سورة النساء | حـ 605 | 20-21 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 605 | 20-21 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا يبقى إذا لا تضغطوا عليهن كي تأخذوا شيئا من حقوقهن إياكم أن تأخذوا ميراثهن حسنا وبعد ذلك فكر في أن يتزوج ثانية نحن عن الرجل التقي، الرجل التقي عندما يأتي ليتزوج ثانية قوم يترك الأولى، أتدرك ذلك؟ هو
له في الشرع مثنى وثلاث ورباع، ولكن يقول الشيخ الشعراني ومما من الله به علي، يقول هكذا في المنن، كتاب له اسم المنن، ومما من الله به علي أنني لم أجمع بين زوجتين أبدا، لماذا؟ لم يجمع بين زوجتين أبدا قال حتى لا أكسر خاطر الأولى يطلق أو يتوفى عنده فيتزوج الثانية إنما لا يجمع بين الاثنتين لكي لا تغيظ الثانية الأولى وهذا من الخلق يقول حتى لا أكسر خاطر الأولى وأخذ هذا من أين من هذه الآية
وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا، يبقى إذن الضغط على النساء لأخذ حقوقهن من الإثم المبين، لا جدال في ذلك ولا ينفع التأويل واللف والدوران والمراوغة وما إلى ذلك، لن ينفعك ذلك، اتق الله، وهذه هي الآية التي استدلت بها المرأة على سيدنا عمر عندما أراد أن يحدد
هذه الفئة عن حد معين قال له الله ألم تسمع قوله تعالى وآتيتم إحداهن قنطارا قنطار ذهب القنطار تقريبا حوالي ثمانين كيلوغراما، كيلوغرام الذهب اليوم بكم؟ الغرام بمائة جنيه إذن بمائة ألف في ثمانين بثمانية ملايين، إذن نحن عندما أعطينا هنا المهر أعطينا ماذا؟ ثمانية ملايين مهر وبعد ذلك يريد ستتزوج ثانية ولا تأخذ منه مليما واحدا، هكذا هو الأمر، وأنت أيضا تدفع المؤخر والمقدم والمتعة ونفقة العدة، تدفع جميع الحقوق هكذا، فإن لم يكن
معي شيء فلا يلزمني، ومن لا يملك شيئا لا يلزم بشيء، وحكاية عدم الإلزام هذه منصوص عليها في الفقه بأن الواحد يجب أن يملك حتى يتزوج لو لم يكن معه فليبق غير متزوج وآتيتم إحداهن قنطارا وليس عشرة آلاف وعشرين ألفا لا بل قنطار فإذا كان القنطار هذا نهايته فقال أبدا يعني هل يصح أن نعطي عشرة ملايين وعشرين مليونا الله يعطيك الله يعطيك وتعطي ما لا مانع منه ولكن هذا لا يبقى معك عندما الانسحاب هذا هو ألا يكون هناك ظلم للآخرين ولذلك
يجب عليكم مراعاة هذا وكيف تأخذونه هذا يسمونه السؤال الاستنكاري ما هو الله يعلم وأنتم تعلمون ولكن هذا يسأل لماذا أي يستنكر وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض هذا كلام عميق جدا أفضى بعضكم إلى بعض لأن الرجل والمرأة في حالة الزواج يعني أن المرأة تعرف عن الرجل زوجها ما لا يعرفه أحد أبدا، ويعرف عنها ما لم يعرفه أحد أبدا، لا طبيب ولا أب ولا أم ولا أخ ولا أخت ولا ابن ولا
أحد. إنما الرجل يكتشف من زوجته وتكتشف المرأة من زوجها ظاهرا وباطنا. وحالا ومقاما لأن هذا بيته معها تراه ماذا يفعل في الليل تراه يصلي أم لا يصلي تراه هل تخرج منه الكلمة يغتاب الناس يكذب ينهب يدبر سارح مهموم هذا تعرف كل شيء ومع العشرة ينكشف لها قال سيدنا العلماء أن المرأة تعرف عن زوجها كل شيء وقد ترضى عنه وقد
لا ترضى عارفة حقيقته، فهو لا يعرف كيف يخدعها. فلو خدع الناس جميعا فإنه لا يعرف كيف يخدع زوجته. ولو ظهر أمام الناس أنه لا يكذب، فهي تعرف إن كان يكذب أم لا يكذب، لأنها تكشفه. قال: وهذا يبين عظم شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان له فرضي الله عنهن صلى الله عليه وسلم جميعهن ولم تذكر واحدة منهن قط إلا ما كان يعلي من شأنه صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا ظاهره كباطنه وهو
طيب ليس هناك واحدة اعترضت ليس هناك واحدة قالت عليه كلمة هكذا أو هكذا أبدا جميعهن كن يحببنه حبا شديدا وجميعهن وصفنه ما يليق له من جلال وجمال أفضوا بعضكم إلى بعض هذا حال الزوجية هكذا وحال زوجية رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معجزة وكان مدحا فيه وثناء عليه ممن منه المدح والثناء ومنه القدح والنثاء النثاء ضد الثناء في اللغة العربية النثاء يعني الهجاء يعني وهي الزوجة وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم
ميثاقا غليظا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته