سورة النساء | حـ 657 | 45 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ونحن نقول إن الذي يؤتى نصيبا من الكتاب قد يكون في الأمم السابقة يريد الله أن يلفتنا إليهم حتى نأخذ منهم التجربة التاريخية فلنسير سيرهم الذي خالفوا فيه ربهم وقد يكون المعنى بهم نحن لأننا أيضا من الذين أوتوا الكتاب وحينئذ فينبغي علينا ألا نقع فيما حذرنا الله به منه
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب من الكتاب وليس كل الكتاب يشترون الضلالة إذن تحذير: تمهل واحرص على أن تشتري الخير ولا تشتري الضلالة أبدا، فالضلالة تجلب الغواية والضلالة تجلب النقص والضلالة تؤدي إلى المعصية وتؤدي إلى الهلاك. شاع في عصرنا هذا صنف يشتري الضلالة يشتريها شراء، أي يسافر إلى البلاد من
أجل أن يشتري الضلالة، ويريدون أن تضلوا السبيل، وهو لا يشتري الضلالة يبقى وحده يريد أن يكون أيضا كل الناس ضالين ومن هنا فإن الفساد يستشري بفعل المفسد لماذا يقول لك قاوم الفساد أمر بالمعروف انه عن المنكر لأنه عندما نترك الفاسد لا يفسد وحده لا يفسد في مكانه هكذا فحسب بل يريد أن يكون كل الناس فاسدين أليس كذلك يهدى لن
يسكت، فإذا رآك غير مفسد وتركته في حاله لن يتركك في حالك، ويقول يا رب تب علي واجعلني مثل الرجل الطيب هذا. أبدا، بل يسعى وراءك بالإغواء، ولذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى من أولئك خاصة بعدما تنبهوا وآمنوا والتفتوا إلى الكتاب. ماذا نقول في الفاتحة؟ غير المغضوب عليهم ولا الضالين، الضالون هؤلاء لا يعرفون شيئا البتة، لكن المغضوب عليهم عرفوا الذي أوتي نصيبا من الكتاب، آتاه الله نصيبا من الكتاب واشترى الضلالة،
فيكون عن قصد وعمد وأراد أن يضل الآخرين، هذا السبيل عكس الذي في الفاتحة تماما، هناك نقول اهدنا الصراط المستقيم اهدني ولا اهدنا الصراط المستقيم وقال اهدنا لماذا نعم ما هو لازم جميعنا أن نهتدي لأن أنا أحب الخير للآخرين وقالوا فيها إشارة إلى صلاة الجماعة ما أنت وأنت في الصلاة تقول ماذا اهدني فما يكون أنت تصلي وحدك لا هذا أنت تقول اهدنا لأنك إما أن تكون إماما أو أما أن تكون مع إخوانك في الجماعة ففيها إشارة إلى صلاة الجماعة،
اهدنا هذا تقصد نفسك وأولادك وأحفادك الذين لم يأتوا بعد، اهدنا تقصد نفسك والذين موجودون معك في الصلاة والناس الذين غائبون عنك، يقول لك اللهم ارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، ما هذا؟ هذا شعور بالانتماء إلى الأمة، اهدنا إن المفسد يريد أن يشيع الفساد فإن المسلم يريد أن يشيع الصلاح اهدنا بهذا الجمع الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم يبقى فينا من عند الله لكن من الذي أنعم عليهم هؤلاء ما قال النبيون والشهداء والصالحون
والصديقون والمؤمنون والطيبون هم هؤلاء الذين أنعم الله عليهم إنما انظر إلى البلاغة، اتركها نسقا مفتوحا هكذا، غير المغضوب عليهم الذين هم هذا الصنف الذي يحذرك منه، عرف واشترى عن قصد الضلالة وأراد الإضلال وأن يضلوا السبيل، ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل، والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا. الله يقول لكم من عدوكم ومن صديقكم، الذي يدعو لكم ويقول
لكم اهدنا الصراط المستقيم، صديقكم الذي يتمنى لكم الهداية، ومن عدوكم؟ عدوكم الذي يشتري الضلالة بعد أن تبين له السبيل وبعد أن عرف أن هناك إلها قادرا حكيما خلق وأنزل الكتاب، وبعد أن سمع هذا الكتاب اشترى الضلالة. ويريد أن نضل السبيل والله أعلم بأعدائكم نعم الله سبحانه وتعالى أعلم والله أعلم افتقدناها الآن كل واحد يتكبر هكذا ويقول لا هذا أنا أعلم والله أعلم انظر هي عبارة هي ألسنا سنكمل والله أعلم بأعدائك لا سنقول والله أعلم
فقط هكذا ووقعنا آه ما هو الله أعلم وهي كلمة تميزت بها الحضارة الإسلامية ومن ورائها حكمة ورؤية ومعنى كيف أن الإنسان يعيش في هذه الأكوان وهو دائما يبحث عن الحق والحقيقة ثم يقول دائما والله أعلم ونبدأ بها في درسنا القادم فلسفة والله أعلم وكيف افتقدناها فافتقدنا معها خيرا كثيرا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته