سورة البقرة | حـ 94 | آية 79 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى نستهديه ونطلب منه مراد الله نتعلمه لحياتنا ومع سورة البقرة يقول سبحانه وتعالى وهو يأمر المسلمين بالعلم بالتقوى بالوضوح بالحق بالبرهان بإدراك الواقع على ما هو عليه بعدم تحريف الكلام عن مواضعه وينعى على السابقين أن فعلوا عكس ذلك، يقول تعالى فويل وويل هذه قالوا واد في جهنم إذا هذا فيه وعد فالوعد
إنذار بخير والوعد إنذار بخير ولا يكون إلا بخير والوعيد إنذار بشر ولا يكون إلا بشر فهذا فيه وعيد والوعيد إنذار بشر فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون يعلمنا الله سبحانه وتعالى الإنصاف والعدل يوجه الله الكلام وإن كان إلى بني إسرائيل لنا حتى نتعلم فيقول فويل للذين يكتبون الكتاب
بأيديهم هو قال أي كتاب ولم يقل إنما الكتاب مطلق، الكتاب يمكن أن يكون هم ويمكن أن يكون نحن ويمكن أن يكون هذا أو ذاك، ولكن القضية أن الله يحذر البشر من أن يفتروا على الله الكذب، فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم، كتابتكم للكتاب بأيديكم خلاف الواقع، هذا ليس هو الحق، هذا ليس هو الذي أنزله الله سبحانه ما كتبوه ثم نقول ماذا يجب أن يكون فيها زمن وثم هذه ما معناها ماذا الزمن هذا حدث فيه ماذا حدث فيه
أنهم استوعبوا الكلام الذي سيقولونه ودبروا وقصدوا ما يوجد خطأ ما يوجد نسيان ما يوجد تقصير لم تفلت منهم هكذا ثم هذه تعني هكذا تعني هكذا أن في تفكير ما هو في زمن آدم في زمن يبقى في تفكير وتدبير ثم يقولون تبقى هذه المقولة جاءت صدفة جاءت فجأة جاءت تحت ضغط جاءت أبدا هذا عامد متعمد مع سبق الإصرار والترصد والتفكر والتدبر وبعد ذلك يقول أنا والله سأفعل كذا ومن هنا سيؤاخذ أما الذي أخطأ
فحد قارئ خطأ في الصلاة وحفظ آية خطأ، لا ليس هذا ما له الويل، هذا قصور في تقصير في نسيان بشري في أمر نقع فيه جميعا هكذا، ولكن إذن من الذي يفعل ذلك؟ شخص جاء ليكتب آية فأخطأ في المطبعة، نحن حفاظا على كتاب الله وقدسيته في نفوسنا نقول لا هذا لا يصح أن يفعل هذا ولكن لا نقول له الويل، بل نقول له أنت أخطأت ونشدد عليه في الكلام بأن الطباعة كيف وهكذا إلى آخره، غيرة على كتاب الله، ولكن لا نقول له فويل له لأنه لا يقصد المصحف وهو يخرج خطأ أو اثنين هكذا شكلها هكذا شكلها هكذا فتثور ويصلحونه ويسحبون المصحف من المطاف، لكن
لا يقولون إن هذا الخطأ سيؤدي بالطابع إلى جهنم وبئس المصير. لماذا؟ لأنه لا يوجد إثم، هذا خطأ حدث، لا يوجد إثم. لكن هنا يوجد إثم، ثم يقولون هذا من عند الله، هذا من عند الله. عند هذه ظرف زمان ويمكن تكون ظرف مكان أقول آتيك عند المسجد فتكون ظرف مكان، آتيك عند طلوع الشمس فتكون ظرف زمان، ويمكن أن تكون بمعنى في ملكي، في ملكي أقول عندي مصحف يعني في ملكي مصحف،
عندي قلم يعني في ملكي قلم، ويمكن أن تكون عند هذه بمعنى الحكم، بمعنى الحكم نقول هذا الرأي الحكم هكذا عند الشافعي أو عند مالك، أي في حكم الشافعي وفي حكم مالك، ثم يقولون هذا من عند الله. هذه تصلح للمكان، ربنا كان ولم يكن المكان، تصلح للزمان أبدا، تصلح للملك أبدا. قال أي في حكم الله أي، ثم يقولون هذا من عند الله أي في حكم الله نسبوه إلى الله، طيب، يبقى عندي هذا هم: ادعوا أنه هذا من الكتاب المنزل أم
ادعوا أن تفسير الكتاب المنزل هكذا؟ قد ينفع هذا وينفع هذا لأنه إذا كان في حكم الله قد يكون يكشف عن حكم الله برأيه من غير برهان وإنما بتدبير وتفكير ليضل الناس عما أنزله الله سبحانه وتعالى وقد يكون يؤلف شيئا ويحرف به المنزل من عند الله سبحانه وتعالى والاثنان حدث أن يحرفا الكلمة عن مواضعها ثم يقولان هذا من عند الله ليشتريا به ثمنا قليلا من التدبير أنهما يريدان أن يتوصلا بهذا التحريف إلى مصلحة وهذه
المصلحة قد تكون جاها وقد تكون سلطانا قد يكون في أزمانهم وفي غير أزمانهم أموال قد يكون أي نوع من أنواع المصلحة والله عبر عن هذه المصلحة بالثمن، طيب هذا الثمن في مقابل الوعيد ما هو الوعيد؟ جاء أول واحدة يقول ماذا؟ ويل، هذا الثمن في مقابل الوعيد مناسب أي أنه مناسب لأن تضيع آخرتك ويكون لك الويل خالدا فيه أبدا، سيعطونك كم من السلطان أو من الجاهل أو من المال أو من المصلحة أو من الشهوة أو كذلك، سيعطونك ملء الأرض ذهبا لمدة
كم؟ غالبا حياتك مائة سنة، فما هو لا يساوي شيئا لو أعطوك ملء الأرض ذهبا للمدة التي ستعيش فيها. التي هي مائة سنة لا تساوي نصف دقيقة في الويل والخبال، لا تساوي شيئا فهي دائما مهما تصورتها ولانحصار زمن الإنسان هي دائما ثمنا قليلا، فويل لهم مرة ثانية مما كتبت أيديهم بسبب هذا سيحدث ذلك وويل لهم مرة ثالثة، فهنا الوعيد تكرر ثلاث مرات مما يكسبون، يبقى إذن الذين كتبت أيديهم سيأخذ عليها إثما وكذلك الثمن القليل سيتحول
إلى إثم يحاسب عليه أي أنه أيضا لن يأخذه خالصا هكذا والحمد لله وانتهى الأمر فهو سيحاسب على ما كتبت يده فحسب بل إن نفس الثمن تحول إلى وبال عليه وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته