سورة النساء | حـ 594 | 12 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 594 | 12 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يوضح لنا بالتفصيل ما الذي نفعله في التركة وأنصبة الورثة من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وهذا وفقا للقاعدة الشرعية المقررة التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت إحدى القواعد الكبرى وهي لا ضرر ولا ضرار يعني
لا تضر نفسك ولا توقع الضرر والأذى بغيرك وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن طريق الناس شعبة من شعب الإيمان فترك الأذى وبطريق الأولى وضع الأذى في طريق الناس من شعب الفسق والكفر لماذا؟ لأنه لا ضرر ولا ضرار، والفقهاء ماذا فعلوا؟ قالوا الضرر يزال، كلام الفقهاء أصبح الضرر يزال، هذه إحدى القواعد الخمس الكبيرة التي بني عليها الفكر الفقهي الإسلامي، خمس قواعد مقررة في
مذهب الشافعي بها تكون بصيرا، الضرر يزال أولها هكذا، والعادة محكمة وكذلك. المشقة تجلب التيسير والشك لا يرفع به يقين وإخلاص النية إن أردت أجرها الأمور بمقاصدها الأعمال بالنيات يبقى خمسة هكذا أولها ما هو الضرر يزال لا ضرر ولا ضرار ونحن نسير في الفقه هكذا في باب الوضوء الصلاة المعاملات باب الجهاد باب العلاقات الدولية باب القضاء والشهادات الضرر يزال غير حكمت تصرفات المريض والإنسان في مرض الموت قد يتصرف
تصرفات تضر بالورثة وتضر بالتركة فنريد أن نعرف ما معنى مرض الموت وما حكم تصرفات المريض فيه مرض الموت هو ذلك المرض المتصل بالموت مرض والعامة يقولون لك ماذا ربنا لا يقعدك لا هذا انتهى حكم الله وظل مريضا في فراشه حتى مات هذا مرض الموت يبقى مرض الموت ليس هو المرض الخطير لا وليس مرض الموت هو المرض المزمن أبدا
هذا مرض الموت هو المرض المتصل بالموت يعني ظل راقدا حتى توفاه الله سبحانه وتعالى طيب الإنسان عندما يستشعر أن أجله قد اقترب وأن هناك موتا داهمه وجاءه هكذا ماذا يفعل يمكن أن تكون تصرفاته غير حكيمة بالقدر اللازم فتراه يبيع ملكه يريد أن يتبرأ من كل ملكه لله تراه قد يريد
أن ينتقم يا الله أنا سأموت وفلان الذي آذاني طوال عمره هذا سيأخذ تركتي حسنا والله الذي أنا ماذا فعلت فيه مقلبا جيدا وستتصرف في أموالي تصرفات مريض الموت وهو المرض المتصل بالموت قابلة للإلغاء، تبقى غير ملغاة وإنما هي قابلة للإلغاء. ما الفرق بين ملغاة؟ ملغاة تعني باطلة، تعني تقع وكأن لم تكن، اعتبرها وارمها في سلة المهملات. حسنا وقابلة للإلغاء؟ نعم هذا يعني أن هناك شخصا ينازع
ويقول يا حضرة القاضي الرجل هذا فعل لكي يضرني، فلنفترض أنه لم يقل أحد وجميعهم وافقوا على تصرفاته، إذن يصبح الأمر منتهيا ومقبولا، إذن يوجد فرق بين قابل للإلغاء وبين ملغية باطلة وقابلة للبطلان، قابلة للبطلان تحتاج إلى أن يقول القاضي أنا سألغيها ويكون من حقه أن يلغيها، وإذا لم يقل له أحد تبقى سارية المفعول، هذه للإلغاء لكن باطلة هذه لا تريد أحدا هذه باطلة بذاتها هكذا مرفوضة فهو في مرض الموت ويوصي أو ينشئ دينا ينبغي أن تكون وصية
حقيقية وينبغي أن يكون دينا حقيقيا وإلا يكون القصد به هو إيقاع الضرر والأذية بورثته لأي سبب كان من أسباب فعل الخير أو من أسباب الانتقام أو من أسباب سوء التصرف واختلال الموازين بيد المريض لأنه لا يملك نفسه تمام الملك، غير مضار فيوصينا أن لا نتعجل وأن نكون حكماء وأن نضبط أنفسنا، فإن اختل الأمر في أيدينا فيعطى للهيئة الاجتماعية وللنظام القضائي إجازة
بإبطال ما قد فعلته وأنا لست في كامل الوعي من الناحية الجسدية. والصحية يبطلها من بعدي حتى تستقيم الأمور وهذا الكلام ما هذا الكلام كن واعيا المريض مريض فيه نظام قضائي حاكم نفذوا الدين والوصية بشرط عدم الضرر لا تضروا ولا تؤذوا الناس كل هذا النظام هذا وصية من الله فيكون ربنا يوصينا وقلنا من قبل أن الوصية من الله واجبة أي إن علينا أن نطيع عهد الله ووصاياه
سبحانه وتعالى والله عليم حليم انظر كيف هو عليم بحياتنا بما يسعدنا وحليم بنا وفي التصرفات العجيبة التي تصدر منا فهو قد رأف بنا وتجاوز عنها وصححها وقبل منا ذلك وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة