سورة النساء | حـ 661 | 46 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 661 | 46 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه" وقلنا إن الله لما نعى على أمم سابقة بذلك فكأنه يحذرنا من أن نقع فيما وقعوا فيه. من إثم ومعصية وخيانة وعدم أمانة والله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ الكتاب من عنده إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ووفى سبحانه وتعالى بما وعد وهو أوفى من يوفي بالعهد والوعد سبحانه جل جلاله الله وجعل ذلك معجزة لأن الله صدق
نبيه وصدق كلامه لنا فإذا بالكتاب قد وصل إلينا غضا طريا مقروءا محفوظا في الصدور تتعلق به الآذان فعندما تسمع القرآن ترى أنه ليس كصياغة كلام البشر ويعرف ذلك العربي وغير العربي وتلاوة القرآن ألف فيها الأجانب متعجبين مستغربين كيف أن هذا القرآن يدركه كل أحد ممن سمعه سواء أكان يفهم أو لا يفهم معناه والتحريف قد يكون في النص وقد وفينا فيه بعض الكلام على قدر المتاح لنا وقد
يكون في التفسير والتأويل والحمد لله فإن جمهور الأمة حفظ الله عليهم دينهم فلم يؤولوا كتاب الله تأويلا منحرفا مختلا ومن جاءه فأوله تأويلا منحرفا مختلا عزله الله سبحانه وتعالى عن الأمة وتسمى بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان وخرج بذلك عن جمهور الأمة وأساسها وعزل ثم عدا عليه الزمان فانتهى حتى إذا ما خرجت فرقة من بعد
فرقة نجد أنها لا تضرب بجذورها في الماضي ولا تؤثر في المستقبل وتنتهي بموت أدعيائها ودعاتها فخرجت فرقة الباطنية وفي الباطنية ألف الإمام الغزالي يرد عليهم ويردهم عن غيهم فضائح الباطنية وجعل ما يقولونه فضيحة وليست نصيحة ولا شيء ناصح محترم معتبر بل كل ما أتوا به أنهم أول التأويل الفاسد لكتاب الله يتبرؤون بذلك من التكاليف ويخرجون منها حتى لا يفعلوها لا يفعلونها وحتى
ينغمسوا في غيهم وشهواتهم ماذا قالت الباطنية قالت لا أنتم لا تفهمون القرآن، طيب أنتم تفهمونه كيف؟ أنا "أقم الصلاة" يعني أن تجعل بينك وبين إمام الطائفة صلة، هذه هي "أقم الصلاة"، والله إننا نفهم غير ذلك، إننا نفهم "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا"، أن الإنسان يصلي ركعتين اسمهما الصبح وأربعة اسمها الظهر والعصر اسمهما العصر، يعني ما الذي تفهمه أنت؟ قال لا هذا أنا أفهم شيئا آخر، صلة بينك وبين من؟ بين ربنا يعني هكذا؟ قال لا بيننا وبين الإمام. إمام من؟ الإمام الخاص بالبطنية. الله،
بطنية من هذه؟ البطنية هذه منطقة عندنا يبيع فيها المخدرات هكذا إذن، نعم قديما كان. هذه الباطنية يقولون فيها عن المخدرات حتى طهرتها الحكومة من المخدرات، باطنية من قال؟ لا، هذا نحن لنا باطن وظاهر وما لا أعرف ماهيته، ضلال هذا الكلام يا إخواننا، أسمعتموه من قبل أم لم تسمعوه؟ هذا مكتوب في تاريخ الفرق، إذا وقى الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية من الوقوع في تحريف التأويل فالحمد لله رب العالمين وقل الآن طيب والصيام قال لك كتمان سر الإمام طيب والحج التوجه إلى الإمام الله أمر متعب فكل هذا باطل وأين ذهب هذا الكلام من الذي يقول هذا يعني هل يوجد أحد الآن ونحن في سنة الألفين وسبعة الآن يقول هذا أبدا
فما هذا ظهرت الطائفة هكذا فقط، فلماذا إذن والله أظهرها؟ الله أظهرها لكي يقول لنا: أنا حفظت كتابكم نصا وتأويلا. ألست عندما ترى هذا تقول: الله، هذا نحن كان بإمكاننا أن نقول هكذا، فالحمد لله أننا لم نقل، فما كنا يمكن أن نضل مثل هؤلاء الناس الذين ضلوا. كان بإمكاننا ولكن من فضل الله علينا أن يوصل إلينا القرآن بعلمنا ويقولون من الذين هادوا يحرفون هذا دين رقم واحد يبقى أيضا ومن الذين هادوا ما زلنا بعضهم فرقة يعني هكذا يعني صفة فيهم صفة في هذه الفرقة ويقولون سمعنا وعصينا ما
هذا الصفة هذه ما اسمها هذه العناد، ما أنني أتكلم وبعد أن أتكلم أيضا يفعل نفس العمل الأول، أتكلم فيقول نفس الكلام الأول، فأقول له: أنت سمعتني، أنت سمعتني، هذا أنا أقول لك لا وأنت تقف وتقول نعم، قال: لا، سمعتك، طيب وبعد أن سمعتني قال: عصيتك، سمعنا وعصينا، إذن ربنا يقول لنا: يا إخواننا أنتم يا مسلمون احذروا أن تقولوا أو تفعلوا
هكذا، هذه صفة مذمومة، صفة تؤدي إلى جدل عقيم، صفة تؤدي إلى عدم معرفة الحق، صفة تؤدي إلى العناد وإلى المعصية، سمعنا وعصينا، أتظن أنني أخالف لأنني لست منتبها؟ أنا منتبه جيدا جدا لما تقوله وأفهمه وأعرفه ولن أفعله يا أخي نعم هذه وقاحة إذن هذا عناد وقاحة أن يأتي إلي أحد هكذا ويقول لي يا سيدي أنت قلت الفتوى الفلانية هذه فأقول له لا لم أقلها ثم بعد أن أقول له لم أقلها يقوم فيقول نعم لكنك قلتها لماذا يعني الله سمعنا وعصينا أم ماذا هذا منهج إذن هذا ليس من الزمن الماضي فحسب بل نحن ما زلنا فيه أقول سبحان الله
لا إله إلا الله سمعنا وأطعنا وإلى لقاء آخر هذا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة