سورة النساء | حـ 577 | 8 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى بعدما قرر أن الرجال والنساء على حد سواء سيرثون من التركة وهو أمر جديد نظمه الإسلام فكان فريدا في عصره وكان فريدا عما كان قبل ذلك سواء في الأديان أو في النظم وكان فريدا وإلى يومنا هذا حتى بعد ما ابتدع الناس ما ابتدعوا من نظم مستفيدين من هنا أو ناكرين أيضا من هناك وإذا حضر القسمة أولو القربى وأكدنا
قبل ذلك مرات على أن نظام القرابة هو الذي يبنى عليه المجتمع وإنما بعد الحداثة الآن يدعون إلى إنهاء نظام القرابة يقولون لك هذا هو الذي يجعل لا توجد مساواة ما هذا الذي لا توجد فيه مساواة أن يبقى هناك قريب كيف هذا هو الرجل عندما تزوج المرأة وأنجب منها طفلا فيصبح هذا ابنا وهذه أما وهذا أبا وبعد ذلك أنجب طفلا آخر فأصبح أخ أو أخت وبعد ذلك هؤلاء الأطفال كبروا وتزوجوا فأصبح عما وخالا وجدا، هذه كلها تسير على الأسرة التي نمت وبنت القرابة، قال يريدون هذه القرابة أن نزيلها، يقولون هكذا الآن كلاما
غير مفهوم لا نستطيع كمسلمين أن نفهمه، يعني ماذا، ما هو أجاز الشذوذ الجنسي وزواج الرجل مع الرجل والمرأة مع السيدة وضجيج الاجتماع البشري يقود ستة مليارات يقولون لا وقليل منهم نحو خمسمائة أو ستمائة قل ألف يقولون نعم والألف يريدون أن يسيروا الستة مليارات وفق إرادتهم ويأبى الله سبحانه وتعالى ذلك ويقول وإذا حضر القسمة أولوا القربى يبقى في رعاية وعناية توصلنا بالأمن الاجتماعي وأول ذلك أولو القربى في
نظام القرابة، نظام العائلة الذي يؤكد أهمية الأسرة والذي يؤكد أهمية العائلة والذي يؤكد أهمية نظام القرابة. ربنا رتب على هذه القرابة أمورا كثيرة، ستجدونها في الميراث، ستجدونها حتى لو أن الإنسان أخطأ فقتل فتكون هذه على العاقلة. ما هذا؟ هذا يريد، يريدنا أن نعيش في أسرة وعائلة قوية متماسكة كل واحد منا يشعر أنه محتاج إلى الآخر الآن يقول لك لا نريد هذه الأسرة أن نهدمها ونريد اللغة أن نهدمها ونريد الدين أن نهدمه ونريد الثقافة أن نهدمها ونريد الدولة أن نهدمها ونحن
نقول لهم فليهدم حيلكم أنت ستظل تهدم هكذا وبعد ذلك كيف تبني بعدها، الله بناها فلماذا تريد هدمها؟ وإذا حضر القسمة أولو القربى فإنه يهتم بماذا؟ بالقريب ويكفيه ويعطيه ويؤمنه اجتماعيا. هناك أخذوها وعملوها واسمها ماذا؟ الأمن الاجتماعي. الأمن الاجتماعي يعني ماذا؟ الأمن الاجتماعي. عمل له معاشات وعمل له تأمينات وعمل له إلى آخره إنه حضر في المجتمع. أولو القربة أولو القربى فليبقوا حولك ولذلك جاء في الزكاة وقال لك ألا تنقلها من مكان إلى مكان فلتكفي أولا منطقتك التي تخصك لا يجوز نقل الزكاة إلا
إذا اكتفت البلد المنطقة إلا إذا اكتفى الذين حولك أمن اجتماعي تنظيم أخذوا هذه الفكرة وقالوا الضرائب التي تخص الحي تذهب للحي نفسه نعم هذا هو هذا نحن نقول هذا ولكننا نريد تطوير الأفكار وتحويلها إلى مؤسسات وتحويلها إلى واقع معاش يخدم الأمة وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى هنا يكون لهم وضع خاص واليتيم قد يكون غنيا فتكون المسألة ليست مسألة فلسفة الفقر ولا سد العوز بل المسألة مسألة الحنان والرعاية والعناية فاليتيم سأعطيه له
ولو كان غنيا لأنني أريد أن أعلمه وأريد كذلك أن أربيه التربية والتعليم وأريد أن أدربه وأريد أن أجعله مشبعا بالحنان انظر إلى الكلمة مشبع بالحنان عندما يكون مشبعا بالحنان يصبح مواطنا صالحا ومن لم يكن مشبعا بالحنان سيصبح من أطفال الشوارع لا يوجد شيء اسمه أطفال الشوارع عندنا في الإسلام إنما في الواقع أصبحت أولاد الشوارع ظاهرة، إذن نحن ابتعدنا عن الإسلام ونواصل الابتعاد ونطرح أسئلة غريبة جدا، الذبابة عندما أضربها هكذا هل دمها نجس أم غير نجس، وأنا واقف في الصلاة حركت
عيني هكذا هل بطلت الصلاة أم لم تبطل، ونظل نتفحص الكلام بشكل عجيب، وعندنا أطفال شوارع والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعانا وجاره جائع، ما هذا؟ إذن ما دامت هذه الظاهرة موجودة فجميعنا في أعناقنا مسؤولية وحساب حتى تنتهي، واليتامى هؤلاء اليتامى حتى لو كانوا أغنياء فما بالك بأولاد الشوارع، وأولاد الشوارع قد يكون آباؤهم موجودين ومهملينهم هكذا كالبهائم ويتركونهم دون مسؤولية ودون تربية ودون رعاية، قوم قال ماذا لكي يقطع عليك الكلام، والمساكين ها هم والمساكين،
والمسكين إذا انفرد أطلق على المعدم وعلى غير المعدم انفرد يعني ماذا يعني جاء وحده هكذا، أما لو ذكر مع الفقراء آه فيكون الفقراء شيء والمساكين شيء آخر لأن الواو تقتضي المغايرة ولكن عندما يذكر وحده يصبح معناه الاثنين والفقراء أيضا كذلك ولذلك قالوا إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا وضعوا قاعدة في كلام كهذا في اللغة العربية إذا اجتمعا افترقا في المعنى وإذا افترقا في الكلام اتحدا في المعنى إنما الصدقات للفقراء والمساكين فيكون الفقراء شيئا والمساكين شيئا آخر ولكن
لو قلنا المساكين فيكون هو الفقراء والمساكين الذين هناك، إنما الصدقات ولو قلنا الفقراء فيكون أيضا الفقراء الذين هناك والمساكين كذلك لأنهم افترقا في الكلام، فإذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا. فارزقوهم منه، ارزقوهم منه ليس فيه هناك فيه ولكن هنا منه فيكون سأعطي له فورا وهنا معنى منه يعني ماذا ذهبوا يفعلون قاعدة الإنسان قبل البنيان لا تذهب لتقول لي ضع الزكاة في المسجد لا هذا أنت تؤدي الزكاة للإنسان ليقوم بها مباشرة كي يستهلكها هناك ونحن نصادر
أو نضع أيدينا أو نقوم مال السفيه سأشغله وأرزقه فيه المائة ألف جنيه سأحبسهم وأشغلهم والربح سأعطيه منه، أما هنا فلا، هذا هنا ميراث، والميراث ماذا سنفعل فيه؟ سنرزقه منه كي يستهلكه، فيذهب ليلبس ويأكل ويسدد ديونه ويتمتع ويأكل فاكهة أيضا ولحما لا مانع في ذلك، فنرزقه منه، ليس هناك فلسفة للفقر، بل فلسفة للتكافل، بعض الناس تظن أن الإسلام يتضمن فلسفة الفقر، لا هذا هو في فلسفته التكافل فارزقوهم منه، طيب الجانب المعنوي إذن وقولوا لهم
قولا معروفا، وهذا غير موجود في جميع الأنظمة أنك وأنت ذاهب لتأخذ الراتب الخاص بالضمان الاجتماعي أي الخاص بالتأمينات أي الخاص بالمعاشات، يجب أن يتبسط الرجل معك وهو يعطيك إياه يضحك ويربت عليك ويأخذك حتى آخر المصلحة. أو يعطيك ورقة هكذا ليضحكك أو شيئا من هذا كلا لا يوجد هذا، لا يوجد بعد، كلا هنا يقول لك وقولوا لهم قولا معروفا، حسنا وماذا ينتج منه؟ القول المعروف مجتمع قوي يحب بعضه بعضا وليس أناسا قاعدين يسبون بعضهم بعضا وما نحن واجدون لا لها معنى ولا له طعم وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته