سورة النساء | حـ 665 | 47 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم يستوقفنا في الآية كلمة أوتوا والإتيان معناه الوصول بصورة لافتة للنظر إذا وصل الكتاب إليهم بصورة لافتة للنظر فلا ينفع معه الاعتذار أمام الله بأن الكتاب لم يصل لأنه أتاه وقد أوتيه،
وأوتيه تعني استلمه، فهو موجود وميسور عليه، والميسور عليه هذا يعني أنه بصورة واضحة لافتة للنظر وليس بصورة غامضة، يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا مصدقا لما معكم، يجب أن نؤمن بما استشعره ورقة بن نوفل عندما سمع كلام الله من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الوحي، فقال كلمته الشهيرة التي
تدل على نور في القلب وشفافية وحساسية في السمع، فلما استمع إلى الكلام قال: والله أن هذا والناموس الذي أنزل على موسى قد خرج من مشكاة واحدة يعني لما سمع هذا الكلام الذي أسمعه، يا الله يا أخي هذا أنا سمعته من قبل أم ماذا؟ ها، ما هو انظر الحساسية هذه للأذن ليست حساسية أذن فحسب بل نور في القلب، كلام حقا صاحب هذا من هو؟ الحبشي النجاشي،
يقول ماذا؟ النجاشي هذا كان يسوق الإبل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا كان الحبشي اسمه ماذا؟ النجاشي، أسلم في النهاية عندما سمع من الصحابة الكرام عندما ذهب عمرو بن العاص قبل الإسلام قبل أن يسلم وحاول أن بين النجاشي وبين المسلمين الذين آواهم في مملكته فقال لهم تعالوا أقرأ معكم ماذا فقرؤوا له من سورة الأنعام وقرؤوا له من سورة مريم وهكذا موجود في السيرة حساسية في الأذن شفافية في التلقي نور في القلب أمسك عودا هكذا وخط خطا هكذا هو في الأرض وقال والله إن
هذا والذي أنزل على عيسى ليس بينهما شيء، ما معنى هذا؟ هذا هو الوجه الآخر له، أي أنه رسم خطا هكذا، أي لا يوجد شيء بينهما، لا توجد مسافة، لا توجد مسافة بينهما، لا فجوة، بل هو خط هكذا، أي كما تقول هذا بالعربية وهذا بالسريانية، شيء من هذا القبيل، فهذا سمعت أحدهم يقول لي أي هل كان النجاشي يعرف العربية أم ترجموا له؟ لا، النجاشي فر من بلاده إلى اليمن لأنه كان هناك خلاف بينه وبين ابن عمه، وعاد مرة أخرى عندما انتصر على ابن عمه.
كما كانت هناك مشاكل بعد ذلك، حتى أن المسلمين حضروا وقاتلوا مع النجاشي في المعارك والمعركة الثانية انتصر النجاشي وفرح المسلمون جدا وهذه نأخذ منها أحكام المواطنة أحكام كثيرة في المواطنة، النجاشي تربى في بلاد العرب ويعرف العرب فلما سمع الكلام الجميل انبهر به وبكى ونزل في قسيسيه ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق فيقول انتبهوا أوتوا وانتبهوا مصدقا عندما أكون معكم فإنني لا آمركم بأن تغيروا هويتكم أو تخرجوا من ذاتكم أو تنتقلوا من شيء غريب إلى شيء أغرب، بل امشوا
فقط على صراطكم المستقيم والزموه مع شيء من النور والحساسية والشفافية تجدوا أن أرواحكم قد قبلت هذا "يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لماذا معكم من قبل أن نطمس وجوها، آه لا نلعب بعد الآن لأن الأمر جدي، لا نشوش، دعونا لا نكذب، الكذب حرام في جميع الأديان، دعونا لا نلبس الحق بالباطل ونكتم الحق ونحن نعلم، دعونا لا نفعل هكذا، تصبح مسألة متعبة، لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون، فيها في الإسلام ونأتي من الشرق ومن الغرب ونكتب
سطرا ونترك السطر الآخر ونكذب ونقدم ونؤخر ونستعمل كلاما في الترجمة غير موجود، فلا تفعل ذلك لأن هذا اسمه كذب واسمه شيء قبيح، انتهى، لا تفعل ذلك لأنه ليس حسنا ولم يأمر به نبي ولم يكن أبدا في كتاب يبقى الذي يكذب فأين سيذهب؟ اذهب إلى جهنم إن شاء الله. عيب الكذب، فلنتجنبه. حسنا والذي سيظل يفعل ذلك كل حين فهل سيصدق؟ اذهب فسيبتعد عن النور، سيطفئ النور الذي في قلبه، وأذنه لن تعود تسمع، وسنتعامل مع شخص غريب الشكل لا يسمع ولا عنده حساسية ولا شفافية لديه نور في
قلبه من قبل أن نطمسه، انظر إلى كلمة نطمس هذه لها معان ووجوه والوجه فيه ماذا؟ الوجه فيه العينان فلن يرى، فيه الأنف فلن يشم، فيه اللسان فلن يتذوق، فيه الأذن فلن يسمع، إذن الحواس تعطلت إذن الإدراك تعطل، إذن هذا هل هناك فائدة أم لا فائدة، فلتغلق التلفاز إذن، فنردها على أعقابها لتنعكس بدلا من أن يكون الإنسان لا يكون إنسانا، فالإنسان يفهم وقد خلقه الله ليدرك كي يفكر، لن يكون هكذا، أو نلعنهم عندما يستمرون كما لعنا أصحاب السبت الذين
خالفوا في السبت وكان أمر الله نافذا الله مفعولا به يكون الهادي من هو الهادي هو الله فالحمد لله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة