سورة النساء | حـ 582 | 11 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 582 | 11 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وعرفنا أن هذه الآية تتعلق بمستوى معين وأنها لا تتحدث عن الذكورة والأنوثة في ذاتها وإنما تتكلم عن مراكز قانونية مبنية على وظائف مبنية على خصائص خلقية، رتب الله بها الاجتماع البشري، خلق الله الرجل وجعل له خصائص
ومن مزاياه أنه لا يحمل ولا يلد، أهم شيء في الرجل هكذا، ولأنه لا يحمل ولا يلد فإنه قادر على الحركة والسعي في الأرض والرعاية والعناية بالأسرة كلها الوقت والرعاية والعناية تشمل الدفاع عنها وتشمل طلب الأرزاق وتشمل النفقات وتشمل وهكذا، والمرأة لها خصائص لكن أهم خصيصة أن الله أذن أن تخرج الحياة منها. انظر يعني هي الأم التي تلد، يقول
لك المؤنس الحقيقي ما هو؟ المؤنس الحقيقي هذا يقول لك الذي يولد، المؤنس الحقيقي الذي يولد لكي توجد الحيوانات والطيور والأسماك والسمكة لا تلد ولكن في بعض الكائنات البحرية تلد شيئا غريبا فيكون الذي يلد هذا عبارة عن ماذا أنثى حقيقية ما الفرق بين الأنثى والذكر الولادة والولادة هذه تجعل المرأة حاملا وفي حملها ضعف وهي تلد تعاين الموتى تراه بعينيها هكذا والله جعل في قلبها الفرح بهذه المعاينة تصبح فرحة جدا بأنها حامل وهي
تتقيأ وترجع ومتعبة والطبيب يقول لها نامي على ظهرك ولا تبذلي مجهودا ولا تحملي شيئا ثقيلا وهي فرحة أشد الفرح الله سبحانه وتعالى أقام الرجل وأفرحه برجولته وأقام المرأة وأفرحها بأنوثتها فيصبح هذا جميلا فيصبح هذا كلاما جميلا فلماذا نخلط الأمور فإذا يجعل هناك تحيزا للرجل ضد المرأة ولا للمرأة ضد الرجل، النساء شقائق الرجال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وبعد ذلك يأتي التنظيم الخاص بالآية، ما هذه إلا خصائص أي وظائف، قال له حسنا أنت عليك كذا وكذا وأنت عليك كذا وكذا إنما هذه نفس
واحدة كما أشار في الصورة وهذه نفسها واحدة مكلفة، دعي له بالصلاة والحج والصيام وهي كذلك لو حدثت الجريمة كجريمة الزنا، ليس الرجل مكلفا والمرأة لا، ليست المرأة هي الآثمة الملعونة والرجل بريء كما هو في بعض المجتمعات، الرجل لو زنى يتركونه والمرأة يمسكونها ويقتلونها وهي ما زالت فتاة لم تتزوج، فلا يوجد حق لماذا لهم أن يقتلوها يقتلونها ويتركونه هو وهو متزوج ومن حقه القتل يعني كان العدل أن هو الذي يقتل يتركونه وهي لا تقتل يقتلونها فيكون هذا حكم بغير ما أنزل الله هذه فوضى
لولا أن قال الله سبحانه وتعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وإلا لكانت قد تناقض إنما قال يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وهذا سيترتب عليه بعد ذلك أن آتي بالأخ وأقول له تكفل بأختك التي لم تتزوج وآتي بالرجل وأقول له ادفع مهرا للمرأة التي ستتزوجها وأجعله مسؤولا عن أمه وعن أخته وعن زوجته وعن ابنته فيكون ذلك للرجل القوامة تشريفا ولكنها تكليف، وكما قلنا مرارا أن
كل تشريف في القرآن لا بد أن تبحث فيه عن تكليف لك، أي لا تقل هذا ربي شرفني، نعم شرفك جيدا إذن لا بد أن كلفك، أي تشريف معه تكليف، وكذلك جعلناكم أمة وسطا، نعم نحن أمة وسط لكن هذا تكليف، حسنا هو بل لا، التشريف كنتم خير أمة أخرجت للناس هذا تشريف لا هذا تكليف هو تشريف طبعا لكنه تكليف اسجدوا الملائكة لآدم تشريف لكنه تكليف وهكذا كل تشريف تأتي ابحث وراءه عن التكليف جعلك صاحب قوامة آه هذا تشريف لكنه تكليف في الوقت نفسه فالمشكلة هي
أنهم لا يقرؤون فحسب سبب عدم قراءتهم ماذا، نحن لم نحسن التعبير عن مراد الله أبدا. ابدأ بنفسك ثم بمن يليك، أترى القذاة في عين أخيك وتترك جذع النخلة في عينك؟ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لا تلق المسؤولية على غيرك، ابحث في روحك أنت أولا. أول شيء أنا الذي لماذا يتحدث هؤلاء الناس عنا بسوء؟ هل أنا سيء؟ ولكنني عندما أرى شيئا أغير نفسي، هذه هي الجدية. أما كونه قليل الأدب فقد يكون، وأما كونه مجرما فنعم يمكن أن يكون مجرما، ولكن ليس هذا ما سيحل المشكلة، كونه مجرما وقليل الأدب وهو
المعتدي وليس هذه هي التي ستحل المشكلة، التي ستحل المشكلة أن تغير نفسك، التي ستحل المشكلة أن تؤدي الذي عليك وبعد ذلك قم فالله يكون في عونك وبعد ذلك الله يقف معك ويدافع عنك إن الله يدافع عن الذين آمنوا وينصرك إن تنصروا الله، أنت تبدأ بنفسك كذلك هو ينصركم ويثبت أقدامكم هذا الذي نحن في ورطة فيه أن أول ما تحدث مشكلة نلقي باللوم على الآخرين ونشتمهم ونصفهم وقد يكون وصفك صحيحا وقد يكون خاطئا ولكن ليس هذا ما سيحل المشكلة، حل المشكلة عندما تتهم نفسك بالتقصير وتبدأ في التعديل والتغيير فاللهم يا ربنا يغير
حالنا إلى أحسن حال، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    سورة النساء | حـ 582 | 11 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا