سورة النساء | حـ 629 | 33-34 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا" وقد شرحنا هذه الآية مرة سابقة إلا أننا توقفنا عند كلمة الولاء وكيف نحييها في عصرنا ونستفيد منها ومن أحكامها في حل مشكلاتنا ومشكلاتنا حينئذ ستكون مشكلات اجتماعية مشكلات متعلقة بالنظام الاجتماعي وبنظام القرابة وبنظام
الكفالة وبنظام العلاقات الاجتماعية الموجودة في المجتمع وقلنا إن الولاء إما أن يكون عن رق وقد ألغي وكفانا الله شره ووافقنا على إلغائه لأن الشرع الشريف يتطلع إلى العتق فوافقنا العالم عندما عرضوا إلغاءه وأما أن يكون الولاء بالاتفاق والعقد وفي هذا المقام نرى في كتب التاريخ أن الأعاجم عندما جاءوا إلى العرب وألحقوهم بهم فيقولون عن الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه وكان من بخارى وبخارى من أرض
العجم في آخر اسمه هكذا محمد بن إسماعيل بن المغيرة إلى آخره يقول ما هو مولاهم الجعفي ما هو مولاهم الجعفي يعني ماذا يعني نزل ببني جعفة ونسب نفسه إليهم فأصبح منهم أخذ الجنسية يعني جنسية ما هي جنسية هذه العائلة فكرة الجنسية كانوا كل بلد لها جنسية أنا مصري وهذا هذه كل عائلة قبيلة لها جنسية كأنها كذلك يعني الولاء، فماذا نستفيد من هذا الأمر؟ نستفيد منه في الأطفال مجهولي النسب، والأطفال مجهولو النسب يمكن أن نجعل لهم ولاء، التبني حرام "ادعوهم لآبائهم"، الولد الذي
وجدته هذا ومجهول النسب لا أعرف من هو نسبه سميته عبد الرحمن عبد الكريم. وسيتربى في بيتي وسيكبر وسيذهب إلى المدرسة ما علاقتك بهؤلاء الناس زميله يسألون من هؤلاء تعمل عندهم عامل أم خادم والله إننا نرى أنهم يكرمونك أيضا ربيناك مثل ابنهم تماما من أنت قم لدينا عائلة هذه العائلة اسمها عائلة التبجي قم يقول هذا الولد عبد الرحمن بن عبد الكريم المتبجح، هذا المتبجح ما هو؟ جد كبير، قم فلا يحدث شيء. متبجح
أي؟ وولائمهم وسيدهم المتبجح مثلا، يحدث أي شيء؟ لا يحدث شيء، ما هو كان موجودا ها هنا عندنا، لكن أنا اسمي علي. قال: أجل، أنت اسمك علي، أنت الذي ربيته هكذا، لكن هذا ليس ابنك، هذا عبد الكريم الطوجي هذا أصبح من العائلة الكبيرة، فإذا كان التبني حراما أولا، فإن الولاء حلال ويحل المشكلة ويجعله من العائلة من العائلة نسبا أم ولاء، لا نسب هذا ولاء وليس نسبا، أم ولاء، لا ولاء ليس نسبا ولا شيئا، فما هو إذن التبني الحرام؟ أن تذهب فتكتبه والناس تظن أنه ابنك ويرث ويمنع أخواتك لأنك
أنت لم تنجب مثلا أولادا فإخوتك كانوا سيرثون فحدثت بلبلة، التبني بلبلة أما الكفالة الاجتماعية وكفالة اليتيم وكفالة مجهول النسب وولاء نسبه إلى هذه العائلة دون الانتساب الصلبي هذا جائز ويحل المشكلة وحل المشكلة فعلا فالناس تتخبط يقول لك والله يعني أنتم أجزتم التبني لا يا أخي هذا ليس تبنيا هذا ولاء طيب وأين كانت فكرة الولاء هذه موجودة من قديم طيب فلماذا لم تعلموها لنا لماذا لا تسألون أنفسكم وأنتم لا تقرؤون لماذا لا تطلعون على التراث لماذا لم تقرؤوا تاريخكم لماذا طيب ونحن الآن هل سنستدل بعدم المعرفة أم نستدل بالمعرفة نستدل بالمعرفة
ومن عرف حجة على من لم يعرف لا تستدل بعدم المعرفة يقول لك يا الله غريبة هذه أول مرة أسمعها حسنا وما شأني أول مرة تسمع إذن نحن هنا لماذا أليس لأننا هنا لكي نسمعك فيجب أن تفهم هذه الأشياء جيدا أن هذا ليس تبنيا ولا أول مرة أسمعها نعم وما لي ولكن الله قال عنها ها هو يقول ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا ثم يقول الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على
بعض انظر إلى الدقة إذن نحن أصبحنا القيادة لمن؟ فجعل القيادة للرجال، حسنا نحن في دولة لا بد من قائد فجعل القيادة للرئيس، وأما نحن في جيش ولا بد من راع فجعل الرعاية والقيادة للقائد وهكذا، فهل في هذا تمييز عنصري؟ لا، إذن القوامة ليس لها علاقة بالتمييز العنصري، هذه لها علاقة بشأن الإدارة، هذا كلام. يجب أن يفهم حتى يغير مفاهيم عجيبة غريبة
آتية من الطبيعة وليس آتية من الدين الرجال قوامون على النساء هل هذا يعني أي تمييز عنصري لا وإنما يعني توزيع أدوار ومراكز مبنية على الخصائص والوظائف الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض لم يقل إذن ماذا بما الله به بعضهم على بعض كما قال للرجال يقول ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض بل هنا قال بما فضل الله بعضهم على بعض فيبقى جعل القيادة بيد الرجال وإلى لقاء آخر نوسع الكلام في القوامة وفي معناها وفي مقتضاها نستودعكم
الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته