سورة النساء | حـ 587 | 11 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يوضح لنا الله سبحانه وتعالى قواعد الميراث على سبيل التفصيل، ويرسم لنا خريطة كاملة لهذا الميراث وكيف يوزع. بعضها قطعي لأنه بالنص فلا اجتهاد فيه، وما لم يكن هناك نص يجوز الاجتهاد فيه، لكنه قطع علينا الاجتهاد سبحانه وتعالى في أصل الميراث لأنه فصله تفصيلا، والاجتهاد يأتي في الصور البينية التي لم يذكرها الله
سبحانه وتعالى من غير نسيان جل جلاله، وإنما من أجل أن نختلف فيها وأن تكون هناك وجهات نظر نأخذ ببعضها ونترك بعضها. يقول فإن كان له إخوة فلأمه السدس، هؤلاء الإخوة جماعة إخوة إذا وجدوا فالأم تنزل من الثلث إلى السدس حتى لو لم يرثوا أو ورثوا انتهى الأمر لا شأن لها بذلك، لم يرثوا هي أيضا تأخذ السدس بالرغم من أنهم لم يرثوا، إذن الأم سواء أكانت تأخذ
أم لا تأخذ ثلثا ولكن يضع الله قاعدة عامة في التصرف في التاريخ بعد بيان الأنصبة بعد إشراك النساء في الميراث ولم يكن يعطين شيئا من الميراث، هذه ثورة، في العالم أن يورث المرأة ويدخلها في منظومة الميراث، ثورة تشريعية وثورة فكرية وثورة في العلاقة الاجتماعية وثورة في علاقة الرجل مع المرأة، فبدلا من
أن يبيعها ويشتري بها ويورثها أهل زوجها لأخي زوجها بعد موته، بدلا من هذا الكلام أصبحت المرأة لها ذمة مستقلة. بل أصبحت المرأة ترث، بل ترث في بعض الأحيان أكثر من الرجل وفي بعض الأحيان مثل الرجل وفي بعض الأحيان ترث ولا يرث الرجل وفي بعض الأحيان ترث على النصف من الرجل يبقى نظاما ما فيه تحيز يفهم المسلم من ذلك أنه ما فيه ضد للمرأة أعطى الله نظام الميراث يقول من بعد وصية يوصي بها أو دين يبقى إذا
هذه نسميها الحقوق المتعلقة بالتركة ملك الإنسان الخاص مات عنه فأصبح ماله تركة أما أن تذهب إلى خلف خاص وإما أن تذهب إلى خلف عام وهو الدولة والخلف الخاص عندما نأتي ونوزع التركة نقف حتى نستوفي الحقوق المتعلقة والمحملة على التركة ما هي إذن هذه الحقوق الحق لله بأمر الله مباشرة وحق للميت بأمر الميت مباشرة الحق
الذي لربنا الدين الديون التي في ذمتي للآخرين أمرني الله بوفائها وعدم المماطلة فيها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مطل الغني ظلم يحل عقوبته وعرضه أخرجه ابن حبان مطل الغني يعني لديه المال وليس راضيا أن يسدد الدين وكان رسول الله يعظم شأن الدين جدا حتى إذا كان الميت يؤتى به فيقول هل على صاحبكم دين فإذا قالوا نعم الله قال صلوا على صاحبكم حتى يقوم أحد أحبائه وهو يريد بركة صلاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيقول يا رسول الله دينه علي أي في ذمتي أي أنا أؤديه فيصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وظل كذلك حتى جاءت الفتوحات وكثر المال فقال رسول الله ومن كان عليه دين فعلا أنا منكم مثل الوالد للولد رحمة صلى الله عليه وسلم فكان يسدد عن أصحابه الكرام ديونهم من ماله صلى الله عليه وسلم تقرأ في السيرة لا يسع أحدا من البشر إلا أن يحبه صلى الله عليه وسلم آه والله يعني تقرأ سيرته وما أحببته سواء كان مؤمن
أو غير مؤمن يبقى في القلب شيء، تبقى أنت مخطئ حاكما أن الدنيا كانت في يده ولم تكن في قلبه، حتى لو لم تؤمن به فهو صلى الله عليه وسلم كان محلا للحب، يبقى أعمى القلب هذا الذي يجلس يسب سيدنا رسول الله، هذا قدر أصبح فيه هكذا هذا ربنا ختم عليه لأمر أراده في الآخرة أما كلما تقرأ ماذا كان يفعل في السيرة وفي الحديث تحبه عليه الصلاة والسلام فالدين عظيم وعظم شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لدرجة أن في حديث يقول لك أن الشهيد هذا سوف يغفر له
كل شيء إلا الديون لا فائدة إلا أن يبقى الدائن يجلس يحتال على الدائن يوم القيامة أن يعفو عنه أم لا وانظر هل سيعفو الدائن أم لن يعفو إلا أن الدائن فشأن عظيم جدا زيادة عن اللزوم يعني حقوق الناس يجب أن تعظمها في نفسك فيقول من بعد وصية يوصي بها هذا الذي من إنني أوصي بالوصية تصرف موقوف لما بعد الموت أي أقول عندما أموت يكون
شرطا هكذا عندما أموت تعطوا المبلغ الفلاني لفلان فماذا لو افترضنا أنه حي فلا يأخذ فماذا لو افترضنا قلت لا أعطوه الآن فهذه تكون