سورة النساء | حـ 667 | 49 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يأمرنا بأخلاق قويمة كريمة عليها مدار الاجتماع البشري وهذه صورة الاجتماع البشري إجمالا وتفصيلا سورة النساء يقول ربنا وهو يصور آياته في صيغة سؤال هو في الحقيقة أمر لنا بالتدبر والتأمل ألم تر إلى
الذين يزكون أنفسهم ألم تر قلنا من قبل ما معناها أخبرني تركيب كذلك في اللغة العربية معناه أخبرني وأخبرني هذا ما هذا فعل أمر يقول لي ماذا كما أقول لك هكذا في اللغة العامية فبالله عليك قل لك هذا، طيب قل لك إذن أحضر لنا يا عم قلما، أترى هذا قلم، أترى هذه تعمل كما نقول في لغتنا، طيب أرأيت إذن، أرأيت إذن، هذا سؤال ولكن ما معناها؟ معناه أنني أستعدك على الحالة المعروضة أمامنا، أقول لك ابق معي تجاه هذه الحالة، أخبرني بالله
عليك عن أولئك الذين يفعلون كذا وكذا ومعناها الاستنكار على فعلهم وهدفها جمع الآراء وإحداث الرأي العام كما يقولون الآن في فنون الإعلام يقول لك نريد أن نصنع رأيا عاما ألم تر أن هذه من وسائل إحداث الرأي العام ألم تر أو لم تر أفلم تر من وسائل إحداث الرأي العام أخبرني بالله عليك انظر إذن أحضرنا أنت إذن ألم تر إلى وإلى ألم تر الذين يزكون أنفسهم يعني أنت ما رأيت الذين يزكون أنفسهم لكن
هنا ألم تر إلى يعني ألم تلتفت إلى وحرف الجر عندما يأتي مع الفعل يتضمن فعلا آخر فيكون أخبرني عندما تلتفت وتدرس هذه الحالة التي هي حالة من يزكي نفسه الذين يزكون أنفسهم امسك إذن واحدا كذلك وادرسه نريد أن ندرس واحدا يزكي نفسه يقول ماذا الذي يزكي نفسه هذا يزكي نفسه يتفخر يتباهى بماذا بأي شيء بمنصبه بعلمه بقوته بما قدم من خدمات بما أنفق من مال بما من عليه حتى
من عبادته بما فعل وفعل فيتعالى بذلك على الآخرين، والاجتماع البشري من أسسه التعاون، من أسسه أن تلين في أيدي إخوانكم، من أسس التعاون البشري أن نقف صفا واحدا في الصلاة، الغني بجوار الفقير وذو السلطان بجوار عموم الناس، والجميع يأتمون بمن يؤمهم في الصلاة كائنا من فإذا ركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده انتصبوا وإذا سجدوا من هذا ولا شيء هذا طفل صغير
أو واحد حافظ الفاتحة وحافظ سورة صغيرة وهو يؤمهم هكذا أو سبحان الله فلا بد عليهم أن يمتثلوا له يبقى إذن هذا التواضع جميل ومن تواضع لله رفعه والتواضع يؤدي إلى عدم التعالي فيؤدي إلى شيء من المساواة حتى لو تنوع الناس في مراكزهم ومناصبهم وقوتهم وصحتهم وعلمهم وتقواهم إلا أننا نبحث عن المشترك بين الناس والبحث عن المشترك أساس الاجتماع البشري فتبقى تزكية النفس تحاول أن تخرج والتواضع
يحاول أن يدخل في المشترك البشري هذه هي القضية نحن نحاول أن نجمع ونرى ما هو المشترك، تزكية النفس تحاول أن تفرق وتخرج نفسيته، هذا الذي يزكي نفسه مع التعالي والتفاخر والتميز لا بد أن يطلب في مقابل هذا حقوقا لهذا التميز، فيكون إذن من أسس الاجتماع البشري ألا نميز بين الأفراد، لا نميز بين الأفراد ولكن نعطي كل حقه يبقى في فرق بين إعطاء كل ذي حق حقه وبين التمييز
بين الأفراد، فلما يأتي القاضي ويأتي أمامه عمر ويأتي أمامه أحد الناس أو مواطن كان من اليهود، قام القاضي يوقفهما الاثنين أمامه، أليس سيدنا عمر أمير المؤمنين مثل واحد من الرعية هكذا؟ أليس أننا نعرف ذلك؟ حتى ما اسمه الآن في هذا، أه في هذا المكان، أه في هذا المكان، أه الذي هو الموقف أمام القاضي، أه هو واحد علي بن أبي طالب والرجل جاء فقال اجلس يا أبا الحسن، قال كنيتني ولم تكنه، قلت لي أبو الحسن وناديته باسمه، إذن لم تسو بيننا أمام الناس الطيبون أجلسوني وما أجلسوه فلا
يصح أن نسوي بيننا فلا ينبغي هذا، أما هو سيدنا علي باب مدينة العلم زوج السيدة فاطمة عليها السلام مثل أخينا هذا الذي لا نعرف اسمه عند الله؟ لا، ولكن في هذا الموقف يجب أن يكون الأمر هكذا: إما أن يقف الاثنان وإما أن يجلس يناديهم بكنيتهم ولا يميز، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته