سورة النساء | حـ 647 | 40-41 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء، والله سبحانه وتعالى يأمرنا ويدفعنا دفعا إلى الإنفاق في سبيله، والإنفاق هو أساس التجمع البشري والذي به قوام المجتمع، والله سبحانه وتعالى يعرض علينا مساومة من خلال صفاته. جل جلاله فيقول إن الله لا يظلم مثقال ذرة، مثقال ثقل الشيء، ولذلك كانوا يسمون الدينار مثقالا، الدينار هذا
وزنه كم؟ أربعة غرامات وربع بالغرامات التي نستخدمها الآن، سموه مثقالا، لكن كلمة مثقال في اللغة تطلق على كل ذي ثقل، فالدينار أربعة غرامات وربع، فما مثقال الذرة إذن ماذا قالوا؟ لا، تحضر لأن هذه الذرة هي الغبار الذي يظهر في شعاع الشمس، نجمع كم واحدة لكي تصنع جراما أو عشرة جرامات؟ حسنا، أم أي شيء؟ تجمع ملايين حتى تصنع عشرة جرامات، حسنا لا، لم تعد ملايين لتحضر عشرة جرامات، لا
هذا هو نفس الذرة لن يضيعها عليك، ما هذا الكرم، هذا كرم لا يكون ولا يتصور إلا من خالق الأكوان مالك الملك سبحانه وتعالى، أعداد لا نهاية لها. فكم ذرة في الجرام؟ ملايين الملايين. فإذا كان سيحاسبني بالذرة فماذا سيكتب علي؟ لقد دفعت للمسكين جنيها. هذا الجنيه شيء عظيم جدا بالنسبة لذرة، هذه الذرة تعني الملايين من ملايين الملايين، وبعد ذلك أجد أن لدي أنني تصدقت بشيء، جنيه
مضروب في ملايين الملايين فسيعطيني كم إذن، شيء كهذا ملايين الملايين التي تجعل مثقال الذرة يقع مقابل وزن الجنيه، حسنا يكفي هذا، لقد غرقت يا رجل، انظر إلى هذا الأمر، هذا هو الثواب، كيف هذا؟ هذا ثواب كبير جدا، وإن هذا حسنة. هذا الجنيه، حسنا، الجنيه أعطيته للفقير بالأدب، أعطيته للفقير بالحب، أعطيته للفقير بالرحمة، أعطيته للفقير وأنا أتمنى أن يحل أزمته ووقفت معه في كربته. ما هذا؟ هذا كلام حسن جدا. هذا شيء جميل وإن
تكن حسناتك يضاعفها ملايين الملايين من الملايين فماذا ستفعل؟ نضربها في مثلها يضاعفها فنضربها في مثلها مليون في مليون ومليون في مليون ومليون هذا أمامه ستة أصفار في مليون آخر أمامه ستة أصفار فيصبح لدينا اثنا عشر صفرا كيف ينطق هؤلاء؟ وهكذا، فماذا بعد ذلك؟ كل هذا على جنين، يكفي هذا، بل هذا أكثر من ذلك، ويؤتي من لدنه أجرا عظيما أجرا عظيما. كيف قال له كل فرقة كالطود العظيم،
ما هذا العظيم؟ قال لك عندما تنظر يمينك هكذا لا تجد آخره، تنظر شمالك هكذا لا تجد آخره، تنظر فوق هكذا لا تجد آخره، فأنت شيء لكن لا تعرف كيف تأتي بآخره من يمينك وشمالك وفوقك وهكذا، فما هذا؟ هذا إضافة على ملايين الملايين، فهذا كلام إذن، هل يوجد أحد يعرف كيف يعطي هكذا؟ ربنا والله ما أحد يعرف كيف يعطي هكذا إلا الله، حين يجلس الإنسان ليفكر يبكي ويقول الله إذن أنا بعد ذلك أعصيك بعد ذلك أبخل ويحدث للإنسان ماذا يعني هكذا جاذب هكذا جذب يقول
الله طيب أنا أعمل أنا ماذا الآن بعد ذلك أنا أسكت أم أخرج من ثيابي أنا أم أخرج من أموالي وأعطيها كلها للفقراء أم أعمل ماذا فقال لي لا تخرج وإلا أعمل ماذا قلنا؟ انتهى الأمر، فأنا منذ أن جلست أفكر انجذبت، حدث لي انجذاب هكذا، هو يريد أن يهدينا لكي نعود فنعبد ربنا ونعمر الدنيا ونزكي النفس ونهتدي، كيف؟ قال لنا: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"، يعني
وضع لنا سقفا عاليا خاصا بنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مثالنا، رسول الله هو قدوتنا، رسول الله هو شاهدنا، سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، أنظر ماذا فعل وأفعل مثله، وإذا نهاني عن شيء فهكذا، فإن زدت على ذلك فلا يجوز، لا يجوز أن أزيد، فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، هذه الأمة كل أمة سابقة أو لاحقة على المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو شهيد على العالمين إلى يوم الدين فنحن هكذا هل يوجد
واحد منا ينفع أفضل واحد فينا هذا هو الشهيد الخاص بنا لماذا لأنه سيأتي يوم القيامة يقول لي الله ألست في نفس العصر وفي نفس البلد وفي نفس الحكاية وهذا ينفق وأنت لا تنفق فيكون هذا شهيدا عليك ومن الذي يشهد عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته