سورة النساء | حـ 625 | 29-31 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة النساء ونحن مع كتاب الله نلتمس منه الهدى يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك أول ما نجد ذلك يكون اسم إشارة واسم الإشارة معناه ما هو ذا يشير هكذا ذلك
يشير إلى ماذا المضمون الذي سبق احفظ هكذا يقول لك أشار إلى مضمون ما سبق فتكون الآية التي قبلها عندما قال لك ذلك تذهب على الفور لتفسر التي قبلها والآية التي قبلها فيها ماذا؟ فيها تحريم أكل أموال الناس بالباطل وفيها تحريم القتل، فيكون ذلك إشارة إلى الآية وإلى هذين الأمرين، ومن يفعل ذلك فيكون هذان الأمران هما العدوان على النفس والعدوان على المال عدوانا وظلما، فيكون رفع الخطأ عن أمته ورفع السهو والنسيان
ورفع الإكراه، فلا لا بد حتى يعتبر العمل على فكرة خيرا أو شرا لا بد أن يكون قاصدا عالما مختارا حصل عدوان على المال لشبهة ظننت أنه مالي ظننت أنه هذا حلال ظننت أنه هذا أجر أو لا شيء في مقابل حاجة أخرى نعم يصبح ليس عدوانا وظلما لكن لا هذا عدوان وأنا أعلم أنه يأتي بثلاثة شروط نحفظها: قاصدا عالما مختارا، إذا أتيت
العمل وأنت قاصد وعالم ومختار فيكون العمل هذا منسوبا إليك قاصدا عالما مختارا، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما قاصدا عالما مختارا فسوف نصليه نارا فيستحق العقاب نصليه نارا، فتكون النار هنا منكرة فتكون أي نار أي نارا نصليه نارا يعني سيحدث له عذاب، وما دام نصليه نارا وليس نصليه النار، فلن ندخل جهنم داخلين فيها، نصليه نارا فهذا يمكن أن يكون في الدنيا
ويمكن أن يكون في الآخرة ويمكن أن يكون في الاثنين، فالتنكير هنا أفادنا شيئا مما هو عليه، النكرة ما هي الفرد الشائع في إن أي فرد من الأفراد إنما يأكلون في بطونهم نارا الذي يأكل من مال اليتيم فما هو إلا في نار أسماها نار فهذا الذي يدخل عليك من الحرام نار فيكون في نار في الدنيا والإنسان لا يكون مسرورا وسعيدا بل يكون مبتلى وحالته مضطربة ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نارا يبقى تصلح للدنيا والآخرة ما
يأتيني أحد يقول لي هذه في الدنيا فقط، لا هذه تصلح لهذه وتلك لأن النكرة فرد شائع في جنسه يبقى يصلح هنا ويصلح هناك وكان ذلك على الله يسيرا. كون أنه يضيق عليك في الدنيا صعب على ربنا يعني، ما هو الرزاق وهو الخالق وهو المحيي وهو المميت، كون أنه يحكم عليك في الآخرة بعقاب شديد يعني على ربنا ما هو مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، الأمر بيد الله، إذا كان ذلك يعني هذا الشيء من العذاب سواء كان في الدنيا أو في الآخرة على الله يسيرا، ثم يفتح لنا. باب رحمته فيقول إن
تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وهنا بدأ العلماء في البحث عن مفهوم الكبيرة، كبيرة يعني ماذا؟ هو الذنب ذنب ولكن يعني ماذا كبيرة؟ كبائر ما تنهون عنه، هل هي الموبقات؟ ما ورد في الحديث: سبع من الموبقات: الشرك بالله وعقوق الوالدين وعد منها السحر وعد منها مدمن الخمر وعد وهكذا فهل هذه تعني هي الموبقات السبع هذه أم ماذا نفهم يقول ما ورد
فيه لعن على لسان في قول الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم ما ورد فيه لعن في كلام الله ورسوله يكون ذلك من الكبائر أو ما ورد فيه تهديد ووعيد بالخلود في النار يكون هذا من الكبائر، أو ما ورد فيه حد يكون هذا من الكبائر، والذي لم ترد فيه هذه الأشياء لا يكون من الكبائر. فإذن من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، هذا من الكبائر الكذب على رسول الله. لكن الكذب في حديث الناس هكذا يكون من الصغائر، أما شهادة الزور فهي من الكبائر لأن
فيها لعنة، والغش "من غشنا فليس منا"، لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الغشاش فيكون من الكبائر، وعقوق الوالدين فيه لعنة فيكون من الكبائر، أما عندما تقول "قف" فلا يوجد فيها ذلك لعلها تقول لوالدك ووالدتك أف، نعم هي حرام ولكن ليست من الكبائر لأنه يعني وأنت متضايق قلت أف وبعد ذلك يعني والدك ووالدتك يضحكان ربما ولا شيء، لكن العقوق وقهر النفس هذا شيء آخر وهكذا أبدا، السرقة والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما، الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما، إذن إذا كان هذا كله فإن أحدها يكون من
الكبائر الحدود واللعن والخلود في النار هذه الثلاثة تكون من الكبائر والآخران لا يكونان من الكبائر ولكن قالوا أخفى الله أشياء في أشياء فأخفى الكبائر في سائر الذنوب حتى تبتعدوا عن الكبائر عن الذنوب كلها وأخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من كلها وأخفى ولي الله في الناس لكي تحترم الناس كلها وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات حتى تحافظ على الصلوات كلها وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة حتى تعبد الله في كل اليوم وهكذا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته