سورة النساء | حـ 564 | 3 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع". وهنا يسأل السائل: هل التعدد هو الأصل أم أن الوحدة هي الأصل وتحدثنا ونحن نشرح الآية الأولى أن التعدد يخالف أصل الفطرة وأصل الخلق لأن الله عندما خلق آدم خلق له واحدة هي حواء خلقها من آدم خلق آدم من تراب
وخلقها هي من آدم وكان قادرا على أن يخلق منه نساء كثيرات لكنه لم يفعل فدل ذلك على إن أصل الخلقة أن يتزوج الرجل بامرأة وهنا تأكيد لذلك لأنه قال وإن خفتم أي يضع شرطا وما دام هناك شرط فهناك زيادة عن الأصل فالشرط زيادة عن الأصل وكل شرط زيادة عن الأصل يعني أننا قائمون منهم هكذا هو الأصل ها نحن قائمون منتبهون يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم بسم الله الرحمن
الرحيم عندما يقول لي أحدهم صل أقول له حسنا حاضر ها توكلنا على الله ثم يقول لي لا قبل أن تصلي توضأ نعم إذن الوضوء شرط في الصلاة إذن هو خلاف الأصل إذن نحن غير متوضئين الأصل فينا أننا غير متوضئين عندما نفتح هكذا هو ما نحن نستقبله اليوم هو على بياض هو غير متوضئين وعندما جاء الشرط جاء ماذا زيادة على الأصل الرجل والمرأة يتزوجان الرجل يتزوج امرأة واحدة والمرأة تتزوج رجلا واحدا هذا هو الأصل وخلق منها زوجها وبث منهما
رجالا كثيرا ونساء يأتي الشرط إذن وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء واحدة لا ما قال واحدة لأن الواحدة هي الأصل مثنى قال فيبقى لما ذكر كلمة مثنى كان ذلك دليلا على أن الأصل واحدة تريد أن تعمل مثنى فيبقى في شرط ثلاثة رباع فيبقى في شرط فيبقى التعدد خلاف الأصل طيب الأصل الواحدة خلقة والأصل الواحدة حكمة لأنه
رتب التعدد على شرط والشرط طلب زيادة يلزم أن يكون في الشرط طلب زيادة مثل الوضوء هكذا وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى هذا هو الشرط فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا هذا رقم ثلاثة إذن الذي يؤكد هذه الوحدانية فإن خفتم ألا تعدلوا لماذا هو المثنى لازم نعدل قال ما يبقى في مقارنة هاهو واحدة في مقابل واحدة طيب نعمل ماذا قال لازم تعدل إذن يبقى العدل شرط والشرط زيادة أم لا زيادة على الأصل يبقى الأصل الوحدة
خفت أن أنت لا تأتي بهذا الشرط هذا الذي هو شرط العدالة فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، فهل الواحدة ليس معها عدل؟ نعم هذا عدل ذاتي، لكن ذلك عدل مقارن. انتبه أنت مأمور بأن تعدل مع الواحدة، أي أن تنفق عليها، وأن ترعاها، وأن تعاملها وتعاشرها بالأخلاق الحسنة. خياركم لأهله وأنا خيركم لأهله، فما معنى ذلك؟ حسن الخلق، أما العدل الثاني الذي نتحدث عنه فهو عدل المساواة، عدل المقارنة، أي أن هذه تقارن بهذه وهذه تقارن بهذه، فيجب إذن أن تمسك ميزانا وتضع هذه في كفة وتزنها تماما مع الناحية الأخرى في كفتها، فإن
خفتم ألا تعدلوا عدل المقارنة هذا فواحدة، لكن هذا أنا خائف أيضا أنا لا أعرف أحسن الخلق مع المرأة أو أكلفها ما لا تطيق، فربنا سبحانه وتعالى لما جاء الإسلام كان هناك نظام الرق، والرق طائفة من البشر اعتادت على ذلك ونتج رقها من الحروب أساسا، لكن نفسية العبيد كانت نفسية قابلة للطاعة المطلقة ولهضم كثير من الحقوق، ولذلك شاع في طبقة العبيد شيء من سوء الخلق ومن التفلت والتسيب ليس
شأنهم شأن الأحرار الذين كانت لديهم عزة وكانت لديهم كرامة وكان أيضا لديهم حقوق يطالبون بها وكان عليهم واجبات يقومون بها لكن طبقة العبيد واجباتهم من النوع الدنيء نوع الخدمة ينظف ويمسح ويطبخ ويغسل ويعمل وليس من النوع صاحب المهام الكبيرة وكانت حقوقهم أيضا منتقصة إلى حد ما ولذلك هذا الرق ضد أصل الخلقة لم تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا وعندنا أيضا شيء يقول لك ما هو الحر لا يدخل تحت اليد يعني لا تستطيع أن تحول إنسانا حرا إلى عبد والعبد
لا تستطيع أن تحوله حرا أنت أعتقته لوجه الله، فماذا يعتق بمجرد أن فمك لا يعمل هكذا؟ إذن هو ليس حرا لأن أصله حر، أما العبد فأحضر واحدا هكذا حرا وقل له: أنا فرضت عليك الرق، فلا ينفع كلامك باطل، فأنا أعطيت لأبيه واشتريته. والحوادث التي من هذا القبيل يقول لك: هذا باع ابنه أم لا يجوز أن يبيع ابنه، إذن هذا الابن ملكي أنا، ابني أنا، والأموال التي أخذتها لا قيمة لها، هذه هبة إذن، فلا تؤاخذني، أي أن المشتري الساذج الذي اشترى، وهكذا فالحر لا يدخل تحت اليد، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم، وإلى لقاء
آخر نستودعكم الله والسلام عليكم السلام ورحمة الله