سورة النساء | حـ 646 | 39-40 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 646 | 39-40 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى ويرشد الخلق إلى دين الحق وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله يعني ماذا سيحدث شيء جميل كله الإيمان بالله يطمئن النفس ويهدئ البال ويجد الإنسان لنفسه مرجعا يرجع إليه ويدعو يا رب فيخفف عنه الهم ويسعده من
شقائه ويفعل معه الخير كله وإيمان باليوم الآخر يجعل للحياة معنى أي تتصور أن الحياة هذه ليس فيها إله وليس فيها يوم آخر كما قال بعض مشايخنا تصبح مصيبة كبيرة والله ماذا سنفعل بها هذه ما دام لا يوجد رب ولا يوم آخر هذا نكد ما هذا التخيل هذا تخيل أسود طريق مسدود فما غرض هذه الحياة وما نحن نفعل هنا ولماذا هذا النكد وهذا الألم والمرض والشقاء والصدام والنزاع هذا
لا توجد قضية بعد ولا لحلها معنى ولا طعن، ولذلك كثير ممن اعتنق الإلحاد الأسود ولم يؤمن باليوم الآخر إما أن يصاب بالاكتئاب وإما أن يصاب بالانتحار، ولذلك جاء السؤال: ماذا سيحدث لك من أصناف البلاء والشقاء لو أنك آمنت بالله واليوم الآخر؟ الإجابة: لا شيء، بل إننا سنسعد. وماذا عليهم؟ آه، سؤال مهم هذا لو آمنوا. بالله واليوم الآخر، فإذا آمنا بالله واليوم الآخر فماذا سنفعل؟
سنلتزم، نعم، إذن هم يهربون من الإيمان بالله واليوم الآخر بسبب الالتزام، وليس لأن الحق أنه لا يوجد إله ولا يوجد يوم آخر، كلا، فالحق أن هناك إلها وهناك يوم آخر، ولكن المسألة أنك ستلتزم، وقيل هي نقصكم في الالتزام يعني وسيتعبكم الإنفاق يعني كان معكم مائة جنيه أنفقتم في سبيل الله عشرة فيبقى نقص وأصبحت المائة تسعين فيذكركم ومن الذي أعطاكم المائة إن شاء الله هو الله فلما رددتم له عشرة لكي يدخلكم بها الجنة أعطيتم من عندكم أم أعطيتم مما رزقكم الله أعطيتم مما رزقك الله وماذا فعلت
بهذا؟ أصبحت إنسانا أنفقت في سبيل الله فأعنت أخاك فشعرت بأنك بني آدم تحس وتشعر بشعور الآخرين وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما يعني هذا ليس رغما عنك من إنفاقك وليس من جيبك هذا مما رزقك الله إلا أنه بالإضافة إلى ما حققته من إنسانية وشعور طيب وشعور بالآخرين في الدنيا لك أجر عند الله عندما تتبع هذا فتخلص النية لله وإخلاص النية لله معناه ما هو أنه أولا إنك آمنت به
وإخلاص النية لله معناه ما هو إنك رجوت ثوابه وصدقت وعده أربعون خصلة أعلاها من عمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها أدخله الله بها الجنة، فإذا كنت تصدق أن فيها أجرا وترجو ثواب الله فيها وترجو أن يلقاك الله سبحانه وتعالى، فهناك من يشير لك إلى كل هذا ويقول لك إن ربنا سبحانه وتعالى عليم بك وعليم بنيتك وعليم بما أنفقت ولو حرصت على أن لا تعلم يدك اليسرى ما أنفقت يدك اليمنى ورجل أنفق نفقة في سبيل
الله فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه لكن من الذي يعلم الله ومن هنا جاء وكان الله بهم عليما بهم بالذي دفعك وبنيتك وبمدى إيمانك وبمدى تعلقك بالثواب والأجر وإلى آخره فيبقى العلم هنا ما جاء إذن؟ كله ليس ببنيتك فقط ولا بإيمانك فقط ولا كذا إلى آخره، فما معنى أنه سيعطيني قدر ما أنفقته؟ ما هو كان الإنسان أكثر شيء جدلا ويأخذ ويعطي هكذا وما هو ليس يسارع إلى مغفرة من ربه، لا ولكن بعض
الناس يعني فقال إن الله لا يظلم مثقال ذرة يعني هذا وأنت تقرأ تتخيل الإنسان الذي هو أنت يعني الذي موجه إليه هذا الكلام هذا واحد ربنا يقول له آمن بي وباليوم الآخر وأنفق مما رزقتك لأن أنا عالم بكل شيء عنك فيقوم يخطر في بال واحد كذلك يقول يعني سيعطيني كم لا يوجد ما فائدة الجدل وكم سيعطيني؟ فقال له إن الله لا يظلم مثقال ذرة، والذرة كما قلنا من قبل إما أن تكون هي النملة وإما أن تكون هي الغبار الذي يظهر في شعاع الشمس أي شيء بسيط جدا وإن تك حسنة يضاعفها
لكي يهدئ بالك ويؤت من لدنه أجرا عظيما بعد المضاعفة، أي اخجلي الآن وأنفقي، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته