سورة النساء | حـ 563 | 3 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع". وهنا يقرر ربنا سبحانه وتعالى أن الأسرة في الإسلام تتكون من رجل ومن امرأة وأن الأسرة لا يجوز أن تتكون من مثليين، فحرم الله سبحانه وتعالى الشذوذ وهو أن يتزوج الرجل بالرجل وأن تتزوج المرأة بالمرأة، فهذا عبث يضاد الخلقة وبنيت سورة النساء على إنكار هذا العبث على من يريد
أن يعبث به ولم نكن نظن في يوم من الأيام أن ذلك ينتشر بين العقلاء أو بين الناس حتى انتشر في العالم وعده كثير من المفسدين عدوه من حقوق الإنسان أن يشذ في خلقته وأن يعترض على ربه وأن يفسد في كونه وطالبوا الناس أن يعدوهم من حقوق الإنسان حتى لوثوا هذه الكلمة الجليلة الكريمة وخالفوا كل الأديان التي على وجه الأرض أذكر أنه قد اجتمع أكثر من ثلاثين من قيادات الأديان في بلجيكا في سنة أربع وتسعين، واجتمع
هؤلاء الناس فأقروا جميعا بأنهم ينكرون هذا الفساد. قيادات أكثر من ثلاثين دينا، وأحدهم يقول لي هل يوجد ثلاثون دينا أصلا؟ توجد أديان كثيرة بعضها سماوي وبعضها وضعي اجتمعت الأديان السماوية والوضع وكل من له دين وملة حتى الوثنيون اجتمعوا وقالوا ما هذا إنه فساد، فالعقلاء جميعهم ليسوا مسلمين فحسب، لا بل مسلمون وغير مسلمين وليسوا مسيحيين فقط وليسوا يهودا فقط الذين هم مثلا أصحاب الأديان السماوية أصحاب الكتب، لا أبدا بل البوذيون والهندوس والشنتو والكونفوشيوسية
وأسماء لا نعلم شيء اجتمعوا وقالوا ما هذا؟ هذا فساد في الأرض، ستة مليارات يقولون هذا فساد وخمسمائة أو لا شيء يقولون لا ويريدون أن يمضوا رأيهم على الستة مليارات، فهذا نوع من أنواع التسلط والهيمنة لم نره في الأمم السابقة من قبل، ما طاب لكم من النساء وليس ما طاب لكم وانتهى الأمر ونكون أسرة مثلية، لا هذا لا يرضى عنه الله سبحانه وتعالى في كل كتاب منزل وفي كل قول مأثور عن كل الأنبياء والأتقياء والصالحين والمفكرين والفلاسفة والأخلاقيين
عبر التاريخ وإلى يومنا هذا، ولكن هذا عمى قلب. وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء، الله يعني قبل هذا البلاء كان أحد يقول الله طيب لماذا من النساء أليس هذا زيادة يقول هكذا نقول له إن القرآن هذا لكل زمان ومكان ما فائدة من النساء الآن لم يكن أحد يتصور هذا الكلام حتى قوم لوط لما انحرفوا وعصوا كان على أساس أنه عصيان يعني هم تعلمون أن العصيان مثل الذي يشرب الخمر وهو يعلم أنه يرتكب معصية فيقول يا رب تب علي، قوم لوط أيضا كانوا كذلك يفعلون هذا وهم يفهمون أن هذه معصية وأن هذا انحراف
وأنهم يعادون نبي الله لوطا، ولكن يا أخي هؤلاء يقولون لك إن هذا من حقوق الإنسان، حسنا حقوق أن تكون متفقا عليها، يجب أن يتفق عليها، فإذا اختلف فيها فلا تعود من حقوق الإنسان. فمن حقوق الإنسان حفظ كرامته، ومن حقوق الإنسان المحاكمة العادلة، ومن حقوق الإنسان أن يجد عملا، ومن حقوق الإنسان أن لا يهينه أحد وأن تحفظ كرامته، ومن حقوق الإنسان أن نحرم التعذيب للجسد البشري، حقوق الإنسان أن نعلمه أن نرعاه في الصحة أن نعتبره إنسانا وهكذا، ليس من حقوق الإنسان قلة الأدب والحياء وقلة العقل والإفساد في الكون. حقوق
إنسان كيف؟ هذه حقوق الإنسان تحافظ على الإنسان وليس تدمر الإنسان، تحافظ على الأمن والسلام، تحافظ على الاجتماع البشري. هذه حقوق الإنسان: حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ الدين، حفظ كرامة الإنسان، حفظ مال الإنسان وملكه، ألا يعتدي أحد على ملكي ولا على نفسي، وهكذا هي حقوق الإنسان. أما حقوق الإنسان في إضاعة الحقوق وفي أن نفعل شيئا يفسد الكون ويدمر ولا يعمر، فهذا ليس من حقوق الإنسان. ثم يقول مثنى وثلاث ورباع، أي اثنين اثنان ثلاثة وأربعة أربعة وهنا أجمع المسلمون على أن
نهاية ما يتزوج الرجل ممن يحل له الزواج بهن الخاليات من الموانع الشرعية أربع وهذا إجماع والإجماع هذا ما فائدته قال فائدته ألا تستنبط من النص معنى يقضي على الإجماع بالبطلان ما معنى هذا الكلام كيف يقضي على الإجماع بالباطل يأتي إلي أحدهم ظريف ويقول لي هؤلاء تسعة، اثنان وثلاثة وأربعة، اثنان وثلاثة خمسة وأربعة يكون تسعة، ما لا يصلح لماذا؟ ما لا يصلح لماذا؟ لأن الإجماع يقول أربعة فقط، فهموا من النص هذا أربعة فقط، يكون الواو هنا ليست لمطلق الجمع، أحدهم ظريف آخر
يأتي يقول لي صاحب هذا ثمانية عشر أقول له لماذا يقول لي اثنان وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة تسعة وتسعة ثمانية عشر واحد ظريف ثالث هذا كله هذا من قلة العلم وقلة التدين أيضا يقول لي لا هذا هو ربنا ضرب مثلا بهذا مثله وثلاثة وأربعة يعني وخمسة وسبعة وعشرة يعني أي شيء لا يصلح لماذا الذي لا يصلحه الإجماع وهنا تأتي خطورة الإجماع وتأتي أهمية الإجماع ونلتفت لمن يريد أن يقول أنه ليس هناك إجماع في دعاوى كذلك يقول لك ما يوجد إجماع طيب وبعد ذلك ستفعل ماذا هنا ستترك الناس تفهم هكذا كما تريد هذا مخالف لما أراده الله ورسوله وإلى آخر شيء
نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله