سورة النساء | حـ 557 | 1 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى في أولها: بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" إذ يأمر الله سبحانه وتعالى البشرية جمعاء أن تجعل التقوى سبيلا لها، والتقوى كما فسرها سيدنا علي هي الخوف من الجليل، أي يجب أن نؤمن بالله، والبشرية عندما تنزع قضية الألوهية من نظام حياتها تفسد آجلا أو عاجلا.
الخوف من الجليل يعني أن هناك جليلا سبحانه وتعالى ونحسب حسابه، الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل يعني وجوب الإيمان بالوحي ألا يكون هناك إسراف لأنه لا يحب المسرفين والاستعداد ليوم الرحيل ربط التصرفات والسلوكيات باليوم الآخر بالحساب فيه يوم سنقف فيه أمام الله هذه المعاني نطالب بها البشرية جمعاء فيخرج واحد من الملحدين وينشر كلامه في الصحف المتداولة ويقول هؤلاء الناس متخلفون هؤلاء لا يزالون يتمسكون بالدين ويشتم
المسلمين ويشتم بوش أيضا من أمريكا يقول لك هذا رجل متدين يا إلهي يعني هذا لا يترك أحدا أهم الملحد هكذا الملحد شأنه هكذا ما هو لا يترك أحدا الله يريد ماذا يريدكم أن تتركوا الدين لماذا الدين يريحك ما الذي أتعبك أنت في الدين تكاليف الدين يجعلني لا أعرف ما الأمر؟ قال أنا معترض على خلقتي، معترض على خلقتي. طيب اعترض، عض الأرض. أنت منتبه؟ الرجل لا
يريد أن يبقى رجلا والمرأة لا تريد أن تبقى امرأة. طيب تريد أن تبقى ماذا؟ فقالت لا أنا لا أريد أن أبقى امرأة. إذن هذا يدعونا إلى التمسك بالدين، التمسك بالدين الذي محتارون، أما أنت فحيران، لكنني لست محتارا. يسأل نفسه من أين نحن فلا يعرف أن يجيب. ماذا نفعل هنا فلا يعرف أن يجيب. ماذا سيكون بعد الموت فلا يعرف أن يجيب. تسود الحياة في عينيه، لكنني أملك إجابة. الذي خلقني ربي وقال لي صل وصم واعمل الخير وعمر الأرض وكذلك وغدا يوم القيامة سيدخلني الجنة فأصبح
فرحا جدا فيقولون لي هذه فرحتك هذه مثل أفيون الشعوب فأقول لهم سبحان الله والحيرة السوداء التي تعيشونها في حياتكم هذه تكون مثل ماذا مثل القمامة التي تعيشون فيها أم مثل ماذا بالضبط يعني هذه حالتكم من القلق ومن السهر ومن التعب النفسي ومن أنكم لا تجدون أحدا عندما يؤلمكم شيء تقولون له يا رب كما أقول أنا، ما رأيكم أنكم تدعونني إلى التمسك بديني، أنا ما الذي يجعلني يا أستاذة توهية أترك الاستقرار والأمن والطمأنينة والسعادة وأبحث عن الغباوة والبلادة وقلة
التدين الذي يجعلنا نفعل ذلك لا يوجد له مبرر، ولذلك الشعوب لم تستجب لهذا في بلدان قيل فيها تعالوا نجعلها علمانية وليس لنا شأن بالدين، هذا الكلام منذ ثمانين سنة لم يستطيعوا أن يخرجوهم من الدين، فقد مات الناس وجاء جيل بعدهم ومات وجيل بعده ومات، ثمانون سنة أربعة أجيال لم يخرجوا من الدين هذا فيصبح الإنسان هكذا، صار الإنسان يرتاح مع الوضوح والدين هذا واضح والكفر هذا ظلمات بعضها فوق بعض، الدين يفرح القلب ويطمئنه، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، واذكروا
الله كثيرا لعلكم تفلحون، ما هذا؟ أنا أريد أنا الفلاح لا يريد الفشل والغباوة والبلادة والظلمات، الحقيقة أن الإنسان كإنسان يريد هذه الحلاوة وهذا الجمال، هذا الجمال موجود في الدين والإجابات واضحة يا أخي، وكل السماء والأرض والنبات والحيوان تقول نعم هكذا، نعم يوجد خالق ونعم يوجد رسل ونعم يوجد يوم آخر ونعم يوجد رب نعبده حين نصل إليهم. إلى هذا الحد من النقاش يقولون انظروا تكفروننا، والله نحن الذين كفرناكم أم أنتم الذين كفرتم أنفسكم؟ نحن الذين قلنا إنه لا يوجد ربنا أم نريد أن نحاسبه لأنه خلقنا خطأ؟ نحن الذين سئمنا من خلقتنا أم أنتم الذين سئمتم
من خلقتكم؟ من؟ ولذلك عجيب هذا القرآن. أن يقول يا أيها الناس يعني هذا يخاطبهم وهو كذلك هذا الملحد هذا ليس أنا فقط يا أيها الناس تعالوا اتقوا ربكم يعني آمنوا بربكم وآمنوا بالوحي الذي خلقكم من نفس واحدة وحينئذ وهو يقول خلقكم من نفس واحدة فهو يقر بالتساوي بين الخلق ولذلك قام النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة الجنازة كذلك التي هي الخشبة التي عليها الميت ما هو في جنازة وفي جنازة بالكسر والفتح فقام للجنازة فقالوا يا رسول الله
إنها جنازة يهودي يعني الجنازة التي تأتي هذه خاصة بيهودي قال له أليست نفسا من الأنفس أليست نفسا أم ماذا فعلمنا المساواة يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها، فإذا كان ربنا قد علمنا أن النفس واحدة وهذه النفس حكى لنا قصتها في سورة البقرة، سيدنا آدم وخلق منها زوجها التي هي السيدة حواء أمنا حواء، حسنا فإذا نستطيع أن
نقول أن الرجل والمرأة إنسان واحد، هذا هو الذي في العربية كلمة إنسان تطلق على الرجل وعلى المرأة جميعا، أي أنه لا يوجد في اللغة العربية ما يسمى إنسانة، لا يوجد في اللغة العربية هكذا، هذا من كلام المولدين، من كلام المولدين للغة أو المولدين أي الذين جاؤوا بعد العرب الفصحاء، فكلام المولدين للغة هؤلاء هم الذين قالوا إنسانة، أي إنسان يطلق على الرجل وعلى المرأة بمساواة لا تقضي على الفروق التي بها التكامل فهذه الآية تدل على التكامل وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته