سورة النساء | حـ 561 | 2 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يرسم لنا البرنامج التفصيلي للاجتماع البشري ويقدم الأهم فالأهم ويلفت أنظارنا لأمور قد نغفل عنها لكثرة الألفة أو لطول الألفة فيقول وآتوا اليتامى أموالهم بعد أن تحدث عن أصل الخلق تحدث عن اليتيم والنبي صلى الله عليه وسلم يرفع من شأن اليتيم فيقول أنا وكافل
اليتيم كهاتين في الجنة كهاتين ويشير إلى السبابة والوسطى في الجنة يعني بجانبي مباشرة ما هذا سيد الخلق في أعلى عليين في الفردوس الأعلى ويكون بجانبه الجماعة الذين كفلوا اليتيم وكفالة اليتيم ليست فقط بحفظ ماله وليست فقط بالإنفاق عليه، وإنما بالحنان، وبالتربية، وبالتوجيه، وبحفظه في عقله وفي دينه بعد أن نحفظه في نفسه وفي حاله. اليتيم عندما أمرنا الله سبحانه وتعالى بالأمر الذي قد يكون باب شر
علينا نحن وهو ماله الذي تركه له أبوه أو تركته له أمه وأنه ضعيف وأنه غير قادر على الفهم ولا التصرف والمال المهمل يعلم السرقة ويأتي للإنسان كل تأويل حتى يهجم على مال اليتيم، حذرنا الله سبحانه وتعالى من هذا المدخل ومن هذا الباب وجعله بعد تأصيل عقيدة الاجتماع البشري مباشرة لمزيد من الاهتمام. لنأخذ هكذا لنرى مراد الله عن اليتيم الآن لماذا وقبل أن يتحدث عن أشياء مهمة الزواج مهم الميراث مهم في أشياء أخرى كثيرة هنا مليئة
بصورة النساء لا أول ما ينبهك أنا أتحدث عن ماذا وأتحدث عن الاجتماع البشري ذهب إلى داخلك وجعل اليتيم أول شيء وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب الباء تدخل الشيء الذي ستتركه يبقى هنا، أنت تركت ماذا؟ تركت الطيب وأخذت ماذا مكانه وأبدلت مكانه بماذا؟ بالخبيث، ولا يبدل الخبيث بالطيب، فالقاعدة نقولها مرة أخرى ونحفظها أن الباء تدخل على المتروك "أتستبدلون الذي
هو أدنى بالذي هو خير" فالباء دخلت على ماذا؟ على المتروك، إذن تركوا الخير نعم حسنا ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم فيكون في أكل صريح أذهب فأهجم على مال اليتيم وأصرف وفي أكل ملتو قليلا حيلة قال لي لا تعمل هذه الحيلة ما هي الحيلة أدخل معي شريكا وآكل الشريك نعم فيكون أنا الذي فعلته أنا أكلت من مالي يعني وأنت في الحقيقة آكل مال يبقى التصريح والتلميح كما يقولون قفلا حقيقة
ومجازا، لا تقترب من مال اليتيم صراحة ولا تقترب من مال اليتيم بحيلة ولف ودوران. أنت حر إنه كان إثما كبيرا، الإثم هو الظلم والجور، ولذلك في هذه الألفاظ المباركات أمور يقول لك إنه كان إثما جورا يعني أو ظلما. قال فلماذا لم ظلما كبيرة ويقول لك حسنا قال
هذا يسميه علماء الصوتيات مردود الكلمة ومردود اللفظ عندما يقول لك ظلما نعم أنت سامع هذه الكلمة مرة وعشرين وثلاثين وفاهم معناها وكل شيء قم تجد لها يكون أقل انتباها والتفاتا أنه كان ظلما كبيرا حسنا ظلم كبير تجاوزها أنه كان جورا كبيرا جورا أي جور أي ظلم أيضا أم ماذا هكذا أي هو ماذا لا أعرف جور أي ظلم بالضبط أم جور يختلف عن الظلم لكن سمعتها من قبل أنه كان حوبا حوب أي ماذا عذاب حوب أي
ماذا ظلم حوب أي ماذا أي ستوقعونني في داهية حب أي ماذا قوم مردود الكلمة يحدث التفات لغرابتها لأنها ليست مستعملة استعمالا شائعا وإنما مستعملة استعمالا موجود ولكن تحتاج منك سؤالا فيحصل لك التفات هكذا هو ماذا يعني هذا أنا فعلت هذا أنا أكلت مال اليتيم إلى أين ستأخذونني إذن الكلمة عندما يكون لها دلالات خفية أو غير معروفة تكون أكثر تأثيرا في النفس من ناحية الإبهام أنت لا تعرف أين سيأخذونك، لا تعرف أين سيأخذونك. حوبا يا هذا هذه حوب فما معنى هذا؟ ويحدث له
رعب من كلمة حوبا هذه. فيكون إذن استعمال القرآن لهذه الكلمة يدلنا على فظاعة الاقتراب من مال اليتيم بغير وجه حق. وإلى لقاء آخر نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته