سورة النساء | حـ 623 | 29 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ما يزال يعلمنا الاجتماع البشري ويعلمنا أسسه يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، فحرم علينا جانب الأموال وحرم علينا جانب الأنفس، اثنان من المقاصد الخمسة الكبار، حرم
علينا الاعتداء على النفس، وعلى العقل، وعلى الدين، وعلى العرض وكرامة الإنسان، وعلى الملك والمال، وهنا تحدث عن الأولى والأخيرة، إياك والتعرض للملك إلا بالرضا، وإياك والتعرض للنفس. إلا بالحق الذي هو القصاص فقد قال الضابط ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب فقد أشار بالاثنين إلى المقاصد كلها حسنا يا أيها الذين آمنوا موجه إلى المؤمنين
هذا الكلام فيه تكليف إذن فلا بد أن يطبق على المؤمنين لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وصورة الباطل ما هي أن رضا فيدخل فيها السرقة يدخلون فيها الاغتصاب الفرق بين السرقة والاغتصاب ما هو السرقة تكون في الخفاء والاغتصاب يكون في العلن يعني السرقة مثل واحد نشال سرقك هجوم على البيت وسرق في الخفاء الاغتصاب بلطجة إذن وضع يده على قطعة من الأرض والذي سيتكلم سيحرق بالنار ما هو أيضا هذا حرام
يكون السرقة حرام والاغتصاب حرام والسحت وهو ما تضطر أن تدفعه لتصل به إلى حقك من حقك أن تأخذ ترخيصا معينا شخص ظالم قام وقال لك لن أعطيك هذا الترخيص إلا إذا دفعت فهذا يسمونه سحتا أما الرشوة والرشوة حرام لكن الرشوة من أجل أن أكل حق الغير يكون السحت من أجل أن آخذ حقي، والرشوة أدفعها لكي آخذ حق الغير في تموين معين،
أذهب وأدفع للموظف الرشوة كي يعطيني هنا ولا يعطي لأخي، الحصة التي تخص أخي من الحديد أو من الأسمنت أو من دجاج الجمعية أو من أي شيء تأتي إلي ولا تذهب المفروض أن أكون قد دفعت لمن بيده الأمر الذين سماهم القرآن الحكام من أجل أن آكل فريقا من أموال الناس بالباطل وأنا أعلم هذا، لكنني ذاهب لاستخراج رخصة سيارة، فقال لي والله أبدا ما أنت حاصل عليها بضبط واتزان، ما هذا الضبط والاتزان؟ قال لي يعني السيارة تهتز في يدك يا أخي هذا أنا أسوق منذ ثلاثين سنة قال لي ولو ترى أنا طيار هذا أنا أهبط بالطائرة
قال لي لكن السيارة تهتز في يدك هذه مثل القلادة مثل القلادة في يدك فتهتز فلا يوجد وفتح الدرج يعني وضع هنا ما الذي منه لأجل ماذا هذا سحت حرام يكون هنا انظر إلى العبارة تقول لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، كل هذا باطل: السرقة، الاغتصاب، السحت، الرشوة، كل هذا حرام، الربا كذلك، ربنا حرم الربا وحرم القرض الذي يجر النفع من غير أي نوع من أنواع التجارة ولا تقليب الأموال ولا كذا وكذا، أكل الأموال بالباطل يا أيها الذين آمنوا. لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، حماية
الملكية حماية المال، وأحدهم يقول لك: حسنا، ما هي إلا أنني تاجر أشتري بمائة وأبيع بمائة وعشرين، فأنا آكل العشرين، وبهذه العشرين أذهب فأنزه أولادي وأوسع عليهم، وكلما مر وقت أزداد غنى من التجارة، فلماذا لا آتي فأشتري بمائة وأبيع بمائة وواحد طريقة، فما دمت لست مشتريا فلا ينبغي أن تتعطل الدنيا، ولذلك قال تعالى إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم، هذا سعر
السوق، وهذا ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري: اتركوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض، فلا تجلس لتمارس هيمنة على السوق وجهاز السوق يعمل، تركوا العبادة ليرزق الله بعضهم من بعض أرزاقا، ما هو السوق؟ سيدنا عبد الرحمن بن عوف جاء من مكة وليس معه شيء، قال له: دلني على السوق، فأصبح مليونيرا، لماذا؟ لأن التجارة مهارة، في ماذا؟ قالوا: في الإدارة، إذن التجارة مهارة في الإدارة، كيف تصبح في الإدارة التدبير والخروج قبل الدخول، قبل أن تدخل في صفقة يجب أن تعرف كيف تخرج منها، لكن
أن تتراكم عندك البضاعة ويخرب بيتك ويضيع فيه والخسائر وما إلى ذلك فهذا لا ينفع، إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم، فيصبح حراما أن أقتلك وحراما أن أقتل ولا ضرار حرم الانتحار وحرم القتل إن الله كان بكم رحيما وأيضا في الدلالة الاستقلالية تبين صفات الله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته