سورة النساء | حـ 666 | 48 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 666 | 48 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقرر لنا قاعدة عظيمة نسير بها في حياتنا والنبي صلى الله عليه وسلم يؤكدها فيقول كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون والخطاؤون صيغة مبالغة فعال تعني كثير الخطيئة، والخطيئة تكون عن قصد والخطأ يكون عن غير قصد، وسواء صدرت منك المخالفة عن
قصد بأن كانت خطيئة أو عن غير قصد بأن كان خطأ، فإن الله يفتح لك باب رحمته ويوسع غفرانه سبحانه وتعالى، إنما لا بد من شيء واحد أن تتقدم إلى سبحانه وتعالى به كأوراق اعتماد لك وهذه الأوراق التي تعتمد بها عبدا لله معقولة المعنى فيقول ربنا إن الله لا يغفر أن يشرك به فيجب أن تأتي إليه موحدا فقط ولذلك كان أول أركان الإسلام الشهادة أن لا إله إلا الله نعم هكذا هو
وقرن الله اسم نبيه باسمه ولا يتم الإسلام إلا بركنه صلى الله عليه وسلم فقال واشهد أن محمدا رسول الله اسمها الشهادة لماذا ما هو ما لنا باب إليه إلا هو صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حسنا إن الله لا يغفر أن يشرك به إذن تكون أوراق اعتمادك عنده أن تعلن نفسك عبدا له وحده لا إله إلا هو فقط، حسنا والأفعال
التي نقوم بها وكلما نفعل شيئا مخالفا فإن ذلك أيضا يضايقه ويعني أن قلبه ينقبض من المعصية، ربنا سبحانه وتعالى فتح باب المغفرة ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فإذن يغفر الله سبحان الله وتعالى ما دون الشرك بالله، ما الذي دون الشرك بالله؟ لا، أشياء كثيرة، عقوق الوالدين من الشرك، من الكبائر التي بعد الشرك بالله، عققت والدي وأريد أن أتوب بسرعة، تقبل توبته، حسنا،
والسحر الاشتغال بالسحر وإيذاء الناس من الكبائر، وشهادة الزور من الكبائر، وأكل مال اليتيم الكبائر وهكذا يبقى إذا ربنا سبحانه وتعالى حرم علينا الخبائث ويغفر ما دون ذلك، ما دون ذلك يعني ما هو غير ذلك الذي هو ماذا؟ ذلك الشرك بالله لمن يشاء، ولمن يشاء هذه جاء بها لماذا؟ لكي لا تتجرأ على الخطيئة أو الخطأ، لا تستهن به، أنت قبل أن تعمل أتظن أن كلمة "لمن يشاء" ليست القصة أن أرتكب الخطأ ولا يهمك هذا فالله غفور رحيم، لا
إنه يقول لك "لمن يشاء" من البداية قبل أن ترتكب الخطأ. فما هي إذن هذه الخطيئة والخطأ الذي سيغفر عنه، ما الذي حدث أي في غيابك ونسيانك، وما سمي الإنسان إلا لنسيانه وما أول الناس إلا أول الناس ففي عهد آدم عصى آدم ربه فنسي ونسي آدم فنسيت ذريته فيبقى كذلك الإنسان ماذا؟ نسي نفسه قليلا وغفل عن نفسه فارتكب هذا الذنب ووقع في هذه الخطيئة وليس وأنت ذاهب كذلك فرحا بأنك ستخطئ لا بل أنت نسيت الله يكون في عونك ووقعت في فالله فاستغفرت لذنبك وعدت من قريب وأسرعت إلى مغفرة من
ربك، كل هذه المعاني واردة، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فما هدف كلمة لمن يشاء؟ ألا تجترئ على المعصية، بل أن تكون المعصية قد صدرت منك على سبيل النسيان، على سبيل الشهوة الدافعة التي لم تستطع أن تسيطر على نفسك فيها على سبيل الحرج، على سبيل وهكذا، وليس على سبيل الاستحلال والاستمراء والانبساط والفرح بالمعصية. ولذلك يحذركم الله نفسه، احذروا لماذا؟ لأنه فيها لمن يشاء، ومن ذا الذي يدرك مشيئة الله على وجهها؟ لا أحد. ومن ذا الذي يستطيع
أن يسيطر أو يهيمن على الذات العالية؟ أعوذ حاشا لله لا يمكن أن يكون لأنه ملك الملوك خالق الأكوان سبحانه وتعالى لا رب سواه ومن يشرك بالله فقد أشرك أول شيء فعل ماذا هذا خالف الواقع والواقع أن هناك ربا واحدا وهو يقول لا يوجد اثنان يوجد ثلاثة يوجد أربعة يوجد خمسة يوجد تسعة أشرك ومن من يشرك بالله فقد افترى إذن كذب، ما هو الكذب؟ أن تقول شيئا ليس هو الواقع، والواقع أن الله
طيب ولو كان هناك آلهة، لو كان هناك آلهة لعبدناها "قل لو كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" حسنا هل للرحمن ولد؟ أبدا لم يحدث أن يكون للرحمن ولد حسنا ولو كان فيه والله لكنا عبدناه قل لو كان لكنه امتنع هذا والواقع غير ذلك الواقع أنه إله واحد رب واحد سبحانه وتعالى ولذلك ومن يشرك بالله فقد افترى كذبا والافتراء يعني كذبة كبيرة قليلا والافتراء أحيانا الكذبة يمكن أن يكون لها أصل وبعد ذلك أنت تحرف فيها فتصبح كذبة لم يقل ذلك ولكن
هذا أصبح افتراء أي لا أصل له البتة من الأساس لماذا قال لأن إثبات إله آخر غير الله سبحانه وتعالى يخالف العقل البشري فكل أحد يعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك إلهان يخالف الفطرة السليمة وما استقر في وجدان الإنسان من التعلق برب العباد سبحانه وتعالوا إذا كان هذا افتراء، فهذا شيء لا أصل له، لا المتكلم ولا السامع ينبغي أن يلصق به هذه الكذبة أو هذه الفرية. حسنا وماذا يترتب على هذا الكذب؟ يترتب عليه بلايا، ولذلك قال
فقد افترى إثما عظيما، والإثم كان يكفي، لا بل عظيم لماذا؟ لتعلقه بكل الأعمال، ولذلك سماه إثما عظيما وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته