سورة النساء | حـ 648 | 42-43 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 648 | 42-43 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى "يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا". يتحدث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، ويقول العلماء أنه عندما نرى كلمة إذن يومئذ فالتنوين هنا عوض عن كلمة أو عن جملة سموه تنوين العوض في عوض عن حرف غواش وجوار يعني غواشي وجواري
وبعد ذلك حذفت الياء ووضع مكانها تنوين وبعد ذلك يكون عوضا عن كلمة داينت أروى والديون تقضى فمطلت بعضا وأدت بعضا يعني بعض الديون أي أن بعض الديون تبقى هنا حذفنا الديون ووضعنا ماذا تنوينا مكانها أو قد تكون لجملة حينئذ يومئذ ويومئذ تبقى يومئذ وتنظر إلى الجملة التي قبلها لكي تستخرج منها ويقول لك تتصيد منها تتصيد منها أي تصطادها هكذا وتخرج منها هكذا وتستثمر منها
تستخرج منها جملة تكون قد حذفت يوم إذ جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، يود الذين كفروا وعصوا الرسول أن تسوى بهم الأرض، يومئذ تحذف التنوين وتضع مكانه الجملة السابقة أو المتصيدة متصيدة عن التي قد إصطدتها أي أو المستثمرة التي استثمرتها واستخرجتها من الجملة السابقة، يومئذ أي يومئذ جئنا من كل أمة وجئنا بك على هؤلاء شهيدا في هذا اليوم الذي وصفته هكذا يود الذين كفروا وعصوا
الرسول أن يكون هنا كفروا بالله فلما كفروا بالله حدث ماذا لم يستجيبوا للرسل وهو إذا كان لا يوجد ربنا فلا يوجد رسول لأن الرسول جاء يقول لنا ماذا أنا من عند الله قالوا كيف هذا وما من إله أصلا فمن أين لك هذا أنت كاذب إذن فخالفوا عندما كفر بالله ليس فقط لم يصدق الرسول بل لما كفر بالله كذبه وعمل ضده أنت تقول له اذهب يمينا قال له اذهب شمالا أنت كاذب يود الذين كفروا وعصوا
الرسول طيب فهو كفر وعصى الرسول فماذا فعل؟ مصيبة في عقيدته ومصيبة في سلوكه. أولا: قلبه فاسد وعقيدته فاسدة في عبادة الله لا شيء فيها. ثانيا: تصرفاته فاسدة هي الأخرى، فلا توجد عمارة للأرض ولا تزكية للنفس، لا شيء. إذن أغراض الخلق ذهبت، فماذا معه؟ لا شيء. هذا مفلس لا عبادة ولا عمارة ولا تزكية وواقف الله إذا أنا الآن سيفتح معه تحقيق وسيقولون
لي عن الثلاثة أشياء عبدت ربك أقول لا عمرت كونك أقول له لا زكيت نفسك ما هذا هل سيظل يسألني (يا أرض انشقي وابلعيني) إذا يتمنى أن يختفي يتمنى ألا يكون موجودا منتصبا هكذا على قدميه ما هو من شأن الإنسان أن يكون واقفا هكذا منتصبا على قدميه هكذا فلا يريد لا يريد أن يكون هكذا لأنه لا يعرف كيف يواجه انتهى أفلس ليس معه شيء يواجه به الموقف يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم
الأرض تسوى يبقى سواء فيصبح هو والأرض سواء ودخل داخل الأرض بالتساوي هكذا لا يكتشفه أحد والله ضرب لنا مثلا الحرباء تتلون بلون الأرض في صخرة خضراء هكذا فتتحول خضراء في صخر أحمر تتحول حمراء لكي تصبح هي والأرض ماذا واحدة سواء والأولاد المجرمون أخذوا هذه المعلومة تسوي بهم الأرض لأنه تسوى بهم الأرض يعني أنهم اختفوا، فتجد الولد يخلع ويغطس نفسه في الزيت ويمرغ نفسه في التراب الخاص بالبيئة التي هو فيها ويلتصق بصخرة أو شيء، فتحاول البحث عنه فلا تجده، لأنه أصبح ماذا؟ سويت به الأرض يعني أنه ليس
ظاهرا وليس باديا، فكلمة لو تستوي بهم الأرض يعني يا أرض انشقي وأبتلعيني يعني أخفيني إخفاء وهذا معناه هروب من الموقف لقلة الحيلة ولا يكتمون الله حديثا لن يستطيعوا أن يكتموا رب العالمين حديثا لأنه لو كتموا فستشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يصنعون يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون، فأمر
الله سبحانه وتعالى بحفظ العقل وهو من المقاصد الخمسة العليا التي جاءت بها كل الشرائع: حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ الدين، حفظ العرض الذي نسميه في أدبيات العصر بكرامة الإنسان، حفظ المال أو الملك. حفظ الخمسة على مستويات مختلفة، ولذلك أمرنا بألا نشرب أو نتناول أو نأخذ كل ما يذهب بالعقل، يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى، في هذه الآية لم يبح الله سبحانه وتعالى السكر خارج أوقات الصلاة، بل إنه
حرمه في أوقات الصلاة، حتى قال بعضهم إن الله حرم الخمر ابتداء ومن الشرائع الأولى، إلا أنه أخذ في التحريم بالتدريج لا أنه نسخ، التدريج نسخ التحريم، يعني هو لم يبيحها وبعد ذلك نسخها، لا، هو حرمها من البداية ولكن أخذهم بالتدريج وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله