سورة النساء | حـ 636 | 35 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعالج مشكلات الأسرة وإن خفتم شقاق بينهما أي بين الرجل والمرأة في داخل الأسرة فابعثوا من الذي يخاف ومن الذي يبعث يبقى إذن يمكن أن ندرك من خلال ذلك أمر ربنا بألا يعيش الإنسان في المجتمع وحده، بل لا بد أن يكون في منظومة اجتماعية متكاملة، وأنه كما أن هناك تكاليف مردودة إلى الشخص باعتباره فردا،
فإن هناك تكاليف مردودة إلى الشخص باعتباره عضوا. لا بد وعندما جئنا وظهرت الطباعة وبدأنا في تدريس كتب الفقه: طبعنا ودرسنا كتب الفقه التي تتحدث عن التكاليف باعتبارنا أفرادا، ولم نطبع إلا مرة أو مرتين وبعد مائة سنة من الطباعة التكاليف التي تعود إلى الإنسان عضوا، ولم نهتم بتكاليف
أخرى تعود إلى الأمة كاملة، فغلب على عقلنا في المائة الأخيرة الفقه الفردي، واشتكى الناس من ذلك. أما الذين هم خارج نطاق الفقه فلم يدركوا ما المشكلة، معظمهم لا يدركون ما هي، لا يعرف ما هي القضية، لكنه متضايق، هو متضايق منا، غاضب أي غاضب، لماذا؟ أقول لك ماذا، أنت من طريق وأنا من طريق، فلنجلس ونتفاهم، يقول لك لا تفعل، أنا أعرفكم وأراكم وأول عندما يرى عمه وصاحبه وعمه وهكذا يحدث في قلبه انقباض، نوسع نحن صدورنا ونقول له فلماذا
أنت حزين وتستمر في الحديث معه حتى يقول لك أنت، والله أنتم تقولون لنا أشياء وتريدون أن تفرضوها علينا ويشعر حينئذ بشعور عجيب غريب لأنه يشعر ولا يعرف كيف يعبر عن فهمه الأمة غائبة وإن فقه الجماعة أو الإنسان كعضو في مجتمع غائب باهت غائب وإن الفقه الفردي الذي يقول له كيف ستتوضأ كيف ستصلي كيف ستصوم كيف ستسير هكذا معنا في الفقه واحدة كيف ستبيع كيف ستتزوج كيف ستذهب إلى القاضي كيف ستشهد والله هذا كله من أوله إلى آخره الباجوري كله فردي، فأين أنا كعضو في جماعة؟ إذن تجدك هكذا سطرين أو
ثلاثة هنا أو هناك هكذا. طيب، وهل هذه الأشياء ألفوا فيها؟ نعم ألفوا فيها، نعم ألفوا في الإنسان كعضو في جماعة. أجل، فماذا إذن؟ ونظموها وقالوا لك كيف تبنى المدرسة وكيف يبنى المسجد وكيف تعيش في وسط كيف يأتي المجتمع فيأتي الزركشي ليعمل شيئا يقول لك فيه ما هو إعلام الساجد في أحكام المساجد نعم هذا يتحدث عن مؤسسة وإعلام الساجد هذا متى طبع في السبعينيات ألف وتسعمائة وسبعين وقليلا فلماذا لم يطبع في ألف وثمانمائة وثمانية وثلاثين لأنه ليس الأهم حينذاك كان الكتاب المدرسي الفقه الفردي ظل متأخرا، أما
فقه الأمة فهذا صحيح، الشيخ الجويني له كتاب اسمه "غياث الأمم في التياث الظلم"، والتياث الظلم يعني سيظهر النور وسيزيل الظلمة، يتحدث عن الأمة، والشيخ الماوردي له "الأحكام السلطانية"، وأبو يعلى الفراء له كذلك، وابن المعلم القرشي له "القربى في الأحكام الحزبة بن الرفعة وهكذا وهذا ما يتحدث عن الأمة إذن ماذا يعني طيب متى طبعت آه طبعت في الخمسينيات ألف وتسعمائة وخمسين ألف وتسعمائة ولا أدري ماذا هكذا ولماذا لم تطبع ألف وثمانمائة وخمسين آه إذن إذا
كان لدينا فقه فردي وفقه للمجتمع وفقه للأمة هذا عبر التاريخ هكذا لكننا ركزنا واهتممنا اهتماما بليغا بفقه الأفراد على حساب هذا الفقه، فكان هذا نقص عندنا أساء إلى صورتنا أمام الناس من بني جلدتنا وأمام العالمين. نقد ذاتي ندعو فيه العلماء إلى الرجوع. يقول لي: حسنا فأنا أعرف هذا الكلام ولدي في بيتنا نسختان من الأحكام السلطانية. لا هذا يجب أن نعود في المنهج يجب أن نعود في الدراسة يجب أن نعود في التفكير وندعو أيضا إخواننا الذين لا يرون أن يدرسوا هذه الأشياء حتى لا يتضايقوا كثيرا هكذا وكلما
يرون شيئا كلما يأتيهم شيء هكذا يعني من انقباض الصدر لماذا وهو هذا تراث ينبغي علينا أن نرجع إليه انظر، لا أصل، هذا انتبه، هذه دولة عظيمة، قلنا له لا، أما فقط واحدة بلا عظمة، بلا مدنية، ما هو ليس كذلك، عيب، ادرس وانظر، اقرأ وانظر كيف أن هذه الدولة كانت دولة للخروج عن الزمان والمكان، تتجاوز بها هذا الزمان والمكان، فكيف تطورها أنت أيضا لأنه سامح لك بالتطوير هذا يعطيك فكرة العمارة، يعطيك فكرة التطوير، يعطيك فكرة كيف تصبح قويا، فكرة القوة لا يعطيك أكثر من هذا. وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا، يعني قبل أن نتكلم نحن
نتكلم على هيئة اجتماعية تختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، هو كل هذا أراده الله من الكلمتين هاتين. فقل لي أنت قل لي ما معناه أي ما معنى ذلك أننا نقرأ القرآن لأنه يقول هكذا قال الله فلماذا لم نكن ننتبه لذلك من قبل وإن خفتم شقاقا بينهما فابعثوا أي عندما يتخاصم اثنان مع بعضهما البعض ابعثوا لهما نعم ألست تفكر إنها قمة التفكير لست راضيا أن تفكر، تأخذ الأمور بسطحية وهذا ليس كتابا سطحيا، هذا كتاب هدى للعالمين. ما هذا التحدي؟ ما هذا؟ فأنا أنزلته منزلة بأنه هدى للعالمين، أنت لم تنزله هذه المنزلة، أنت قلت نصا ربما محمد هو الذي
ألفه وانتهى الأمر ولا داعي لإرهاق الدماغ. لا يا أخي، القضية ليست شقاق بينهما فابعثوا، هذا يتحدث عن حكاية أخرى، قصة أخرى عميقة جدا. فأين تفاصيلها؟ هيا يا سيدي تكلم، فكر، أنشئ، نفذ. لكن هكذا هو لا يريد أن نفكر ولا يريد أن نفهم ولا يريد أن نطبق، فهذا حال لا يرضي الله. وإلى لقاء آخر، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله. وبركاته