سورة النساء | حـ 571 | 6 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 571 | 6 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء حيث يوضح لنا الله سبحانه وتعالى أسس الاجتماع البشري بالتفصيل، وإذا ما فصل الله سبحانه وتعالى في كتابه شيئا فإنه يكون مرتبطا بسننه الكونية التي لا تنتهي إلى يوم الدين لأن القرآن تجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحوال وإذا فصل الله سبحانه وتعالى نظاما فإنه نظام غير قابل عند المسلمين للتعديل أو المناقشة أو الزيادة أو النقصان ويكون مرتبطا بفعل الله في البشر
ولذلك لا نستطيع أن نستجيب لمن يطالب بتغيير أنصبة الميراث لأنها ذكرت بالتفصيل في القرآن الكريم يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يفصل لنا العلاقة الاجتماعية التكافلية وأن الأمن الاجتماعي الذي استوردناه من الغرب ومن الشرق إنما هو أساس من أسس أحكام المسلمين وإرشاد ربهم لهم يقول وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا
أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا أمر بأن يقوم المجتمع في أفراده ومؤسساته برعاية اليتيم كيف نرعى اليتيم رعاية اليتيم بالحنان وإشعاره بالأمان فمن وضع يده على رأس يتيم كان له بكل شعرة من رأسه حسنة وأنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة
ويشير بإصبعيه الشريفين صلى الله عليه وسلم، فكافل اليتيم ليس فقط يكفله في المال، فقد يكون اليتيم غنيا وقد يكون الكافل فقيرا. يبقى لدينا أربع أحوال على الفور ما دام هناك يتيم وكافل وغني وفقير، اثنان في اثنين بأربعة. اليتيم غني والكافل غني، ماذا سنفعل في هذه الحالة التي أدركناها من مشايخنا وآبائنا كانوا عندما يحدث ذلك كانوا يأخذون مال اليتيم ويضعونه
في صرة ويغلقونه هكذا ويضعونه في الخزانة، الألماس والحلي إذا كانت أسهم شركات أو شيء عقد لقطعة أرض ليس لنا أن ندخل فيها، ويقوم الكافل بالإنفاق على اليتيم من بدايته إلى نهايته لأنه يتعفف كما أمرت الآية وعندما يبلغ اليتيم سن الرشد يختبرونه في شيء بسيط في شأن التعامل والتجارة والصناعة ومعايشة الحياة أي التعامل في الحياة هكذا أغبي أم نجحت فيه تربيتنا فإذا وجدوه رشيدا
سلموه المال لكن بشهادة شهود حتى يتبرأ الكافل الذي كان وصيا على ذلك الولد من كل تهمة ناظر الوقف متهم، وقابل الأمانة والوديعة متهم، وكافل اليتيم متهم من الناس، يعني بينه وبين الله نعم لا شيء عليه، لكن الناس تشكك فيه ويقولون عليه، والوكالة والوديعة والأوقاف أربعة من
المخاطر، يعني هذه الأربعة: الوكالة والوصية والوديعة والوقف، يعني تحيط بهم المخاطر، فالذي يريد أن يتجرأ عليهم فليفعل حسابه على أن الناس ستتحدث عنه لكي لا يتحدث الناس عنه فيكون هناك تسليم وشهادة، الصورة الثانية اليتيم غني لكن الكفيل فقير وهنا أجاز الله له أن يأكل ولكن بالمعروف مقابل المعروف ما هو والمعروف هو ما يطبخه طبخا قطعة يجلب فيها لحما فيأكل معه قطعة له وقطعة لليتيم لأنه لن يبقى ما يشعر اليتيم بأنه شيء
ثقيل في البيت، لا أبدا هذا واحد من الأفراد ونكون مع بعضنا البعض، ولكن لا داعي لأن تذهب وتشتري كبابا وكفتة، لا داعي لأن تذهب وتبذر وتقول قبل أن يأتي الموعد هذا الولد أصبح عمره ثمانية عشر عاما منذ سنة قبل هذه السنوات الثلاث لا يأتون، دعونا ننتهي ونستمتع قليلا، لا تقل هكذا، وهذا الذي يقول ماذا "ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا" ويقول له "ومن كان غنيا فليستعفف" رأيناها "ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف" الحالة الثالثة اليتيم فقير ليس معه مال والكافل غني نعم الحمد لله هذه لن يلومه
أحد على هذا، بل سيقولون له في كل مرة: "كثر الله خيرك لأنك أخذت هذا الولد الذي لا يملك شيئا، يا مولانا، كما خلقتني" إلى آخر الكلام الذي نقوله. الحالة الرابعة هي أن يكون اليتيم فقيرا والكافل فقيرا، فيكون أجري وأجره عند الله، وهذه أن تتربى معنا واللقمة تكفي من فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا، فالشهادة هنا ليست واجبة وإنما هي لتسلية خاطر الكافل حتى لا يتحدث عنه الناس، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.