سورة النساء | حـ 638 | 35 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى من أجل أن نتدارك ما يحدث في الأسرة من احتمال الخلل قبل حدوثه: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إذا روعي في لجنة التحكيم أن تكون محايدة وأن تكون عادلة وألا يكون هناك تحيز، فإن التحيز يغشي على العدل، والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نزيل كل ما يغشي على العدل: الهوى
والتحيز والقرابة والغيظ، كل شيء يغشي على العدل، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فابعثوا حكما من أهله، وهذه الكلمة حكم من ثلاثة أحرف لكنها من ذات الجذر الذي منه الحكمة، يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، فالحكم
فيه حكمة وهو يحكم بين الناس بالعدل، إذا فلا بد أول صفة عند اختيار هذه اللجنة ينبغي أن تكون محايدة وأن يكون عضو من هنا وعضو من هناك وأن يكون من الخارج لأن فيهم بعضا وأن يكون حكيما وما شأن الحكيم؟ شأن الحكيم أنه عندما يجلس ويستمع إلى أحد الطرفين فإنه ينتظر الاستماع إلى الطرف
الآخر ولا يتعجل أما لو استمع إلى طرف ثم تأثر وأغلق نفسه فإنه يكون متحيزا غير قادر على أن يستمع للآخر، هذه ليست حكمة، وقالوا لأحد القضاة أنه لو جاءك أحدهم يمسك عينه بيده يتهم بها فلانا فلا تحكم له يا حضرة القاضي فلان فقأ عيني وعيني هاهي في يدي هاهي، لم يحكموا له حتى يروا الآخر فلعله أخذ عينيه ما يمكن ذهب ملكه في عينيه هكذا وأخذ عينيه الاثنتين وأعماه فطعن فيه فوجد في عينيه هذه أنا لست أعرف ما هو أنا
حاضر فيجب أن يعترف يقول ستعترف بماذا ما هي عيني هاهنا والناس شاهدة أنه هو الذي أخذ عيني فلننتظر فلنسمع الآخر أخذ عينك لماذا لا يمكن أن تأخذ عينيه عندما يصبح يثبت أنه لا أو أنه نعم وأنه كذا انتظر قليلا في حكمة فمن الحكمة الأناة ومن الحكمة الحلم أن يبقى الإنسان لا يغضب ولا يتسرع ولا يستعظم المشكلة بل يعالج كل الأمور بهدوء ونفس هادئة حليمة تتقبل الأمور على ما هي عليه رضا وتسليم بأمر الله وقضائه ما يقول ما هذا ما هذا أنتما الاثنان لعنة ما هذا ما الذي يحدث هذا لا
ويأتي قائما ماشيا أو يدعي هو التقوى أنه أتقى منهم يعني أو كذلك أبدا ولذلك في الأشج عبد القيس يقول خصلتان فيك يحبهما الله الحلم والأناة حاليا هكذا ولديه أناة عندما تأتي الأمور يدرسها ويسمع من الطرفين أولا يفكر ويعطي نفسه مساحة للتفكير ولا يحكم هكذا وهو جالس هكذا على البديهة بخبراته السابقة فالحلم والأناة هذه مكونات الحكم حتى يكون عادلا ولا يشوب عدله حكما من أهله وحكما من أهلها من
ضمن الأمور التي يجب أن يتصف بها الحاكم إخلاص النية إخلاص النية لأن إخلاص النية لله يضفي على الأعمال بركة يضفي على الأعمال يمنا وسعادة ما هذه البركة هذه البركة شيء من عند ربنا ولأنها نزعت من كثير من الناس فكثير من الناس غير متصورين الناس عادة الآن قاسية القلب يكافحون من الدنيا لأن يا عيني يأخذون الشيء من فم الأسد المساكين البركة
لا يعرفونها لم يروها واحد يقول لي هذا نحن كنا نحضر رطل اللحم فكان يكفي ستة أشخاص الآن نحن أصبحنا اثنين أنا وزوجتي نحضر كيلو اللحم لا يكفينا فما الذي حدث إذن المسألة ليست مسألة كمية تغيرت عندي أربعمائة غرام أم ماذا، هذه المسألة أصبحت مسألة فيها شيء غائب، البركة التي كانت في هذا مختلفة عن البركة التي في هذا، النبي عليه الصلاة والسلام يقول طعام الاثنين يكفي الثلاثة، هذه بركة، أما يقول الكافر يأكل، المؤمن
يأكل في معدة واحدة والكافر يأكل في سبعة أمعاء، ما هذا لماذا بركة فيه بركة البركة هذه كانت ظاهرة جدا لدرجة أن الناس لا ما كانوا ينكرون الغيب كان كل أهل الأرض يسمونه عهد الإيمان كل أهل الأرض مؤمنون بشيء مؤمنون بشيء ولكن لما نزعت البركة تحول الإنسان إلى شيء سموه تشيؤ الإنسان أصبح شيئا وهذا الشيء ليس فيه بركة ولذلك الذي حرم البركة أو يريد أن يحرم نفسه منها أو لا يريد أن يدخل فيها، كل ذلك يعني أنه ناتج من عدم ربط الأمور بالله سبحانه وتعالى، ولذلك
قال تعالى: "إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما"، فمن الذي يريد الإصلاح؟ الزوجان وليس الحكمان، وسنفصل الكلام تفصيلا في مرة أخرى، ورحمة الله وبركاته