رغب لا هذا هو يريد أن يفسر الكتاب وأن يؤول الكتاب وأن يعلم الكتاب بهواه بمشربه برؤيته بانطباعه بأمنيته يتمنى لو أن الكتاب كان كذلك ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون بالكاد هو ظن هكذا يقول أأنت متأكد من هذا الكلام أنه هذا معنى كلام الله بحثت ووصلت إلى الأصول وهذا هو الفرق ما بين العلم القائم على أصول على مناهج على بحث عن الحقائق والفرق بين الذي أقول ماذا متخبط يأخذ من كل شيء شيئا هكذا
هو ويظن ظنه وليس بمستيقن من أي شيء وهذا هو الذي نراه الآن نرى معاهد علمية تدرس علوم الشريعة مثلا ونرى ما هؤلاء الهواة الذين يريدون الهواة مع خشوع من هنا ومن هناك يريد بها أن يعلم الكتاب أمانيه وأحلامه ويصدر نفسه قبل أن يتعلم والله يحذرنا من هذا وينهى عن هذا ويقول إن هؤلاء الأقوام كان منهم هذا الصنف فلا يكن منكم ما هو النبي قال لتتبعن سنن الذين من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر
ضب لدخلتموه وراءهم، القذة التي هي طرف القوس والقذة الأخرى طرف القوس الآخر كي يكون القوس سليما يجب أن يكون هذان الطرفان على مستوى واحد، فالوتر الذي سنضعه في هذه القذة وهذه القذة وبعد ذلك نضع السهم ونرمي، فيذهب السهم إلى أبعد ما يكون لأن الوتر مشدود تماما في تساو ما بين القذة بالقذة فالرجل صاحب الأقواس وهو جالس طوال النهار جالس يضبط في هذين الطرفين طرفي القوس يقصد أنهما يصبحا متساويين أنتم ستفعلون هكذا على فكرة ستذهبون تسيرون وراء الأمم السابقة حذو القذة بالقذة لدرجة أنهم لو دخلوا جحر ضب من غير تفكير تدخلون أيضا وراءهم حذو القذة
بالقذة هذه بالذات هي هذه قالوا اليهود والنصارى يا رسول الله قال ومن الأمم غيرهم تعلم المسلمين الاستقلال في التفكير وبأن هذا التفكير ينبغي أن يكون على غير ذلك المراد بل يكون قائما على العلم سواء كان اليهود علماء أم سواء كان النصارى علماء أم كان الملحدون علماء، المهم أن يكون هناك علم، لكننا نبهنا إلى هذا الصنف من هؤلاء، ومنهم نوع منهم فقط واعتقدناهم، ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون، إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله