سورة النساء | حـ 656 | 44 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا يعني إن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا يبقى إذا هدف التيمم هو التخفيف من التكليف ومن هنا كان جديرا أن يذكرنا الله سبحانه وتعالى بالعفو والغفران إن الله
كان عفوا عفو صيغة مبالغة يعني كثير العفو وكان غفورا لأنه كان في صور كثيرة متصورة عند فقد الماء منها أن يلزمنا بوجوده طيب وبعد ذلك فماذا نعمل يقلل المشقة والحرج ومنها ألا يراكم علينا الصلاة حتى نجد الماء لكن هذا لو فقدنا الماء كما قال رسول الله عشر سنين ولم نجد إلا الصعيد الطيب وتيممنا فصلينا لا نعيد الصلاة انتهى لأنه هكذا من عفو ربنا ومن لطيف شرعه يقول
ربنا سبحانه وتعالى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل، فعندما يأتي قلنا أرأيت، ألم تر معناها أخبرني معناها هكذا، ألم تر هذا التركيب هو هكذا ألم تشاهد بعينيك، لا قل لي أنت إذن بهذا الشكل، قل لي أنت إذن ها أنت حاضر وقل
لي أنت إذن عن هؤلاء الناس فقط ما هذا؟ ألم تر ألم تر هذا تعبير بعضه هكذا معناه أخبرني أرأيت الذي يكذب بالدين هذا هو لا يسأله لا يقول له يعني هل رأيت أم لم تره لو كان هل رأيت أم لم تره لكان يقول له لا والله يا ربي لم أره لم أر لا هذا هو يأمره أن يخبره بهذا أرأيت الذي يكذب بالدين أرأيت هذا قل لي ما رأيك أنت ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب حسنا وعندما أقول لك أنت هكذا حسنا ها أنت حاضر معنا وقل لي في هذه الحكاية ما معناها أنني أدفعك ضد هذا النوع
هذا أجيئك معي ضده، قل لي أنت إذن ماذا نفعل في هؤلاء الناس؟ الله، هذا قل لي أنت إذن يعني كأنه ماذا مسلمة، كأنك أنت معي يعني في مركب واحد، في فريق واحد ضده، استهجان لهذا الفعل، من هؤلاء الذين أوتوا نصيبا من الكتاب؟ الثقافة السائدة عندنا الآن أنه أول ما يقول لي كذلك الذين أوتوا نصيبا من الكتاب قوم مخنا يذهب لغير المسلمين أوتوا نصيبا من الكتاب فماذا يكون إذن الذين أوتوا الكتب من قبلنا يعني الله طيب ونحن
ألم نؤت كتابا أهكذا نحن مساكين هكذا طيب ربنا ينعى على من يؤتى كتابا أن يؤمن ببعضه وأن يكفر ببعضه أن يأخذ شيئا وأن يترك شيئا أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فيبقى إذن هذا يأمرنا نحن أيضا هكذا على حد ماذا أترى القذاة في عين أخيك وتترك جذع النخلة في عينك وعلى حد ابدأ بنفسك ثم بمن تعول أنت تذهب بيد لماذا لا تبدأ بنفسك فأول ما نسمع الكتاب ينبغي إن علينا أن
نبدأ بأنفسنا قبل أن نرى العيوب التي وقع فيها أصحاب الملل الأخرى وأتباع الأنبياء والسابقون في الأمم السابقة، فلننظر إلى أنفسنا لعلنا نكون كذلك، ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب، كان ينبغي ماذا عندما تؤتى نصيبا من الكتاب، فما معنى هذا النصيب؟ أي جانب، إما أن تعرف بعض الكتاب وإما أن تعرف جانبا من جوانب الكتاب، تجد واحدا حفظ القرآن، تجد واحدا تعلم القرآن، تجد واحدا لديه عربية فيفهم القرآن، وكل هذا أوتي نصيبا من الكتاب "ألم تر إلى الذين
أوتوا نصيبا من الكتاب"، فأنا عندما أكون عربيا واستمع إلى الكتاب وافهمه، فما أخذت نصيبا منه هكذا غير الذي لا يفهمونه لأن لغته ليست عربية، فهذا يستمع إلى الكتاب ويخشع وربما يبكي، وهناك أناس كثيرون هكذا، ومن خصائص القرآن أنه إذا قرأه غير العربي بكى، ومن خصائص الكتاب أنه يحفظه الكبير والصغير، ومن خصائص الكتاب أنه يحفظه العربي وغير العربي حتى ولو لم يعلم معناه وليس هناك كتاب في البشرية أبدا كهذه الهيئة من خصائص الكتاب أن أمما كثيرة في
أعصار متتالية في أماكن كثيرة ملأوا الأرض حفظوه كله عن ظهر قلب هذا الفيديو عند إخواننا الهنود مقسمونها وكل عائلة تحفظ قسما ولكن لا يوجد أحد يحفظها كل ذلك لم يحدث وإنما العلة الفلانية تبقى حافظة ما هو القسم الأول والعلة الفلانية تبقى موروثة فيها كذلك هو القسم الثاني وهكذا وإنما أحد حفظ كله لا ما يوجد إلا القرآن هذا هو والغريب العجيب في حكاية نصيبا من الكتاب هذه شيء غريب جدا أناس يترجمون معاني القرآن إلى ترجم إلى مائة
واثنتين وثلاثين لغة، وترجم إلى اللغة الإنجليزية مائتين وستة وسبعين مرة، لم يحفظ أحد يا أخي الأشياء المترجمة أبدا، لم يحفظ أحد القرآن بالفرنسية وتجده يا أخي حافظا للقرآن نفسه بالعربية وهو مترجم، هو الذي ترجمه وحفظه ولا يستطيع أن يحفظ ما قاله بالفرنسية، فماذا بعد ذلك؟ سنقول ماذا إذن هذا كتاب معجز يا عم من عند الله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته