سورة النساء | حـ 624 | 29 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 624 | 29 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم"، وهنا نقف لنبحث عن معنى التجارة لأن الله سبحانه وتعالى أباح لنا فيها الربح، ولأن الله سبحانه وتعالى وكأنه أرشدنا إليها، ولأن الله سبحانه وتعالى علق بها أحكاما تتعلق بالزكاة، ومن هنا كان من المناسب أن نقف عند كلمة
التجارة حتى نعرف ما معنى التجارة، وإذا بحثنا في كلام العلماء الأقدمين استخرجنا من كتبهم أن التجارة هي ذلك النشاط الذي يشتمل على ثلاثة أركان أو أشياء أو مراحل لا بد من كل واحدة منها بحيث إنها لو فقدت شرطا أو ركنا أو مرحلة من هذه المراحل الثلاث فليست بتجارة إن تشتريه أو الركن لغرض البيع، الركن الثاني لتحقيق ربح، الركن الثالث يكون
إذا اشتريت لا لغرض البيع إنما اشتريت للاستعمال الشخصي وبعت فربحت فليست بتجارة، ليست تجارة هذه، لا يطلق عليها تجارة، لماذا؟ لأنني عندما كنت أشتري كنت أشتري لأستعملها، اشتريت سيارة، أنت رأيت السيارة فأعجبتك فقلت لي ألا تبيعها وأنك مستعد لتربحني فيها، وأنا أخذتها في الطابور يحجزون فقلت لي لا سأزيدك عشرة آلاف أخرى وتعطيها لي فورا نعم لا يوجد مانع ولكن هذه ليست تجارة السبب ما هو أنني وأنا أشتريها كنت أستعملها
اشتريت شقة لابني كي يتزوج فيها وذهبت أبيعها بعد ذلك لأن الولد هاجر إلى كندا ليست تجارة اشتريت الشقة والولد أحضر قطعة في مكان آخر أو أحضرنا له بيت العائلة ليست حسنا، لم أشتر هذا، أنا ورثت هذه السيارة وبعتها وربحنا فيها، ما هذه بتجارة لأنه ليس فيها شراء، يجب أن يكون الشراء موجودا ويجب أن يكون لغرض البيع، فإن لم يكن لغرض البيع فليس بتجارة، وإن لم يكن فيه شراء، إذا أعطاني أحد سيارة هدية وبعتها فليس تجارة، إذن نحن الثلاثة هؤلاء اشتروا
لأجل البيع لتحقيق ربح، ثلاثة لا ننساهم، قال لي وأنا أشتري وأبيع من غير أن أحب الربح، يعني أم ماذا؟ قلت له نعم يحدث، قال لي كيف هذا؟ قلت له هذا في شيء يسمى التعاونيات يفعلون كذلك يشترون السلع لكي يبيعوها ليس لكي يحققوا ربحا بل لكي بخدمة للمجتمع والناس أخذ القطعة الأخرى أنا أخذت قطعة أرض فجأة الحاج تامر يريد أن يأخذ القطعة التي بجانبه الحاج تامر هذا يعني شيئا سيئا جدا وقالوا من
قبل ماذا الجار قبل الدار يعني تبحث عن جار عرضت علي هذه القطعة اشتريتها حتى لا يشتريها الحاج تامر وأنا أنوي بيعها ليس لأنني أربح اشتريتها بعشرة آلاف وبعتها بتسعة آلاف، ولكن لكي أمنع شخصا من أن يأخذها. لماذا؟ أنا ما زلت هاربا منه وبعت البيت القديم لأن ذلك كان جارنا، قال لي أنت ذهبت إلى المكان الفلاني، قلت له نعم، قال لي سآخذ بجانبك سآخذ بجانبك لكي أخنقك أنا إن قلت له حسنا انته من جانبي فلا يوجد جانب لي، فأنا اشتريتها واحتطت لهذه الحكاية ولكن الشراء هنا وأنا أريد أن أبيعها حتى لو خسرت فيها أو
ربحت، اشتريتها بعشرة بعتها بعشرة بعتها بتسعة بعتها بأحد عشر، لم يكن الغرض هو تحقيق الربح، كان هناك شراء وكان هناك بيع ولكن إذا كان فيه غرض تحقيق الربح فلا يكون تجارة وسيبنى على ذلك ماذا تقول لنا تجارة وليس تجارة والأركان الثلاثة وهكذا ماذا يعني هذا الزكاة ما دمت لم أصل إلى أن الزكاة مفروضة على التجارة فكل هذه الأسئلة ستحل عندما يأتي أحدهم ويقول لي أنا اشتريتها من أجل ابني ثم ليس عليها أن يقول لي أحد هذا أنا أخذتها لكي لا يأخذها الحاج تامر فأقول له إذن ليس عليها زكاة، وأحد يقول لي هذا أنا اشتريتها، هذا أنا لم أشترها، هذا أنا ورثتها وبعتها وربحت فلماذا ليس عليها زكاة؟ ما هي ليست
تجارة، إذن سيفيدني هذا الكلام في الفهم العميق الزكاة ستأتي يسألك عن الزكاة عليها زكاة أم لا أنتم تقولون إن التجارة عليها زكاة نعم وعلى الفور حالما يسمع الناس ذلك يأتي إلي صاحب المؤسسة يقول لي إذن أنا تاجر فعلا أتاجر في القماش أتاجر في البقالة عليها زكاة نعم فأين الزكاة إذن قلت له فتكون على رأس المال العام على رأس المال العام، الخصوم المتداولة نطرح منها الأصول المتداولة فيخرج مبلغ هو هذا المبلغ الذي تجب عليه الزكاة، فقال لي أحدهم لكننا مدينون منذ عشر سنوات لكي نتهرب من الضرائب والعياذ بالله تعالى لا نعمل ميزانية باسمنا، فقلت له باسمك ماذا؟ مرتان إنك متخبط
لا أعرف كيف تخرج الزكاة وأنك هربت من الضريبة، فماذا أفعل؟ حسنا نريد أن نتوب إلى الله، التقدير تستطيع أن تعمل إذن السجلات وتستطيع أن ترى أنك تزيد وتنقص كذا وتستطيع، وهذا التقدير مقبول عند الله مقبول إن شاء الله وهكذا، إذن كل شيء له حل ولكن يجب علينا أن يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم فيبقى في رضا التجارة الشراء والشراء عقد والعقد اتفاق إرادتين كاشف عن الرضا والبيع عقد والعقد هذا هو أيضا الرضا عن تراض
منكم ولا تقتلوا أنفسكم قلنا من قبل هذا حرمنا الانتحار وحرمنا قلة العقل وقلة العلم ما هو إلا قتل للنفس ولكن قتل مجازي فعندما يقول ربنا ولا تقتلوا أنفسكم طبعا هي محمولة حقيقة على قتل النفس ومحمولة مجازا على قتل الإنسان بجهالته وأميته أيضا هل يجوز أن يستعمل اللفظ الواحد في الحقيقة والمجاز معا يجوز أن يستعمل في الحقيقة والمجاز معا بعد ذلك إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، صلاة الملائكة غير صلاة ربنا وهي لفظ واحد يصلون استعمل في الحقيقة والمجاز وإلى لقاء آخر
نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله