سورة النساء | حـ 578 | 9 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى وهو يبين لنا محضر توزيع التركة ويؤكد على الجانب الاجتماعي للإرث وعندي
تربية نفسية لمن يقوم بالوصل بينهما المال متمثل في التركة التي تركها الميت ربنا أمرنا وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه في الآية السابقة وقولوا لهم قولا معروفا فأمرني بالإحسان إليهم من الناحية الخلقية من ناحية العلاقة الاجتماعية فعندي مال، والمال يعني عصب الحياة يعني الاقتصاد وعندي مجتمع وعندي شخص عنده عقيدة يتصرف
في العلاقة بين المال وبين المجتمع. فكيف تكون هذه العقيدة، هذه العقيدة أساسها الإيمان بالغيب، الإيمان بالغيب، والإيمان بالغيب يتمثل أساسا في الإيمان بالله، فهو غيب الغيوب سبحانه وتعالى، فالإنسان المؤمن بالله يرجو رحمته ويخشى عذابه ويريد وعوده سبحانه وتعالى وجنته، وهو في الوقت نفسه إنسان يشعر بالمشاعر الإنسانية، يحب
أبناءه، يعمل لمصلحتهم من بعده، وهذا لوجهة نظر أخرى ترى أننا ينبغي أن نستهلك هذا الكون لمصلحتنا، أحياء ترى أننا لا نتزوج ولا نتناسل لأن الأبناء لن يصنعوا لنا شيئا وأحسن منهم تربية الكلاب، ترى المنفعة الآنية مقدمة على المنفعة المستقبلية، وجهة نظر كذلك. فهل هذه الوجهة ربانية أم غير ربانية؟ غير ربانية طبعا، ليس كل مثلا عندما نقول هذا الكلام لا يذهب أحد في ذهنه إلى أن الغرب هكذا أو أن الشرق
هكذا، لا أبدا، هذا إنسان هكذا موجود عندنا وموجود في الشرق وموجود في الغرب وموجود في كل مكان وموجود في كل زمان أيضا، لكن هذا ليس ربانيا، الإنسان الذي يفكر هكذا ليس ربانيا. وستجد في الغرب وفي الشرق وعندنا وعندهم وفي الزمان لا في إنسان رباني فانتبه لا تملأ كلما نقول شيئا يذهب ذهنك إلى أننا أخيار والغرب شرير لا ليس كذلك الرباني حسن والذي ليس ربانيا سيء حيثما كان عندنا عندهم قديما الآن وهذه هي النقطة التي لا يريدون أن يفهموها فيها القرآن أنه عندما تحدث عن الناس نعى على غير الرباني حالته سواء
كان يهوديا أم كان نصرانيا لم يشتم اليهودية ولا شتم النصرانية ولا شتم السابقة لا بل شتم الذي ليس ربانيا وانتقده وقال له لا عيب عليك اخجل فإذا وليخش الخشية أمر قلبي نعم هذا يخاطب قلبي إذن ويخاطب قلبي في كوني إنسانا أحب وأميل وأعطف وهكذا وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم أخاف عليه أخاف عليه فلينظر إلى المستقبل أخاف
عليه فلينظر إلى ابني ليس فقط رأسي والأطفال وأنا ما لي بابني وما لي بغيري لا هذا أنا إنسان فليتقوا الله آه مؤمن بالله وليس أنه غير مؤمن بالله فليتقوا الله ولا يعرف كيف يتقي الله إلا من آمن به ثم بعد ذلك يتقين قوم تربى لديه أخلاق وليقولوا قولا سديدا سديد على وزن فعيل يصلح لاسم الفاعل واسم المفعول فيكون إما قول مسدد وإما قول سائد فيكون سائد ماذا
ساد مواطن الخلل والفتن والفتنة بين الناس ومسدد أي يعني قد وصل إلى غايته وهدفه الرأي هذا رأي مسدد يعني وصل إلى غايته والذي هدفه وما غايتك في الحكاية هذه غايتي أن أحمي أولادي فإذا الآية هذه تصلح لوضع الخطط والاستراتيجيات طويلة الأمد لحماية المجتمع وكفالته الاجتماعية هذه هي آية واحدة هي ولكن هذا تفكير رباني أن تهتم بأولادك وأن تتقي الله وأن تعمل لمستقبلهم وأن تخاف عليهم، كل هذا
الكلام يجعلك ربانيا، أما أن تعيش لنفسك وأن تهلك الكون قبل أن تموت لأن الإنسان غير مضمون العمر فيجب أن تفسد في الأرض فهذا إفساد هذا وضع غير رباني بالإضافة إلى أنه مخالف لله فهو مخالف للفطرة التي خلقها الله ولذلك هذا الذي هو غير رباني يشعر بأنه في الجحيم وهو حي ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته