سورة النساء | حـ 659 | 46 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا الاستفادة مما حدث في التاريخ لصالح المستقبل، يعلمنا قراءة التاريخ قراءة واعية دارسة تضع أيدينا على العلل والأسباب، تضع أيدينا على النتائج. تضع أيدينا على العلاقات، تضع أيدينا على العوالم المختلفة والأصناف المختلفة، تعلمنا بذلك التفكير المستقيم، فيقول ربنا سبحانه وتعالى
وهو يعلمنا الإنصاف من الذين هادوا يعني بعضهم، لأن كلمة من تعني مما تعني التبعيض من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه، يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب يكون هذا تحريفا للنص، نص يتحدث عن نبي الإسلام فتتحول كلمة الإسلام هذه إلى سلام وبعد ذلك إلى شيء آخر وبعد ذلك إما أن ينقص أو يزيد أو يحدث
شيء من هذا القبيل فيحرفونه. التحريف له أنواع كثيرة: التقديم والتأخير والحذف والإضافة والتلاوة على غير وجهها، ولذلك كان المسلمون حريصون ألا يقعوا في أي شيء من هذه الأشياء لا في زيادة ولا في نقصان ولا في تقديم ولا في تأخير إلا إذا كان متواترا من فم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضبط القرآن على عشرة أوجه يسمونها القراءات العشر واهتم كل إمام بقراءته حتى في التلاوة فوصل إلينا القرآن غضا طريا منضبطا حتى
في الأداء وكان الشيخ عامر بن عثمان شيخ المقارئ المصرية رضي الله تعالى عنه وأرضاه رأى الناس قد ابتعدوا عن التجويد تجويد القرآن حتى أن المشايخ بعض المشايخ بل بعض كبار المشايخ كان لا يجود يقرأ القرآن هكذا هو يحفظه ويقرؤه لكن من غير تجويد وجلس الشيخ عامر في تواضع نادر لا يكون إلا من أولياء الله ومن أهل الله، كان يسكن في السيدة في شقة متواضعة غاية في التواضع، وهو لمن عرفه كان ينبغي أن يكون من رجالات مصر
الذين تكتب عنهم المؤلفات، لأنه كان أعلم من على وجه الأرض بالقراءات وبعلوم القرآن، أعلم من على وجه الأرض، جاء الشيخ عامر إليه واحد من دارسي اللسانيات فقال له: إن لدينا في اللسانيات شيئا يسمى الاسترس فما هذا الضغط؟ هذا الضغط يعني يترجمونه بالعربية أيضا في علم اللسانيات باسم النبر، فما هذا؟ والشيخ عالم في القراءات، فالنبر هذا النبر هذا يعني الهمزة النبي والنبيء النبيون والنبيئون نبر ماذا قال
له يعني ضغط الإسترس بالإنجليزية يعني الضغط الخاص بالفم على الكلمة قال له آه أنت تقصد التخليص تقصد التخليص قال له التخليص هذا ماذا إذن قال له التخليص هذا هو عندنا في القراءة معناه الضغط على أين من الحرف حتى يخرج الكلام صحيح أو الأداء صحيح وليس الكلام فقط، مثل ماذا؟ قال له مثلا "أفل أفل" هل تسمع شيئين مختلفين؟ نعم نسمع شيئين مختلفين "أفل أفل أفل" إذن
من الأفول، شيء كان ظاهرا واختفى. أ ف ل انظر كيف خلص بعضها من بعض، ولذلك سماه ماذا؟ التخليص، خلص الهمزة من الفاء، خلص الفاء من لا ما منعهم من أن يدخلوا في بعضهم البعض لأنه عندما يدخلون في بعضهم البعض يتعبونك عندما تدخل فقرات ظهرك في بعضها البعض فيقوم الطبيب بعلاجك ويجري لك عملية وتؤلمك هذه الفقرات أفل هذا يغير المعنى يعظكم يعظكم أنت تسمع شيئا مختلفا قال نعم يعظكم يعظكم إخواننا
الشاميون يقولونها هكذا يعظكم في القراءة يقول لك لا هي يعظكم ما الخلاف بينهم في الحروف لا شيء في الشكل لا شيء إذن أين الخلاف إنك أعطيت مساحة لكل حرف يعظكم يعظكم يعظكم قد خطفتها هكذا فسقى لهما فسقى لهما هذا معنى قبيح جدا فعندما تقول يعظكم يراجعك ويقول لك لا قل يعظكم وليس يعظكم ماذا أقول إذن يعيظكم إنها نفس الشئ لا ليست هي هذا الصوت مختلف الفاء هي من أصل الكلمة فسقى لهما فسقى لهما أم هي
فسقى من السقاية هي من السقاية يبقى إذن ليست من الفسق إذن تقول هكذا فسقى لهما وليس فسقى لهما وهكذا وكان أحيانا ماذا يقول لك من جاور السعيد يسعد كيف من جاور السعيد يسعد ماذا يعني يا مولانا يقول لك يعني عندما يكون جيراننا كانوا قديما يعني يطبخون فيأتون بالطبيخ لنا أيضا والله لم يعد هذا الكلام موجودا الآن ولا طبخ ولا خلافه، طيب فيقول رب إنهن أضللن كثيرا من الناس، وكان الشيخ يقرؤها لنا واحدة هكذا أضللن وليس أضللن، ما هو أصل الضاد مفخمة فتأتي من
جوار السين يسعد فاللام تتفخم، لكن نحن لا نريد أن نفخمها فيكون نعم أض لا أض لا يا يا سيدي قلها وانتهى الأمر، المسلمون لم يكونوا أهل علم فحسب، بل كانوا أهل العلم، لم يكونوا يقولون انتهى الأمر لا، هؤلاء نطقوها حرفا لم نحرف الكلام عن مواضعه، والحمد لله رب العالمين، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام