سورة النساء | حـ 617 | 24 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى بعد أن بين لنا ما حرم علينا ابتداء وتوقيتا يقول وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين أرشدنا إلى العقد والعقد اتفاق إرادتين والإرادة أمر باطني تتوفر فيه صفتان أنه خفي وأنه غير منضبط الإرادة في
داخل قلبي تراني أنا أريد أن أبيع أم لا أبيع الساعة هذه أنت لا تراني الذي في قلبي وأنا جالس هكذا وأفكر أن أبيع الساعة أنت لا تعرف الله لم يجعل لك اطلاعا على قلبي فهو خفي سموه ما هذا خفي وبعد ذلك أيضا الذي في قلبي هذا غير منضبط لماذا يمكن أن تكون هذه الساعة عزيزة علي جدا كيف سأبيعها لماذا أحتاج إلى المال أبيعها على عيني يقولون هكذا عرضتها عليك قلت لي هذه لا تساوي ثلاثة صاغ هي بعدة آلاف وأنت تريد ساعة فقط ووافقت لشدة
احتياجي إليها، فهل لا يوجد رضا كامل؟ هل هذا الرضا الذي في قلبي منضبط أم له درجات وأنواع؟ ويتردد ويقول وأنا أحبها وأنا حزين في حين أنها فعلا لا تساوي إلا ثلاث ساعات، وأنت قلت لي سأشتريها بألف جنيه فأصبح فرحان ومضطرب لأنها تجلب أكثر مما أتوقع ومما أريد أن يبقى إذا كان الرضا خفيا وغير منضبط فماذا نفعل؟ قال يجب بالألفاظ، يجب أن تكشف الألفاظ عن قولك "بعتك"، نعم "بعتك" هذه قلتها بلسانك، نعم، إذن الأستاذ هذا قد سمعها وسيشهد أمام القاضي أنني قلت "بعتك
بألف" في هذه الساعة "بألف"، قم أنت قلت اشتريت هو سمعها أيضا يشهد آه لماذا لأنها صارت ظاهرة منضبطة وقبل ذلك كانت خفية غير منضبطة إذن العقود والألفاظ هذه القاعدة التي ستحفظونها العقود ألفاظ كاشفة عما في القلب فواحد يريد أن يتزوج واحدة وهي تريد أن تتزوجه هذا ليس عقدا جلسوا أمام بعضهم البعض هكذا ونظروا لبعضهم البعض وبعدها لم يقولوا له شيئا باللسان بعد ذلك قالت له أنا
فهمت أنك تريد أن تتزوجني فسكت لا توجد عقدة أو هو قال لها أنا شعرت هكذا أنك تريدين أن تتزوجيني فسكت لا توجد عقدة أو لم يتكلموا وذهبت هي قالت لصديقتها هذا يريد أن يتزوجني قال لك قالت لا فهمت لا ينفعنا وذهب فقال لأصحابه أنا أريد هذه الفتاة وسأتزوجها حتما وهي موافقة قالت لك قال لا هذا أنا رأيت هكذا الفرحة في عينيها فرحة ماذا يبدأ ما لا ينفع هذه أمور خفية ما يمكن كانت فرحة لأنك ستختفي من وجهها الآن في ماذا فإذا هذا خفي غير منضبط يجب ما ظاهر منضبط فلا بد من
حل واحد لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين لازم من العقد وعقد الزواج من أخطر العقود ولذلك لا بد فيه من الألفاظ الصريحة فتقول المرأة للرجل زوجتك نفسي فيقول الرجل لها قبلت فتزوجتك أو يقول الولي زوجتك ابنتي فيقول قبلت لا على سبيل الحكاية أي وأنا أجلس أشرح لكم الآن قلت زوجتك ابنتي فقام الشيخ علي وقال يا مولانا لا يصلح هذا أنا أحكي لا يصلح أن يقول أحد أنا يا مولانا انتهى الأمر فالبنات
تزوجن جميعهن لا يصلح هذا أنا حكيت وانتبه فيجب ألا يكون حكاية ويكون بصيغة الماضي زوجتك يعني جزم يعني ويتقابلان في نفس المجلس فيقول قبلت فلما يأتي يقول زوجتك ابنتي نعم يعتمد إذن هذا الكلام أو هي تقول زوجتك نفسي فيقول قبلت يكون هو القبول والإيجاب وبعد ذلك يأتي الشهود يسمعون إذن هذا الكلام الشهود يسمعونه الإمام الشافعي يقول لك فورا الشافعي يقول لك فلنفترض أن أحدا قال للآخر أنا أعطيتك ابنتي نحن في
مصر نقول هكذا هذا أعطاه ابنته أعطاه ابنته يعني زوجها له قال لا يصلح لا يصلح لي أنا أعطيتك ابنتي لا تصلح يجب أن تقول له ماذا زوجتك ابنتي لماذا قال لأن هذا عقد خطير جدا فيجب ليكن بالصراحة المريحة أعطيتك ابنتي أي لكي تعمل عندك سكرتيرة لكي تخدم في البيت لأجل ماذا إذن أعطيتك بناتي أي للزواج فيجب أن يكون أمرا واضحا جدا سيدنا الإمام أبو حنيفة قال لا ما دام العرف الخاص بالبلد أنا أعطيتك بناتي معناه زواج فيكون زواجا ما دام هناك شهود وهناك وفي ذلك وبعد ذلك قال له أنا أعطيتك ابنتي فيكفي ذلك، الإمام الشافعي تشدد قليلا وقال لا يجب أن نقول زوجتك ابنتي كما نجري عليه الآن في الكلام،
لماذا؟ قال لخطورة ذلك العقد محصنين غير مسافحين محصنين أليس كافيا ذلك؟ محصنين يعني خرجتم عن نطاق الزنا والفاحشة إلى نطاق الزواج الصحيح المقبول عند الله بعدما توافرت شروط من اختلاف الجنس ومن عدم القرابة المحرمة نسبا ولا صهرا ولا رضاعة ومن أنه عقد تأكيدا وللآخرة يقول لك يكرر لماذا عليك هذا يحذرك غير مسافحين احذر أن تكون تلعب بالعقد هذا العقد هذا ليس فيه لعب
ثم بعد يتحدث عن حكم آخر حول المهر سنتناوله في حلقة أخرى، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.