سورة النساء | حـ 644 | 365 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل" بعد ما انتهى. من الأسرة والعائلة والأسرة البديلة وبعدما انتهى من رعاية الأسرة الضعيفة لتقويتها وبعدما وصل بين أطراف المجتمع الداخلي على المستويات المختلفة مثل القريب والجار ومثل القريب والجار الجنوبي والصديق الذي بجانبه
انتقل إلى من يرد إلينا من الخارج في المجتمع وهو ابن السبيل إذن فالقضية ليست قضية تعصب ديني ليست قضية تعصب عرقي لأن ابن السبيل مطلق قد يكون مؤمنا وقد يكون كافرا، قد يكون من جنسنا ومن وطننا وقد يكون من خارج الأوطان، قد يكون يتكلم لغتنا وقد لا يكون كذلك فأطلق، وإذا أطلق عمم ابن السبيل قال وابن السبيل
إذا فهي قضية إنسانية فالله سبحانه وتعالى في الاجتماع البشري علم المسلمين كيف يكونون إنساناً وهذا هو الذي حصلَ عبرَ التاريخ، لم يفتحوا محاكم للتفتيش، لم يكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام، ولم يبيدوا شعوبا، ولم يوزعوا عليهم بطاطين السم، ولم يسموا الأنهار كما فعل آخرون بالعالم، بل هؤلاء عبدوا الله فأحسنوا العبادة وعرفوا أن ذلك الإنسان كما علمهم الله أنه بنيان الرب فاحترموه
وتركوه حرا طليقا يمارس ما اعتقده وإلى يومنا هذا، أي أن هناك أشياء دليلها معها، فما الدليل على أن المسلمين تركوا الناس؟ إننا ما زلنا موجودين ومعنا أديان أخرى في محور المسلمين، ليس فقط أهل الكتاب من اليهود والنصارى، بل هناك مجوس وهناك هندوس هذا موجود في البوذية، وهذا موجود في الشنتو، وهذا كله موجود في محور المسلمين إلى يومنا هذا. فالقضية ليست قضية أننا تعصبنا ضد أحد، بل هي قضية أننا قد فهمنا الإنسان كما أراده
الله. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها. نعم إذن نحن نبين ونوضح ونبلغ ولا نخاف في الله لومة لائم وفي الوقت نفسه نترك الناس على حريتها "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" وابن السبيل يعني أنني أمرت أن أراعي ابن السبيل نعم هذا حتى لو كان مشركا "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام ثم أبلغه مأمنه" يعني اشتر له التذاكر وأوصله إلى بلده، هل يوجد أحد يفعل هذا في جهاز الهجرة في العالم كله؟ إنهم
يحتجزونه في المطار حتى يأتي له صاحب وما يريدون أن يدفعوا له، هذا "ثم أبلغه مأمنه" مأمنه لعله كان مسلماً لا مشركاً وعابد أوثان هذا هو المتهم والمفترى "وابن السبيل" كلمة واحدة، إنما اجلس الآن وتدبر في الكلمة كيف ستنفذها، لأن هذا ليس كلام الناس، هذا كلام رب العالمين، هذا ليس كلمة كتبها أحد في مكان هنا أو هناك في كتاب أو في مقال أو في قصيدة شعر، لا، هذا كلام رب العالمين ولذلك تجلس أمام الكلمة وابن السبيل وتتخيل "ابن السبيل" كيف ابن السبيل
ماذا أفعل في ابن السبيل حسنا أنا أنشئ مؤسسة كيف لرعاية ابن السبيل أضع نظما كيف حتى أنفذ هذه الآية هذا هو التفكير الذي يريده الله منا نحن نفكر ونحتال لتطبيق الشريعة عندما يقول لك تطبيق الشريعة ليس أن أمسك وأقطع يد السارق وأجلد، لا ليس كذلك، هذا أمر بسيط جدا، هذا في ظل الشريعة هو أن تنشئ مؤسسة لترعى ابن السبيل الذي لم يرعه أحد حتى الآن، تنشئ مؤسسة لتقضي على أطفال الشوارع الذين يسمونهم المشردين، المشردون يعني لا يوجد لهم بيت تنشئ مؤسسة لكي ترعى الأيتام تنشئ مؤسسة "وما ملكت أيمانكم"
نقطة الضعف البشرية في النظام البشري الذي نزل فيه القرآن ما ملكت أيمانكم فضيق الله من مصادر ملك اليمين وألغى كثيرا منها وحرمها وفتح الباب وانظر إلى تَشَوف الشرع للعتق إلى أن مَنَّ الله علينا أن وافقنا جميعا على الرق فألغي الرق وباركنا هذا وما ملكت أيمانكم نوديها أين نحن نريد أن نعيد الرق مرة أخرى حتى تكون هذه الآية هو ليس كذلك ليس كذلك لا هذا في أشياء نعالجها لأنها موجودة فإن اختفت فمع السلامة ما نحن نريدها
ف "وما ملكت أيمانكم" انتهت ما ملكت أيمانكم الحمد لله أنها هذا نحن جالسون في الكتب الفقهية كلها نقول هكذا والشرع يتطلع إلى العتق والشرع ولدينا أحكام غريبة عجيبة للرق لأن الشرع يتطلع إلى العتق وعكسنا الأمور والأحكام لأن الشرع يتطلع إلى العتق فلماذا هكذا تفعل به هكذا لماذا هنا ووضعناها آخر باب العتق وضعناها في عبر التاريخ الإسلامي آخر باب لماذا آخر باب حتى نحذفه عندما يلغى نحذفه عندما يلغى ألغي ذهب المحل الحمد لله أنه ذهب المحل وهكذا "إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً" الثقة
الزائدة هذه في النفس والتكبر الذي لا طعم له ولا معنى ولا يدخل الجنة متكبر ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل الجنة كل جبار عنيد متكبر مختال فخور، وكان عدم الرعاية الاجتماعية والخلل في الإيمان بالله يؤدي إلى الكبر وهذا ما نراه في كثير من الحضارات البائدة والباقية نرى فيهم كبرا وتكبرا لا نعرف من أين يأتي لا نعرف لأنه لا يقوم بعمل هذا أو هكذا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته