سورة النساء | حـ 604 | 19 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها"، ثم يقول: "ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنه يفسر الفاحشة المبينة بأنها سلاطة اللسان، بعض الناس عندما يقرأ كلمة فاحشة والعياذ بالله يذهب ذهنه إلى الزنا، لا ليس
الزنا فقط بل هذا أيضا قلة الديانة وعدم الطاعة والخروج عن العرف والمعروف، فمن الفاحشة المبينة أن تدخل في بيته من لم يرض هذا نوع من أنواع الخيانة أن لا يرضى بدخول فلان فتدخله وأن تجلس على سريره، وسريره ليس بالضرورة سرير النوم، فالسرير يمكن أن يطلق على الكرسي، ومن لم يرض وأن تسلط لسانها على أبيه أو أمه، أي أنهم يسكنون في بيت واحد طوال النهار تسب حماتها وتقول
أدبها عليها نعم فتكون هذه فاحشة، فإذا كان الصحابة الكرام لم يفهموا كلمة فاحشة أنها تعني جريمة، أي جريمة الزنا، لا بل فهموا فاحشة بأنها قلة الأدب والحياء وقلة التدين التي يدخل فيها الزنا طبعا، فهذه تكون بلية كبيرة تماما، ولكن لا، بل قبل البلية الكبيرة تماما هذه أيضا تعد قلة الأدب والفتنة التي تقوم بها هذه المرأة قليلة التربية في المجتمع تعد مسقطة لهذا الأخ يقول لها لا هذا أنت هكذا لا تستحقين شيئا قد
يتنازع الناس في هذا فأول شيء أن نراعي ربنا لا نتهم المرأة بشيء ليس فيها فيكون كأنك اتهمتها بفاحشة هي لم ترتكبها وعرفنا إذن ما هي الفاحشة المبينة إنها أي شيء حتى صلاة اللسان يكون إذا هذا ليس واقفا مع النساء دائما هذا واقف مع الحق يجب أن تكون المرأة امرأة مهذبة ويجب أن يكون الرجل رجلا مهذبا يجب أن تكون المرأة امرأة تقية ويجب أن يكون الرجل رجلا تقيا مبنى نحن لا نريد رجلا يطغى على امرأة ولا امرأة تطغى على رجل، القضية قضية حب وقضية
تعاون وقضية تقوى وقضية مراعاة ربنا، ولذلك يقول إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف، كلمة وعاشروهن بالمعروف بعد كلمة فاحشة مبينة يقول لك هذا رسم لطريقة العلاج، يعني عندما تعاشرها معاشرة طيبة تتوقعها وتخنقها وتدفعها إلى الفاحشة المبينة، يعني لماذا تفقد المرأة أعصابها وتقول يا للشر اشتروا وتظل تشتم الجيران وتشتم الأهل وتشتم أباه وأمه
وأخاه وأخته، لماذا يعني يجب أن يكون هو أيضا فاعلا شيئا وأتعبها، ولذلك يقول لك: حسنا عاملها بشكل جيد هكذا ستحملك في عينيها، حسنا عاملتها بشكل جيد في عينيها آه هذا حينئذ هذه التي تريد ماذا التي تريد التأديب والتي تريد الضبط والتي تريد هذه الحكاية كان عندنا واحد من مشايخنا رحمه الله تعالى وكان صبورا ربنا أنزل عليه الصبر وكان هذا الرجل تزوج امرأة حسناء جميلة جدا وجميلة لكنها كانت بذيئة اللسان سأعطيكم مثالا
لكي أشياء يعني ما هي أشياء مجنونة لا يقول أحد هكذا كان عندما يأتيه ضيف قم فأغلق عليهم المجلس الذي يجلسون فيه وقل له أنت وضيوفك الآن بدلا من أن تحضر كوب الشاي وتحضر التحية تقول له أنت وضيوفك الآن اقفزوا من النافذة كان يسكن هو في الطابق الأرضي وتقفزهم من نافذة لا هذا فوق إذن هذا عندما يعرض على حضرة القاضي، يحكم بأنها قد جاءت بفاحشة مبينة، فالرجل هذا وكان رجلا تقيا حدثوه وقالوا له يا سيدنا ألا تطلقها، قال أخاف أن
أبتلي بها أحدا من المسلمين، ما هي في الأصل جميلة ستتزوج مرة أخرى وعندما تتزوج مرة إن هذا رجل صبور وقد تحمل أذاها لكي يدفع أذاها عن المسلمين، لقد كان صادقا وكان هذا الرجل مما من الله عليه به أنه كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشره بحسن العاقبة، انظر كم كان يبشره بحسن العاقبة فكان يطمئن قلبه بأنه يسير على الطريق الصحيح وأن هو لا يفعل ذلك لا لهوى ولا لأي دنيا وإنما يفعل هذا لوجه الله تعالى، هذه هي فاحشة مبينة، واستمرت هذه المرأة تؤذيه بالرغم من حسن خلقه
ومعاشرته بالمعروف، نعم هي التي يصدق عليها ذلك، لكن ماذا كان من أمره معها؟ صبر عليها حتى ماتت، فلما ماتت بكاها نعم وكان يستدل بقوله على الوجه المكلل بالجلال قول الشاعر أي وجهها مجلل بالجلال هذا فعلت بك ما لا يفعل ولكنه احتسب هذا عند الله سبحانه وتعالى فهؤلاء هم الناس الطيبون وهذه هي العشرة بالمعروف فربنا قال ماذا فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا في الدنيا والآخرة وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته