سورة النساء | حـ 619 | 25 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى وهو يعلمنا كيف نتعامل مع مسألة الاجتماع البشري من خلال الزواج المعتبر شرعا أو النكاح المعتبر شرعا، ومن لم يستطع منكم طولا والطول هو على النفقة ما معي مهر وما عندي شقة "ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات" الحرائر "فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات" من
ملك اليمين الذي لم يعد له وجود الآن "والله أعلم بإيمانكم" وهنا ما الذي عرفني أن هذه امرأة مؤمنة أو أن هذه فتاة مؤمنة أم ماذا؟ ما الذي يعرفني عليه؟ قال له: أنا لم آمرك أن تدخل في قلبها لترى إن كانت مؤمنة أم غير مؤمنة، ولم آمرها أن تدخل في قلبك لترى إن كنت مؤمنا أم غير مؤمن. هذا حكمي لمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. له بالإيمان وحسيبه ربه فهذه هي الشهادة الشهادتان، لكن يهيئ لي بأن أقول إنه بدأنا الضلال يهيئ لي
إنه ليس مسلما وإنه ليس مؤمنا، فهذا يسمى التفتيش، إطلاقا فهو مسلم ومؤمن ولم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم شيئا زائدا من الناس سوى أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول "ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم "والله أعلم بإيمانكم" وقر فقال:"بعضكم من بعض" من بعض ما لها علاقة بالعبارة الأولى لأنها مرفوعة بعضكم وليس بعضكم كانت ستبقى والله أعلم بإيمانكم وكم هذه بعضكم من بعضكم بعضا،
ما هي كذلك، هذه هي بعضكم من بعض، فتكون جملة ابتدائية كذلك، وهو يقول إنكم تعيشون مع بعضكم البعض، أنتم مع بعض، فلا بد من الظهور، فما دام رأيت أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله فقد أصبح مسلما، فلا تفتشوا فوق هذا، "فانكحوهن بإذن أهلهن" لا تخطفوا لأنه بعد ذلك يمكن أن تكرهها فتجدها في الشارع قد ضيعتها أضاعك الله لا تفعل "فانكحوهن بإذن أهلهن" والتجارب المريرة التي تزوجت فيها الفتيات من غير إذن أهليهن تثبت أن هذا الإرشاد الرباني تقوم عليه
الحياة. "فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان" والعياذ بالله تعالى متخذات أخدان يكون فيه نوع من أنواع الصحبة المستمرة في الحرام الذي هو شاع وذاع في أمم غيرنا مسافحات يكون واحد يذهب يزني ويمشي ولا يرجع ثانية يعني هي واحدة زنى معها في ليلة حتى لا يعرف اسمها ما هو ولكن متخذات أخدان لا هذا رفيق هذا مرافقها ويمشي معها
في الرفق سنين طويلة حتى ظن في نفسه أنها له وأنها ظنت أنه لها من غير زواج، هذا زنا وهذا زنا وهذا خسيس وهذا خسيس وهذا فاحشة يستوجب الحد وهذا كذلك يستوجب الحد، فربنا حذرنا من الأمرين من السفاح ومن اتخاذ الأخدان، ما هما إلا صورتان. مختلفتان لكنهما تندرجان تحت الفاحشة، "فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب" لماذا؟ لأن من أخرجها من جانب الإنسان إلى جانب
الأشياء وجعلها قابلة للتصرف وأخذ منها حريتها، فلم تعد بكامل إرادتها، فلم تعد على نفس الدرجة من المؤاخذة، ولذلك خفف الله عنها هذا الصنف وجعل عليها نصف "فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب" العذاب "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" حسنا وفي العبيد خمسون فقط لماذا ألم تدخلها ألم تتركها تدور حول نفسها أصبحت درجة ثانية وما دامت أصبحت درجة ثانية فيجب أن يخفف عنها العذاب أصبح لأن إرادتها الكاملة وشعورها بالحرية وبالعزة قدحنا فيها
فيها فنخفف عليها طب الرق انتهى سوف نستفيد من ذلك بماذا بالتوائم بأنك عندما تكتب القوانين تشرع للمجتمعات تراعي الظروف لأن ربنا يعلمنا كيف أننا نتعامل مع الأمور المختلفات مختلفة تحقق العدالة وتصل إلى المقصود هذا الذي نأخذه يعني المنهج الرباني هكذا يأمرنا بأن نفهم ونقدر ونعدل ونحقق المقصود، لم يقل لا نعذبهم أبدا، لا نعذبهم ولكن بما يتوائم مع حالتهم. فكذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نقيم الحدود في دار الحرب وألا نقيم الحدود
زمن الحرب، قال لا نقيم الحدود حتى في البحر، ننتظر حتى نعود إلى البر وقال لا يعني أشياء غريبة هذا يقول لك ماذا يقول لك راع الظروف فسيدنا عمر جاء وأبطل الحد أو أوقفه عام الرمادة قال هذا ليس عدلا هذا وأوقف سهم المؤلفة قلوبهم قال لا هذا ذهب المحل والله هذا منصوص عليه في القرآن قال أنا أعرف لكن فكر القرآن هذا المطلق هذا المتجاوز للزمان والمكان، أنت إذن فكر كيف تطبق؟ حسنا "ذلك لمن خشي العنت منكم" العنت الذي هو الزنا "وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم" فماذا نفعل في عصرنا
في عصرنا هذه السعة الصبر جميل إذن هذا زمن نسميه زمن الصبر. "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" وأجر العامل منكم كأجر خمسين من الصحابة الكرام كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: منا أم منهم يا رسول الله؟ قال: بل منكم، فإنكم تجدون عونا على الخير وهم لا يجدون. آمنا بالله وصدقنا برسوله الكريم صلى الله عليه فاللهم احشرنا تحت لوائه يوم القيامة وأعزنا به في الدنيا والآخرة وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته