سورة النساء | حـ 595 | 13-14 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى بعدما ذكر نظام الميراث وذكر كيف نوزع التركة ومن المستحق وبين لنا البيان ووضع لنا القواعد والأسس، يقول تعالى وهو يأمرنا أمرا واضحا مباشرا لا لبس فيه بعدم التلاعب بشرعه وعدم إيقاع
الظلم بالناس، تلك حدود الله، وكلمة حد معناها الخط الفاصل، وإذا كان هناك خط فاصل بين ما هو لله فإن ما وراء ذلك الخط يكون لغير الله، تلك حدود الله، كلمة في ظاهرها بسيطة وفي عمقها شديدة، يصل الأمر فيها إلى الشرك تعال من هذا الذي يريد أن يخرج عن نطاق حدود الله إلى حدود غير الله، وغير الله يعني ماذا؟ يعني شرك.
تعبد من؟ ما هذا؟ تلك حدود تلك حدود الله. الصحابي من هؤلاء والعربي المؤمن وغير المؤمن عندما يسمع الكلام هذا "تلك حدود الله" أصبحت مسألة منتهية، تلك حدود الله. غير النظام الاجتماعي العربي مما ورثوه إلى أن قال هذه هي حدود الله، أي اتركوا ما أنتم عليه الذي هم عليه، ما هو ظلم الصغير وظلم الفقير وظلم الضعيف وظلم المرأة وظلم وهكذا وظلم العبيد،
فبعد أن رسم هذا قال تلك حدود الله انتهى، هذه كلمة أنا أتصور هكذا كيف أثرت في الصحابة الكرام الذين سمعوها وكيف، وعلى فكرة يمكن أن تؤثر هذه الكلمة في العربي فيفهمها فتمنعه من الإسلام تمنعه من أن يدخل الإسلام لأنه يقول له ما قلته هو حدود الله أيعجبك أم لا يعجبك فقال لا يعجبني فقال له سيتأخر هكذا عن الإسلام هكذا لن فهذه حرية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر تلك حدود
الله ومن يطع الله ورسوله ما هو أول ما قال له تلك حدود الله فيبقى معناها ماذا اختر أتريد أن تؤمن أم لا تريد أن تؤمن طيب لا تريد أقول له ذهب فقال له ماذا ومن يطع الله ورسوله يدخله تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ففكر قليلا هكذا وقل أعطني قضية أخرى، فأنا أعلم أن هناك ربا وأعلم أنه نبي وأصبحت المسائل هكذا مسائل دنيوية، أنني أرفض حدود الله لمصلحتي لشهوتي لمنفعتي في مقابل ماذا أترك كل هذا، قال له نعم
في مقابل جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وعلى فكرة ليس خالدا فيها هكذا يعني مثل الدنيا لا ذلك الفوز العظيم هذا أنت الذي تكسب فمن البشر بعد التفكر والتدبر ينحاز إلى حدود الله ويدخل عن قناعة إلى دائرة أمر الله سبحانه وتعالى وما زال بشر خارجين أيضا ما لا فائدة قوم يقول نعم ومن يعص الله ورسوله انظر إلى الحلاوة رغب ثم رهب أولا عرض وبعد ذلك رغبهم للدخول فدخل قوم بالتأكيد ولم يدخل آخرون قال يا هذا العاجلة أحسن من
الآجلة وها نحن هنا نأخذ أموالنا ونظلم وكل شيء ما دمنا أقوياء وحكاية الجنة والنار هذه لم نرها بعد ما دمنا لم نرها فماذا نأخرها قليلا قم يقول له ماذا ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين هذا يهزه هذا يزلزله من الداخل انظر إلى الكلام قم واحد يأتي يقول يا عمي بالله هذا دائما يقول لك له عذاب مهين له عذاب مهين له عذاب لم يقل هكذا، بل قال ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات وظل يصف لنا هذه الجنات وبعد ذلك قال ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده
أي مجرم قال له عذاب مهين ولكن هكذا انتزعت الكلمة من سياقها كله وتقول إن ربنا قال إن له عذابا مهين وهذا ربنا هذا الذي تتبعونه قاس حاشا لله ما قال هذا قال لنا إنه سيدخلنا الجنة فقط أن نعبد من قال لنا سيدخلنا الجنة فقط أن نطيع قال لنا سيدخلنا الجنة وسيكسبنا وسيربحنا فقط ألا نظلم الناس وبعد أن قال هذا كله لا تزال طائفة من البشر مصممة إلا وأن تفسد في الأرض فقال ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يبقى في معصية هذه ذاتية وفي تعد وهذا
متعد في الأذية للآخرين يدخله نارا خالدا فيها حسنا يدخله نارا هذا يوم القيامة وله عذاب مهين قال بعض العلماء والعذاب المهين لا يختص بالآخرة فإنما قد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة، ولذلك من يأكل الميراث ويظلم النساء ويظلم الضعفاء ويظلم اليتامى في الميراث فإنما يأكل في بطنه نارا وله في الدنيا قبل الآخرة عذاب مهين، وهذا ما نراه في واقع الناس، فاتقوا الله أيها المسلمون واجعلوا عملكم كله خالصا لله رجاء ثوابه وتصديق وعده وإلى
لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته