سورة النساء | حـ 607 | 22 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 607 | 22 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف" وكلمة "إلا ما قد سلف" معدودة في المبادئ القرآنية، والمبادئ القرآنية كلمة مبدأ معناها مصدر ميمي يصلح للدلالة على الزمان والمكان والحدث، المصدر الميمي شأنه كذلك مبدأ يعني مكان البدء، مبدأ يعني زمان البدء، مبدأ يعني نفس البدء، هذا مصدر ميمي معناه كذلك مبدأ. حسنا ما هو
المبدأ القرآني هذا؟ المبدأ القرآني عبارة تصلح لأن تهيئك للتكليف، لكنها نفسها ليست تكليفا، تكليف مثل أقم الصلاة لدلوك الشمس ولا تقرب الزنا هذا تكليف هذا أمر وهذا نهي إلا ما قد سلف ما فيها ليس حقيقة وكان الله غفورا رحيما هذه حقيقة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام هذه حقيقة إيمانية حقيقة كونية وترى الأرض هامدة هذه حقيقة لكن المبدأ يهيئك للتكليف لا تزر وازرة وزر أخرى، هذا مبدأ، وجزاء سيئة
مثلها، هذا مبدأ، عفا الله عما سلف، هذا مبدأ، إلا ما قد سلف، هذا مبدأ. فما معنى المبدأ إذن؟ إنه يهيئك للتكليف، عندما تعلم أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، فلا تظلم جارك، قال لك خذ طارق من جارك الجار يؤخذ بجريرة الجار، لا هذا ليس كذلك، لا الدين ليس كذلك، الدين لا تزر وازرة وزر أخرى، فهذا أمر جميل هكذا، متى يحاسبك الله من ساعة ما أنزل القرآن؟ فماذا عن الذي كان قبل ذلك؟ فأنا تزوجت امرأة أبي السنة التي مضت وأين القرآن؟
نزل في هذه السنة أعمل ماذا إذن في الذي يخص السنة التي مضت قال له ماذا إلا ما قد سلف عفا الله عما سلف طيب أنا متزوج مرة طبعا الآن والقرآن نزل استمر إذن لأنه انتهى نحن متزوجون قالوا لا هذا أنا متزوجها هذه لعشر سنين قال لعشر سنين هذه سأحاسبك عليها ولكن ابدأ في التنفيذ من الآن من نزول القرآن فلما نزل القرآن وجدنا رجلا متزوجا من عشر نساء اسمه غيلان وهذا غيلان قال له النبي لا اختر أربعا والست لا يبقين بعد ذلك لأنه من اليوم لك أربع فقط
فماذا عني أنا فأنا أنجبت من كل واحدة منهن العشرة هكذا واحدة قال له ما عليها إلا ما قد سلم فقط نبدأ من اليوم يكون هذا نسميه ماذا الآن في العصر الحديث اكتشفوا هذه الحكاية يقول لك القانون ليس له أثر رجعي كلمة هي إلا ما قد سلم يقول لك ماذا يقول لك فورية القوانين يعني القانون لا يطبق عليك إلا من حين صدوره، أما الذي كان قبل ذلك فلا يطبق عليك، ولكن أنت تبدأ في تطبيقه وتوفيق أوضاعك حالما يصدر القانون، فيكون إلا ما قد سلف، وهذه ستنفعك في إصدار القوانين وفي التعامل مع القوانين، وستنفعك أيضا في التربية وأنت تربي ابنك إلا ما قد سلف وستنفعك في الاجتماع البشري فاعفوا واصفحوا
حتى يأتي الله بأمره في العلاقات بينك وبين المجتمع إلا ما قد سلف أبدا من جديد يبقى هذا وضع مهم أنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا هذا لكي يهزنا من الداخل زواج الأب من زوجات أبيه أو من زوجات أبيه هذا أشد من الزنا، من الذي قال إنه أشد من الزنا؟ إنه زنا وانتهى الأمر، لا بل هو أشد لأن الله عندما يتحدث عن الزنا قال ماذا؟ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا، فاحشة وساء سبيلا، هنا قال ماذا؟ فاحشة
ومقتا وساء سبيلا، لماذا هكذا هنا ويقول هكذا هنا هذا يقول لك هذا أنت لم تزن فحسب بل أنت زنيت وأجرمت وأثمت طيب وهذا لماذا أصله سيبقى معها في البيت إذا كان حرم عليك الزواج وقطع الأمل فيه تماما بغرض ماذا بغرض أن امرأة أبيك وهي في البيت تبقى آمنة وتبقى أنت آمنا كيف الأمان يأتي من أين؟ من انقطاع الأمل، هذه أمك فانقطع الأمل فيها، وعندما انقطع الأمل فيها لم تعد تتحرك الشهوة تجاهها، لن أنتظر أبي حتى يموت وأذهب لأقتله بالسم
كي أتزوج امرأته وأتمنى له الموت، لا هذا خلط للدنيا، هذه المرأة أمك فينقطع الأمل وتنزلها منزلة المحارم لأنها محرمة عليك أبدا أي طوال عمرك، فيصبح الأمر منتهيا فلا تجد النفس شوقا إليها لأن هذه أمك، فهل يوجد أحد يشتهي أمه؟ لا يجوز ذلك. "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف"، وإلا ما قد سلف يعني معناها الماضي، نعم سنعفو عنك لكن اليوم تبدأ في التطبيق أنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا، سلوككم بالضبط والمفتاح لكي
يعيش الولد مع زوجة أبيه معيشة الابن مع أمه فتستقيم الأسر وتستقر، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته