سورة النساء | حـ 626 | 32 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 626 | 32 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقرر لنا العلاقة بين الرجل والمرأة باعتبارها هي الأساس في الاجتماع البشري يصف ذلك بصياغة فائقة رائقة لا علاقة لها بما ترسب في أذهان الناس وهذا يدل وهذا أيضا معنى أن القرآن قد تجاوز الزمان والمكان وأن كل عصر يقرأ ذات الكتاب القرآن
الكريم بعقلية مختلفة والنص واحد وهذا في حد ذاته إعجاز يبين أن هذا الكلام ليس ككلام البشر فإن كلام البشر بعدما يخرج من أفواههم يكون أقل دائما من مرادهم وهذا الكلام هو دائما أوسع وأعلى وأكبر من فهمنا، إذا فهو عكس كلام البشر. كلام البشر عندما نأخذ نصا أي نص قصيدة خطبة كتاب نجده ونحن
نقرؤه بعد ما قرأناه وانتهينا نقوم فنقول ماذا يعني هذا فنقول هكذا ونحن نتكلم يعني ونقعد نشرح الذي قلناه فلماذا لأن الذي نحن قلنا له أحسسنا أنه لن يفهمك المراد الخاص بي كثيرا، أي ما معنى الكلام الذي قلته أقل من الكلام الذي في ذهني، فلنقل ما معناه أي بمعنى أننا نفسر أي نشرح، وهذا يدل على أن الكلام الخارج من أفواهنا هو دائما أقل مما في مرادنا وأذهاننا، أما القرآن فهو واحد ونجد لها تفسيرا عند
الصحابة وبعد ذلك نجد لها تفسيرا أوسع هكذا عند ابن عطية والقرطبي وبعد ذلك نراجع الرازي فنجد أنه توسع فيها نراجع بعد ذلك الألوسي في القرون المتأخرة هذه القرن الثالث عشر نجد أنه توسع أكثر وأكثر نقرؤها نحن نجد فيها معنى آخر ما هذا ضد كلام البشر هذا عكس كلام البشر، هذا كلام له درجات في الفهم تتجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، شيء غريب يقول ماذا "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض" ولا تتمنوا ما فضل
الله به بعضكم على بعض، من الذي قرأ الآية؟ مجتمع يفضل الرجال على النساء سيفهم ماذا؟ سيفهم أن الله يقول لكم ألا تتمنين أيتها النساء أن تكن مثل الرجال، فمن المفضل الرجل ومن المفضول المرأة، فيا نساء لا تتمنين أن تكن مثل الرجال، ارضين بقدركن، أنتن خلقتن نساء فارضين بقدركن وانتهى الأمر، فيكون لها معنى ألا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض الرضا بالقضاء ماش
في مجتمع آخر يرى المساواة بين الرجل والمرأة في الإنسانية وفي التكليف وفي الحقوق وفي الواجبات فيرى الآية قد وجهت للرجل والمرأة على حد سواء فيبقى أيتها النساء لا تتمنى إحداكن مال الرجال ويا أيها الرجال لا تتمنوا أن تكونوا امرأة وأيتها المرأة لا تتمنى أن تكون رجلا ويتفق هذا مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال، والله هذه الآية واحدة هي
موجهة للرجال فقط أم للنساء فقط أم للرجال والنساء، قوام الأسس المعرفية والعقلية والثقافة والعصور تختفي وما هي وحدة سبحان الله لا نجد هذا في قصائد امرئ القيس مثلا لا نجد هذا الثراء في خطب قس بن ساعدة لا نجد ما في أول القصيدة التي له يقول قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها إلى آخره يقول له
ماذا قال لك بكى واستبكى فنقول له أنتم لماذا علقتم هذه القصيدة على الكعبة فقال له هذا شيء بليغ جدا لماذا قال بكى واستبكى ووقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والدار في شطر بيت فهذا يكون شاعرا كبيرا فالذي يتأمل هكذا قال فتعال وفي الشطر الثاني قال ماذا؟ قال لم يقل شيئا، قال الدقي المهندسين جمعة الدواء العربية يعني ماذا؟ لم يقل شيئا، قال بسقط اللوى وهذا مكان مثل الدقي هكذا بين الحمول الذي هو جمع الدواء العربية وهو بين الها بين الدخولي وحوملي هو مثل ما بين المهندسين والدقي يا قلبي لا تحزن ما هذا؟ يعني ماذا
فعل؟ يبقى طبيعيا وفي الشطر لم يستطع أن يكمل، يعني هو يا عيني ركز كثيرا في شطر بيت، جاء الشطر الثاني فلم يعرف كيف يكمل. قفا وقف واستوقف نبكي بكى واستبكى من ذكرى حبيب ومنزل، ذكر الحبيب والدار في شطر بيت وبعد ذلك لم يقل شيئا الدخول فسأحملك فتوضح في المقرات وكلها ما هي العجوز والشيء والجيزة وأبي وبعد ذلك يعني ما ليس هناك ما ليس هناك شيء طيب تعال إذن الكلام رب العالمين ما هو العرب جنت لما سمعت الكلام انبهرت حصل لها انجذاب فإن القلوب حديد
ولذيذ الألفاظ مغناطيس نعم الحلي يقول هكذا إنما والعربية لغة تنفر المسامع منها حين تتلى وتشمئز النفوس، أين قولك هذا؟ حديث قديم من مقال عنترة بن شداد، وبعد ذلك قال كذلك أن القلوب حديد ولذيذ الألفاظ مغناطيس، فلذيذ الألفاظ هذه ماذا فعلت؟ مغناطيس لقلوب العرب فآمنوا وصدقوا إيمانهم وملأوا الأرض نورا، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم السلام عليكم