سورة النساء | حـ 640 | 36 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 640 | 36 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا أسس الاجتماع البشري وما الذي يصلح به ويصلح له، يقول "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" وكأن الإيمان بالله هو أساس الاجتماع. البشر السليم وأننا إذا ما أخرجنا قضية الإيمان بالله من منظومتنا الاجتماعية عشنا في نكد ونزاع وخصام وتدهور الحال، قد
نستطيع أن نتقوى من ناحية العسكر أو القوة العسكرية وقد نستطيع أن ننظم أنفسنا في القوة الاقتصادية إلا أن الإنسان سوف يموت أمام الله وأمام الإنسان ولا يبقى منا إلا الحاقد والحاسد ويرتفع منا الحب والتسامح والوئام ولا تصبح للحياة ولا يصبح للحياة معنى إلا النكد وسوء الخاطر لأننا ليس لدينا شيء نرجع إليه وكل منا يرى المصلحة وفقا لما يحصل على المنفعة منها
فوائد قوم عند قوم مصائب ومصائب قوم عند قوم فوائد فلا يصبح هناك مركز نرجع إليه كان الأمر كذلك لانفرط الاجتماع البشري، ولذلك ينبهنا الله سبحانه وتعالى إلى أن الإيمان بالله ضرورة من ضرورات الاجتماع البشري، وهكذا توصل بعض الملحدين إلى هذه الحقيقة التي أقرها الله، والله يقررها لنا على أنها حقيقة لأن الله موجود فعلا والإيمان به متعين فعلا، ولكن الملحد توصل إليها
بعد أن أثر وجود الإله في المجتمع ووجد أيضا وجرب أثر نزع الإله من المجتمع فلهم عبارة مشهورة في هذا تقول الله ضرورة اجتماعية، من الذي يقول هذا الكلام؟ الملحدون، وإن الله أجبرهم على أن ينطقوا بالحق الحقيقي والثابت الموجود في الخارج فعلا خارج الإنسان، فإن الله ليس فكرة ولا وهما، فإن وتعالى موجود على الحقيقة حتى أن من أنكره وكفر به وألحد بأسمائه سبحانه وتعالى رأى أنه لا بد أن يرجع مرة أخرى بعد إنكاره وكفره وإلحاده إلى
وجوب الدعوة إليه، ما هذا؟ هذا ذل، هذا نعم هذا إرغام المارد، يعني الجني العاتي يعني إرغام المارد، من الذي أرغمه؟ والله هي ربنا أما نحن فإننا مطمئنون بالإيمان واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، شيء جميل هكذا في أمانة الله ونعمة من نعم الله عليك أن هداك إلى الإيمان وإلى الإسلام وجعل قلبك هكذا مطمئنا بالإيمان، وعندما تضيق عليك الأمور وتصبح تريد وكل شيء تقول يا رب ما أجملها وما أجملها يا
رب من قلبك قم لترتاح، وإلا فماذا يفعل غيرك؟ يذهب لينتحر أو يقبل الذل أو يسرف في حياته، كثير من الناس والفلاسفة الكبار فعلوا ذلك، نيتشه جن في آخر حياته، جن وهو كان يدعو إلى فلسفة القوة، يقول لك الإنسان الأعلى، الإنسان الأعلى ماذا يعني؟ يعني الرجل الذي السوبرمان الذي لا يوجد بعده كذلك سوبرمان الرجل القوي وبعد ذلك يا عيني الجنة عندما أنكر الإله مثل فوكو الذي طردوه من جامعة باريس وذهب إلى أمريكا وظل يكفر حتى انتحر نهايته كذلك
فهل كل فيلسوف انتحر وكل فيلسوف جن لا ولكن هؤلاء القمم الذين دعوا إلى شيء جديد يقتل الإنسان أمام الإنسان ويخرجه من عبادة الله مرة واحدة فعلوا ذلك لأن هذا ضد الفطرة التي خلق الله الناس عليها وضد ميراث البشرية التي آمنت بالله وضد ما أراده الله لهذا الكون ولا يكون في كونه إلا ما أراد واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا يعني الإشراك هنا يمكن أن يكون صنما ووثنا لا،
هواك لا تشرك به، هواك خوفك من غيره سبحانه وتعالى لا تشرك به، خوفك من غيره اجعلك حرا. إذن فعبادة الله تجعلك إنسانا حرا، بعض الناس يفهمون أن عبادة الله تجعلك عبدا ذليلا، عبدا ذليلا لرب العالمين، أنت لست منتبها وما لم يقدر الله حق قدره عبدا ذليلا لمن أحب، هذا أنا أحبه ولكن لست عبدا ذليلا لا لنفسي ولا لشهواتي ولا للآخرين. من هم هؤلاء الآخرون؟ من هم الآخرون؟ هؤلاء الآخرون أناس كثيرون: أسرتي وأمتي ودولتي وقومي وجيراني، كل الناس
والعالم كله الآخر غيري يعني. "واعبدوا الله ولا تشركوا به أي شيء لأن الشيء يطلق على كل شيء على كل شيء وبالوالدين إحسانا أمنا والإيمان محله القلب والإيمان تصديق فما الوجه الذي هو للتصديق من العمل كل حقيقة إيمانية لها في مقابلها حقيقة عملية واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا إيمان العمل فما هو وبالوالدين إحسانا والذي لقاء آخر شيء نستودعكم
الله والسلام عليكم ورحمة الله