سورة البقرة | حـ 99 | آية 83 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة البقرة | حـ 99 | آية 83 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله سبحانه وتعالى نستهديه في سورة البقرة في قوله تعالى وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة النص على ذوي القربى فيه تخفيف لأنه من المفروض أن تكرم ابن آدم، ولما اتسع الخلق ولما كان من المتعسر العسير
ومن المتعذر أن تصل كل الخلق، فإنه خص لك أقرباءك الأقربين، ولكنه أشار إلى طوائف من ذوي البعدة إن صح التعبير وهم اليتامى وأيضا المساكين، ثم جعل قاعدة عامة. مع كل الآخرين وقولوا للناس حسنا قولوا للناس حسنا قاعدة تتعلق بقوله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن تتعلق بذلك الخلق النبوي المصطفوي
أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن سبابا ولا لعانا ولا فاحشا ولا بذيئا وقولوا للناس حسنا كان كلامه كله يقطر جماله صلى الله عليه وسلم حتى في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وإغلاظه لمن يستحق الغلظة كان كلامه في رفق ويقول يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه وقدم القول الحسن على الصلاة لأن القول الحسن يتعدى إلى الناس ولأن القول الإحسان يشمل الزمان كله، الصلاة
هذه خمس أوقات في اليوم، لكن القول الحسن تستطيع أن تقوله كلما كنت متيقظا، وقال وقولوا للناس يعني للمؤمنين وغير المؤمنين، لا يصدر منك إلا القول الحسن، نسي كثير من الناس هذا الأمر في عصرنا الحاضر، فتراهم من قهر الزمان يدعون على المخالفين، تجد في الخطبة يقول لكم اللهم يتم أطفالهم واخرب بيوتهم واحرق حقولهم يعني كله ماذا كله دعوات بالشر من
القهر والأمر ليس كذلك وقولوا للناس حسنا فقل هكذا يا رب اهده ها ما هي جميلة ما نحن ما أقررناه على الظلم الذي ظلمه ولا على الفساد الذي أفسده وأفسده إنما لماذا القلب هنا حزين وكان ينبغي أن يصبر ويأتي الملكان ويقولا يا محمد أتريد أن نطبق عليهم الأخشبين الجبلين ونخسف لك بهم الأرض قال لا لعل الله سبحانه وتعالى أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله أين هذا القلب
هذا هو القلب الذي دعا وهذا هو القلب الذي وقف معه الله وهذا هو القلب الذي أنتج حتى صار الإسلام من الأندلس إلى الصين هذا هو القلب الذي أعلى الله ذكره صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك نسأل أنفسنا نحن لماذا الإسلام متعب الآن هكذا أين ذلك القلب ارجع إلى ذلك القلب فلماذا لا ترجع إليه كيف إذن درب نفسك هكذا وقل للناس حسنة قال لك اعثر علي ولا تطعمني هذه خبرة السنين خبرة البشر حكمة العالم اعثر علي ولا تطعمني هذا يعني أنت الآن عندما تأتيني بطعام
وتسمم جسدي به فسيكون كأنك أتيتني بشيء مثل الصدقة ثم أتبعت الصدقة بالمن والأذى فهذا لا يصلح إن الله لا يرضى عن ذلك، حسنا لم تطعمني ولكن قلت لي كلمة طيبة هكذا أهلا وسهلا، ابتسم في وجه أخيك صدقة وقولوا للناس حسنا، فواحد قال لي لا هذا الكلام لبني إسرائيل، الله يعني بني إسرائيل ينزل عليهم قال لا تعبدوا إلا الله، قوموا أنا أقول لا هذا خاص ببني إسرائيل وبالوالدين إحسانا، قم أنا أقول هذا خاص ببني إسرائيل، ما هو لا يصلح يا إخواننا هذا الكلام، هذا هداية للعالمين، هذا في كتابنا نحن وقولوا للناس حسنا، اعرف
كيف تتعامل مع كتابك، هذا ربنا راض عن هذا وهذا الميثاق الذي لا يتغير وهذا هو الميثاق الذي أخذه على إبراهيم فأحياه مع موسى وعيسى ومحمد، ولو أن الناس قد التزمت وصارت لما أرسل الله بعد ذلك رسلا، إنما أرسل الرسل من أجل أن ينبه ويحذر ويذكر أنه تعالوا أنتم نسيتم أم ماذا؟ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة فيبقى قبل اذهب فصل ولكي يتقبل الله صلاتك ينبغي أن تقول للناس حسنا ومن بين هؤلاء الناس أولادك نعم ومن بينهم زوجتك بالطبع
ومن بينهم زوجك قطعا وهكذا أي أن هذا ليس فقط نقوله للأجانب ونأتي لأنفسنا من الداخل ثم يقول وهو أيضا من حكمة الزمان يقول هذا مثل الأعرج الذي هكذا الأمر عندما يمتد البر إلى أن تخرج الأوعية هكذا فتجدها تمتد إلى الناحية الأخرى وليست مستقيمة، فيكون المرء لسانه كالعسل مع الآخرين ويأتي داخل البيت فينقلب شخصا آخر يقول لي إنني أريد أن أرتاح، ستريح عندما تموت، عندما تموت ستريح، ولكن المهم أن تكون قائلا للناس حسنا من قبل الصلاة وأقيموا الصلاة أقيموا يعني اجعلوها مستقيمة وإقامة
الصلاة تكون بأمور أولها أن تكون في وقتها لأنها إذا خرجت عن وقتها فقد ضيعتها، ثانيا أن تكون بشروطها مستوفية أركانها يجب أن تتوضأ يجب أن تستقبل القبلة يجب أن تطهر بدنك وثوبك ومكانك، ثالثا يجب أن تكون على حال الخشوع والخشوع فلا يعمل الإنسان عملا كثيرا في الصلاة بحيث أن من كان خارج الصلاة يظن أنه غير مصل مثلا، وخشوع القلب وخشوع الظاهر هذا يقول لك اجعل نظرك في موضع
السجود واجعل جوارحك ساكنة، خشوع القلب أن تتأمل وأن تتدبر فيما تقول بسم الله الرحمن الرحيم تتدبرها أنك تبدأ بسم الله لله أنت تشكر رب العالمين وهو الرحمن الرحيم فتنتبه إلى أن الله من صفاته الرحمة فتتخلق بها وتدعو الله في ذلك وهكذا وأنت جالس تقول سبحان ربي الأعلى سبحان ربي العظيم الله أكبر كل ذلك تتدبر فيه فيكون خشوع القلب وأنت ترجو ثواب الله وتخاف عقابه ومن إقامة الصلاة أن الفحشاء والمنكر لأن صفاتها
كذلك هي لها أركان وشروط ماضية فيها خشوع لنؤديها في وقتها حتى لا نضيعها لا بأس إنما ما فائدتها أن تتمتع وأن تتلذذ لحظات بصلتك بالله ما يوجد مانع ولكن الأشد من هذا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله أعلم آخر شيء نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله