سورة النساء | حـ 631 | 34 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. يصف لنا الله سبحانه وتعالى الأسرة الطيبة التي تتكون من الرجال ومن النساء، وعلى الرجال أن يكونوا رجالا لا أن يكونوا ذكورا، وعلى النساء أن يكن نساء لا أن يكن إناثا، لأن الذكورة والأنوثة شيء والرجولة والانتماء إلى النساء شيء آخر ويجب على المرأة أن تفرح بأنها امرأة ويجب على الرجل أن يفرح بأنه رجل ولا يتمنى كل واحد منهما ما للآخر وما فضل الله به الآخر وما أقام الله عليه الآخر وإنما يسأل الله
من فضله أن يوفقه فيما أقامه عليه وحينئذ إذا ما راعى الخصائص والوظائف فإن الله سبحانه وتعالى قد وضع قواعد وصفات للرجولة وللأنوثة الطيبة، الرجولة يجب عليك أن تقوم بالحياة الدنيا، الرجال قوامون قوام فعال وفعال كثير الفعل من ماذا من القيام يعني ماذا يعني أنك تقوم بالحياة، إذن لا يصلح لك أن تعمل ثمانية وعشرين دقيقة في اليوم لأنك بهذا الشكل ستفسد الحياة، لا
يصح لك أن تكون عاطلا بطالا تجلس هكذا دون فائدة، لا يجوز كما هو شائع في كثير من الأوساط الفقيرة أن يجعل الرجل منهم زوجته تخرج للعمل ويجلس هو من أجل تعاطي المخدرات وتدخين السجائر عاطلا، أهذا هو الإسلام الذي ينبغي أن نفعل هذا وتتكون الأسرة بهذه الكيفية، ففي الإسلام أن الرجال قوامون على النساء، وقوام معناه أنه يحمل أعباء الحياة بقوة، والمرأة وقد خلقها الله سبحانه وتعالى لتخرج منها الحياة فلا بد
أن تكون صالحة لأنها هي الأم التي ستربي ابتداء من الرضاعة وانتهاء بالإرشاد والتوجيه والتعليم، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأخلاق وإذا لم تعدها أعددت شعبا فاسدا غير منتم لوطنه ولا لناسه منفرط كانفراط عنقود العنب وكان أمره فرطا إذا فلا بد أن تتصف المرأة بصفات تفرح بها إنها امرأة وفخورة إن هي واحدة امرأة وصالحة وعاملة اشتكت له إحداهن فقالت
له تتصور أننا أصبحنا لا نطبخ في بيوتنا ونشتري الطعام جاهزا، ربما كثير من الناس ما زالوا كذلك، لكن هذا في طبقة أصبحت كذلك من الأغنياء لم يعودوا يطبخون نهائيا. حسنا وبعد ذلك يصبح إسرافا وهذا ينتج في المجتمع ماذا؟ ناس جائعة، فهو أصل الموارد قد استهلكناها بدلا من أن نوزعها بعدالة. قال لك مرق وفرق يعني أكثر المرقة التي لا وزع على الناس صرنا لا نمرق ولا نفرق فجاع الناس فالمرأة التي لم تطبخ ورفعت يديها عن الطبخ هذه لا
تفرح أنها امرأة وتتخبط والمرأة التي رفعت نفسها عن إرضاع الأطفال والمرأة الأخرى التي رفعت نفسها عن رعاية زوجها وبيتها والمرأة أخرجت روحها من كل شيء، فكيف تفرح بأنها امرأة؟ أتكون فرحة بأنها رجل؟ وهكذا بدأ الأدباء يتحدثون الآن بأن أفضل امرأة يتزوجها المرء في هذا الوقت هي المرأة الرجل. ما هي المرأة الرجل هذه؟ يعني امرأة تقوم بجميع مهام الرجل، فماذا بعد ذلك؟ وتدع الرجل يقوم بكل مهام المرأة حسنا وبعد ذلك أيسعد الرجل بذلك وتسعد المرأة بذلك
فتنشأ الأسرة أم ما الحكاية؟ أمر ربنا عز وجل وقال في وصف المرأة فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. انظر إلى الكلام، كلام يشير ويرسم النطاق العام، لم يقل للمرأة لا تعملي ولم يقل للمرأة لا تتعلمي ولم يقل للمرأة لا تخرجي ولم يقل أبدا ولكن لكي تكون امرأة صالحة يجب أن تكون قانتة فما معنى قانتة؟ يعني متعلقة قلبها بالله، فماذا تفعل التي يتعلق قلبها بالله؟ أول التعلق هو الرضا، بماذا؟ بأنها
امرأة، تكون فرحة هكذا عندما تحمل وتكون فرحة عندما تلد وتأخذ الولد، فالله خلقها هكذا من الداخل لتفرح جدا وعندما يبكي الولد يطير قلبها إليه هكذا هو والرجل يقول لها اتركي الضوضاء يا هذه أريد أن أنام فلينم يا أخي ما هو يريد أن ينام لكي يعمل غدا ويخرج ويجري ويعمل وهي فرحة بالطفل الذي يجلس يبكي هذا وهي تغير له الرجل يعمل بأنفه هكذا ويجري وهي أسعد من أي حلاوة أخرى أنها تنظف الولد أو البنت ابنها أو ابنتها فالصالحات قانتات أول القنوت ماذا
الرضا رضا بماذا بما أقامك الله فيه حافظات للغيب يعني تراعي بيتها بما حفظ الله طيب والتي ليست كذلك فهي كل النساء كذلك لا سنجد انحرافا ولكن لا بد أن يكون خمسة في المائة لا يكون تسعين في المائة فتختل الدنيا، فما هي الخمسة في المائة هؤلاء؟ سنراهم في الحلقة القادمة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته