سورة النساء | حـ 610 | 23 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء وعند قوله تعالى وهو يعدد ما حرم علينا أن نتزوجه وجعل ذلك بعضه مؤبدا وبعضه مؤقتا يقول: "وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة". وتكلمنا فيما سبق عن معنى الرضاعة والرضاعة أن يصل لبن المرأة إلى جوف الإنسان بأي طريقة كانت، الطريقة التي خلقها الله ما هي؟ الطريقة التي خلقها
الله تشتمل على الحس وعلى المعنى والشعور، تشتمل على تربية الجسد والروح والعقل، تشتمل على الحب والحنان، وهي أن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة وخلق لها رحما تضم فيه حتى تلده إلى الحياة ثم خلق لها ثديين وأجرى فيهما عند الولادة لبنا سبحان الله وليس هذا فحسب بل جعلها وهي جالسة على هيئة تضم فيها ذلك الولد وهو يرضع من ثديها مباشرة الله كلمة مباشرة هذه ماذا تعني
أي أن هناك رضاعة مباشرة وهناك رضاعة غير مباشرة الرضاعة المباشرة ما الذي نعرفه جميعا ونفهمه، أن تأتي المرأة لتحتضن الولد هكذا وتجعله على صدرها وتحتضنه، فيشعر الولد بالدفء والحنان والرحمة، وهي أيضا تشعر أنه جزء منها وأن هذا الجزء بدلا من أن يجري هكذا أمامها عاد إليها، فتزداد حبا له، فأثناء الرضاعة لا ينتقل لبن فحسب، بل ينتقل لبن ويتلقى الشعور ويتنقل الإحساس ولذلك نقول إن الرضاعة الطبيعية أفضل من الرضاعة الصناعية من اللبن الذي نحضره ونذيبه ونعده وما إلى ذلك، كلا، لبن
الأم هذا يقي من الأمراض ويقي من كذا وكذا، كلا، الأمر ليس كذلك فحسب، بل إن لبن الأم يجعل هناك علاقة بين هذه الأم وبين ذلك في التربية يخرج الولد مشبعا فيقولون ما هذا؟ إنه شارب لبن أمه، فما معنى شارب لبن أمه؟ تجده وهو جالس معك واثقا من نفسه، تجده حنونا على أهله، وهذا من أين يأتي؟ هذا من عملية الرضاعة، فالرضاعة الطبيعية هي أهم شيء، ولكن هل هي الرضاعة فقط وانتهى الأمر؟ حسنا، افترض حسنا، لنفترض أننا أرضعناه صناعيا فسيعيش ولكن كل هذه المعاني سيحرم منها وماذا سنسميه؟ يتيما، فلا تجعلي يا سيدتي ابنك يتيما
وأنت على قيد الحياة، هذا عيب. حسنا، لنفترض أننا أوصلنا لبن امرأة إلى جوف إنسان بأي طريقة كانت، نعم يتم التحريم ولكن أليس هذا أفضل شيء؟ أليس هذا الطريق هناك طرق أخرى من بينها أن يتناوله بفمه، ومن بينها أن يتناوله بأنفه، ومن بينها أن يتناوله بأنبوب في المستشفى وهو لبن المرأة، ومن بينها أن يتناوله في صورة جبن هو لبن المرأة يتجمد ويصبح جبنا أي لبن كذلك، إذن هو السائل الخاص بالمرأة هذا سميناه لبنا لماذا لأنه مثل لبن البقرة، لا ليس مثل لبن البقرة، هذا أعلى وأهم من لبن البقرة. هذا لبن البقرة إذا
سقيته للولد تأتيه بعض الأمراض، والآن في مركز البحوث يبحثون عن التأثير السلبي للبن البقرة على الطفولة، لكن لبن المرأة هذا سمي نعم لأنه يستجلب طبيعيا هذا أنت هكذا قد دخلنا في فروع فقهية عجيبة غريبة، عندما المرأة هذه عندما أنا جلبته في كوب هكذا، هذا أنا يمكن أن أغشه إذن، قال نعم يمكن أن تغشه وتضع فيه ماء بسكر، نعم يمكن أن أضع فيه ماء بسكر على فكرة، طيب وهذا يحرم أم لا يحرم؟ فقال لي يحرم وضعت فيه ماء بسكر، نعم يحرم ونص عليها الفقهاء علمونا
هكذا، فيكون إذن عندما يأتون ليثيروا موضوعا مثل رضاعة الكبير، رضاعة الكبير هذه لم يقبلها الأئمة الأربعة، إنما الإسلام أوسع من الأئمة الأربعة والإسلام أوسع من الأئمة التسعين، رفضناها في مجمع البحوث، دار الإفتاء المصرية لا تفتي بها ولو جاءني قال أحدهم هذا أنني رضعت وأنا في الثالثة من عمري، أيتزوج هذه المرأة أم نقول له تزوجها ونصدر له فتوى رسمية بهذا؟ القضاء المصري لا يحكم بهذا، ولكن الإسلام أعظم مني ومنك ومن الأئمة الأربعة ومن مجمع البحوث ومن دار الإفتاء، الإسلام هذا دين رب العالمين للعالمين،
فليفهموا هذا إذن. يفهموا الطعن على البخاري وبعد ذلك على السيدة عائشة وبعد ذلك على سيدنا أبي هريرة وبعد ذلك الذي في قلبه مرض يعني كذلك على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه إلا قلة أدب وقلة دين ما هي إلا قلة حياء ولكن عندما تكون قليل الحياء فلا مانع حرية، كن قليل الكلام في الحياة ولكن يجب أن تكون عارفا المعنى حتى تتكلم، يجب أن تكون عارفا حتى لا تخلط الأمور، قم وهو يرد قائلا لك: الرضاع، أتقبل أن رجلا يجلس يرضع من ثدي امرأتك يا بني آدم؟ رضاع الكبير الذي رفضناه
ليس هكذا، هذا يمكن أن تستخرج المرأة في ليلة مظلمة ويعطيه لهذا الإنسان فيشربه فهل يحرم فذهب فريق من المجتهدين إلى أنه يحرم يمكن أن ينفع المسلمين في أمريكا هذا الكلام يمكن أن ينفع المسلمين حديثي الدخول في الإسلام حسنا وكلامنا كلامنا الذي نحن سائرون عليه ها نحن أربعة عشر قرنا لم يشتك أحد كلامنا الذي نحن نسير عليه ونحن مسرورون ولكن الإسلام أوسع منا وأوسع من الأئمة فهذا ليس محل إجماع هذا محل اتفاق بين الأئمة الأربعة يأتي أحدهم ويقول لي حسنا يعني إجماع إذن لا اتفاق الأئمة الأربعة ليس إجماعا الإجماع
هذا معناه أن كل المجتهدين في الأمة أجمعوا ولكن هذا معناه ماذا أن الأربعة اتفقوا إذن هذا هو الراجح إذن هذا هو الأولى وعندما آتي لأختلف مع السيدة عائشة أو مع من رأى من الصحابة والتابعين جواز إرضاع الكبير فإنهم يخرجونني من الملة ما هذا إذن كيف تدعون إلى حرية الفكر وإلى حرية العقيدة وإلى حرية المدارس الفكرية إذن عندما جئنا ها نحن نعلمكم ويقفزون كالفول في النار، أتف على ذلك، فيجب إذن ألا نترك مناهج السلف الصالح والإمام البخاري هذا علمنا المنهج، والسيدة عائشة هذه من المجتهدات وهي امرأة مجتهدة مثال صالح يحتذى به، هذه من أمهات المؤمنين، وسيدنا أبو
هريرة هذا راوي الأمة، أما سيد الخلق حبيبي يا رسول الله والذي لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته