سورة النساء | حـ 615 | 24 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يعلمنا ربنا سبحانه وتعالى ما حرم علينا وما أحل في شأن الزواج، فيستمر القرآن في قوله سبحانه وتعالى "والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم" يعني حرم الله سبحانه وتعالى حرم علينا المحصنات من النساء إلا بعقد الزواج وعلى ذلك فهناك تحريم مؤقت هذا التحريم يتمثل في كل
النساء ممن لم تعقد عليها فتبقى حراما وليس الأمر أنها ليست حراما عليك بل تبقى حراما عليك ولكن بصورة مؤقتة لا بصورة مؤبدة ليس شأنها كشأن أمك وأختك وابنتك وابنة ليس شأنها هكذا، إنما شأنها أنها محصنة، والمحصنة لا تزني، والذي يقع بين الرجل والمرأة خارج عقد الزواج إنما يكون على سبيل الفاحشة والعياذ بالله تعالى، والمؤمنون مبرؤون من هذا، وإنما سبيلهم إلى هذا الزواج والمحصنات من النساء، ثم استثنى منهن فقال إلا ما ملكت أيمانكم، وهذا نظام
وهو نظام. ضرب الرق كان واسعا في الجاهلية يسمح بامتلاك الإنسان لأخيه الإنسان ومعنى هذا أنه قد خرج من كونه إنسانا بكمال حريته إلى كونه شيئا يشبه الأشياء إلى كونه شيئا يشبه الأشياء الحر لا يدخل تحت اليد يعني أولاد الله أولاد الناس ربنا خلق الناس أحرارا أمهاتهم ولدنهم على الحرية ثم يأتي ضرب الرق كنوع من أنواع الأنظمة القانونية
الدولية، ولذلك كان واسعا، فكان الذي يخطف شخصا ما يستطيع أن يضرب عليه الرق لماذا؟ لأنه خطف، وكانت القبيلة تغير على قبيلة مجاورة لها فتأسرهم فتضرب عليهم الرق رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا، وكان الدائن يضرب الرق على المدين إذا عجز عن السداد. دينه يضرب عليه الرق وكان نظام الربا هو الأساس فكان يستلف منه مائة فتصير بعد مدة ألفا أضعافا مضاعفة فائدة مركبة
فتصير بعد هذا دينا يعجز الإنسان عن سداده فيأخذه رقيقا له فجاء الإسلام وسد كل أبواب الرق فحرم الخطف وحرم الغارة على الجيران وحرم الربا وحرم أن يبيع الإنسان نفسه من أجل أن يفك رقبته، يفك رقبته من الربا أو من الدين، وحرم بيع الأطفال والنساء، كل هذا حرام، سد الأبواب ولم يبق إلا شأن واحد للمعاملة بالمثل في العالم وهو ما كان عن طريق الأسر في حرب مشروعة، تبقى
حرب المسلمين بعضهم مع بعض غير مشروعة ولذلك لا يقع فيها الرق، حسنا الآن جميع الأبواب مسدودة إلا الحرب، ثم سدت جميع الأنواع مرة أخرى في الحرب وجعل للإمام التصرف. حسنا أنا قابض على بعض الأسرى مائة، لكنهم قابضون على مائتين مني. فلأقم بدلا من أن أقول لهم ما رأيكم أن تأخذوا المائة التي لكم وتردوا لي المائتين التي بدلا من أن يستعبدوا مائتي واحد من أهلي تكون هذه هي الحكمة هكذا أو أنني أسرت مائة منهم وهم لم يأسروا أحدا ولكن خزانة الدولة
تحتاج إلى الفداء فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها فلما آتي أقول له لا تأتي أرد لك المائة وتدفع لي كل واحد مليون دولار فتدخل خزينة الدولة مائة مليون دولار أقول أحسن من أن أربيهم عندي وأطعمهم وأسقيهم وهكذا فلماذا لا أعطيهم أموالا وآخذ الأموال وأعوض قليلا من خسارة الحرب وهكذا يبدأ يستطيع ولي الأمر أن يفعل في هؤلاء ما يشاء ومن ضمن ذلك أنه يعفو مجانا لماذا حتى يبقى لدينا هكذا رؤية في العالم والناس تقول الله هؤلاء الناس هؤلاء ناس طيبون ممكن
ولكن هذا كله تقديرات سياسية خاصة بالرجل السياسي انظر ما الحكاية وممكن أن يضرب الرق عليهم أو على بعضهم فلو ضرب الرق ووزعها على المحاربين فيجوز للرجل أن يدخل بأمته ولا يجوز للعبد أن يدخل بسيدته لا يجوز إذا أراد العبد أن يتزوج حرة فليتزوجها ولكن بشروطه فننظر هل هو مسلم أم غير مسلم وننظر هل هو كفء أم غير كفء وننظر وسيدفع مهرا وأشياء كهذه إنما
يجوز للرجال أن يضموا أن يضموا تلك النسوة إلى حل الزواج أو حل النكاح والنكاح أوسع من الزواج لأنه في هذا النظام جاء رجل يدعى إبراهام لنكولن ودعا قائلا يا إخواننا لا نريد عبودية ولا نريد هذا، فقلنا له يا أخي كأنك جئت من السماء، فنحن نقول هذا منذ زمن طويل ونقول إنه يجب تحرير العبيد وإطلاق سراح العبيد، ومن أساء إلى العبد يجب أن يعتقه وأشياء مثل هذه هكذا فنادى بالعتق فوافقناكم لنا فالألف ثمانمائة اثنين وخمسين وشيء من هذا القبيل صدرت الاتفاقيات الدولية ذهبنا موقعين جميعنا عليها وانتهى الرق بالمصائب والحمد لله رب العالمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته