سورة النساء | حـ 599 | 17 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 599 | 17 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا أسسا للتعامل النفسي والتربوي مع الإنسان مع النفس مع الآخر مع الفرد مع المجتمع مع الجماعة يقول إنما التوبة على الله وانظر الكلمة إنما التوبة على الله على آه هذا لا يقوله إلا الله لأنه يقول إنما التوبة يعني كأنها واجبة على الله ومن ذا الذي يوجب على الله من البشر لو
أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الذي كتب القرآن بشخصيته التي نعرفها من خشيته لله وتعظيمه لشأن الله جدا كما هو واضح في القرآن بافتراض أنه هو الذي كتبه، ما كان يجرؤ على أن يقول على الله، لو كان هو الذي كتبه ما كان قال هذه الكلمة، كان قال إنما التوبة عند الله، كان قال إنما التوبة بالله لله، لكن على ما لا يعرف يقولها، هذا هو يعظم كثيرا في القرآن ويصف الله بأنه عليم وحكيم ورؤوف ورحيم وجبار ومنتقم، ما هذا يصفه جل جلاله بصفات لا
يمكن معها أن يقال عن الله ما لا يجوز، ولكن لما رأينا في القرآن إنما التوبة على الله عرفنا أن هذا الكلام لا يصدر إلا من الله، إنما التوبة واجبة على أي أن الله سيتوب عليه، سيتوب عليه، انتهى الأمر، كتب ربكم على نفسه الرحمة، انتهى الأمر، كتب الله، ما هذا؟ كتب على نفسه، هو من الذي يقول كتب على هذا؟ هو سبحانه وتعالى، وإنما التوبة على الله واجبة على الله، من من؟ إذن للذين يعملون السوء بجهالة، يبقى أول شيء لم يكن قاصدا، غابت عنه إرادته، انظر
إلى الكلمة "غابت عنه إرادته" أي أنه فعلها تحت وطأة النسيان، فعلها تحت وطأة الشهوة، فعلها تحت وطأة الضعف، فعلها تحت وطأة الجهل للذين يعملون السوء بجهالة، لم يقل بجهل، بل بجهالة أي أن الجهالة فقدان الإرادة لا فقدان الإدراك، فالجهل فقدان الإدراك إلا لا يجهلان أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين، أي ليس الأمر أنه إلا لا يجهلان أحد فماذا يعني؟ أي
فقد صوابه وإرادته فخرج عن حد الاعتدال في الكلام، ولذلك عندما يأتي أحد ويقول لي هذا أنا طلقت زوجتي وأنا في ثورة الغضب، نقوم فنجلس نحقق معه، فالمشايخ الذين علمونا كيف نحقق معه، كثير من الناس لا تعرف هذه الحكاية. لكن دار الإفتاء صنعت، قالت لك أمسكه واجعله يجلس هكذا واسأله أولا عن الإدراك، فإذا وجدته مدركا فاسأله عن الأملاك بالترتيب هكذا.
هذا يعلموننا إياه خطوة أولا نسأله عن ماذا؟ عن الإدراك. وجدناه مدركا فننتقل إلى الملف الثاني. للخطوة الثانية تسأله عن الأملاك، فإذا وجدته ليس مدركا لا يقع الطلاق باتفاق العلماء لأنه لا طلاق في إغلاق، وإذا وجدته مدركا لكن وجدته غير مالك لنفسه لإرادته في لفظه فللعلماء قولان، بعض العلماء قال يقع الطلاق، وبعض العلماء قالوا لا يقع الطلاق، ونحن سرنا في مصر على أنه لا يقع الطلاق أم لا يقع الطلاق عندما يكون
الإنسان غاضبا إذا فقد الإدراك أو فقد الأهلية يقولون هكذا فهمنا وحفظنا هذا الكلام تعال الآن حقق معه في الملفات الخاصة بالإدراك كيف تدرك أنت كعالم أنه قد فقد الإدراك قلنا نسأله أربعة أسئلة نسأله عن الزمان وعن المكان وعن الأشخاص وعن الأحوال فنقول له أكنت بالليل أم بالنهار وأنت تطلق قال لا هذا أنا كنت كنا بالنهار لأن أنا كنت عائدا من العمل حينها كنت أين في الصالة أم في غرفة النوم قال أنا كنت في الصالة واقفا عند
النافذة هكذا هو نقول له حسنا أنت كنت واقفا وليس جالسا قال لا كنت واقفا وكنت أمسك الكرسي بيدي اليمنى هكذا هو صاحب الصفراء الله هذا مدرك هذا مدرك الزمان ومدرك المكان ومدرك الحالة التي هو واقف فيها هو واقف أم جالس فمن الذي كان حاضرا قال هي كانت في الناحية الأخرى وجالسة تصرخ علي وتشتمني وتلوح بيديها وهكذا فيكون هذا مدرك الأشخاص ومن كان معكم قال في الصلاة أم في البيت والله هذا أنت تعرف الصلاة وتعرف البيت ها هو لا الذي في الصالة قال كان الولد الكبير وكانت البنت موجودة في المطبخ كنت قلت لها قبل الخلاف اعملي لنا كوب شاي فابنتي موجودة هناك في المطبخ نعم هذا يعرف فهذا يكون مدركا، أما
لو قال لي والله ما أنا عارف يا مولانا، فهذا أنا كنت متولها ولست أعرف أنا ماذا في ليل أم في نهار، أطب كنت واقفا أم كنت جالسا، كنت في الصلاة أم في ماذا، قال لي أنا لست أتذكر إطلاقا، أنا شيء قد محي من عقلي. هكذا لم أعد أعرف كيف أعطي سوى مدرك لا أدرك زمانا ولا أدرك مكانا وهي جالسة معه تقول له لا كنت في الصالة هذا أنا لا أريد كلامها هي هذا أنا أريد كلامه هو لأنه هو الذي سنبني عليه الأحكام قم ننتقل إلى أملاك أنا عرفته هكذا أنه مدرك أقول حسنا أنت كنت تحافظ على كلامك أم كنت تخرج كالصاروخ والرصاص؟ قال لا كان يخرج كالصاروخ والرصاص ولا يقدر على نفسه لدرجة أنني أمسكت بالمزهرية التي أمامي وضربتها في الأرض فكسرتها. آه هذا
لا يملك نفسه إذن، فما الجهل؟ عدم الإدراك. وما الجهالة؟ عدم الإملاك. ها قد فهمنا. فيصبح الجهل عدم الإدراك والجهالة عدم الامتلاك أي فقدان إرادته، وهنا إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة وليس بجهل، بجهالة يعني فقدان إرادته، فقدان إرادته لماذا؟ لأنه تحت وطأة الشهوة، تحت وطأة الجهل، يمكن تحت وطأة كذا وكذا، والآية الكريمة سنكملها مرة أخرى في لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته