سورة النساء | حـ 669 | 50 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يعلمنا ربنا سبحانه وتعالى الصدق، مع النفس والصدق مع الآخرين والصدق على مستوى الفرد والصدق على مستوى الجماعة، ويبغض إلينا الكذب بكل درجاته وأنواعه فيقول انظر كيف يفترون على الله الكذب وفي هذه الآية يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن ندرس المعصية لأن الكذب على الله معصية
فلا بد لنا أن ندرس المعصية ودراستنا للمعصية مبناها على قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو من هو وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أمير من الخلفاء الراشدين المؤمنين هو الذي كانت ابنته زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ابنة عمر، أي أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن عمر، وهو الذي عاش يعلم المسلمين كيفية تطبيق الدين، وهو في الوقت نفسه قد أكرمه الله بمجاورة رسول الله صلى وسلم فدفن معه في حجرة واحدة،
حتى إذا ما دفن في تلك الحجرة الشريفة المباركة احتجبت عائشة. فلما أن انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى بموته وفارق الدنيا فدفن معها لم تكن تحتجب، فلما دفن أبوها لم تكن تحتجب، فلما دفن عمر رضي الله تعالى عنه احتجبت عنه، وهذا فيه معنى جليل عمر يقول لست بالخبيء ولكن الخبيء لا يخدعني يعني لست بالخبيث الماكر لست بالشرير لكن الشرير الخبيث لا يستطيع أن يخدعني ويقول
من تعلم الشر أولى أن لا يقع فيه انظر إلى هذا الكلام يعني تتعلم الشر كيف تتعلم الشر حتى لا تقع فيه إذن هناك دراسة للمعصية الهدف منها البعد عنها والهدف منها التدريب على الامتناع عن المعصية إذا فيمكن أن ندرس الشرع لكن لا نطبقه وإنما ندرسه من أجل أن نبتعد عنه لأن الله أمرنا فقال انظر فيبقى هذا أمر بالدراسة والاعتبار والتفكر وجمع المعلومات كيف يفترون
على الله الكذب فتبقى هذه معصية يفترون على والله الكذب وأنا لما أعرفها يعني أعرف ماذا آه تعرف المعصية فتعرف كيف تربي أبناءك على البعد عنها وتعرف كيف تتقيها وهذا كلام نجده عند حذيفة عندما يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير يعني واحد يقول له يا رسول الله ما أحب الأعمال إلى فالله يقول له الصلاة في وقتها وآخر يسأل نفس السؤال فيقول له هكذا أي يا رسول الله ماذا أعمل فيقول له بر الوالدين وثالث يقول له يا رسول الله ما أحب الأعمال
إلى الله فيقول له الجهاد في سبيل الله حسب حال السائل فرأى شخصا قصر في الصلاة فيزيد همته في الصلاة أو رأى شخصا محافظا على صلاته لكن بر الوالدين في شيء هكذا فيأمره ببر الوالدين وهكذا كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر هذه نفس الفكرة مخافة أن أقع فيه يبقى هذا يسأل عن الخير هذا أمر حسنا تعلم لكن أيضا من هذا أن نسأل عن الشر حتى لا نقع فيه انظر كيف
يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا انظر إلى الكلام وكفى به إثما مبينا وكفى به إثما مبينا قالوا هذا التركيب كفى به وكفى بالله وكيلا وكفى بالله حسيبا وكفى به إثما مبينا هذا يعني كفى بالكذب على الله إثما مبينا، ما هو معناها هكذا، فقالوا هذا مما انفرد به القرآن، أحيانا هكذا ينفرد بأشياء وهو
من أعالي كلام العرب، حتى أنهم قد حاروا في إعرابه، كانوا قديما يمتحنوننا في هذه الحكاية، يقول أعرب هكذا: كفى بالله شهيدا، كفى بالله وكيلا، كفى بالله يا حسين أعرب الآن، ماذا سنقول؟ تعال نقول له: كفى فعل ماض، كفا، طيب فعل إذن، حسنا، فأين الفاعل إذن؟ قال: والله الفاعل لفظ الجلالة، يعني كفى الله، هكذا إذن. لكن هذه بالله اليوم منع من ظهور الضم لاشتغال لفظ الجلالة بالكسرة
التي نتجت من الباء هذه التي هي الباء حرف جر إذن لفظ الجلالة فاعل، حسنا، كفى فعل ولفظ الجلالة فاعل ولكنه فاعل لماذا؟ أضيفت إلى لفظه باء الجر فمنعت ظهور الضمة عليه، الضمة عليه، ظهور الضمة عليه، حسنا إذن التركيز واحد، قال ماذا؟ نعم هذا كلام صحيح هكذا، النحاس ذكر أنه موجود في الكتب فجأة منهم الشيخ رشيد رضا قال ما رأيك في هذه العبارة ليس لها إعراب كيف قال هذا من أعالي كلام العرب الإعراب هذا للكلام العادي فقط لكن هذا كلام غير عادي هناك مذهب كذلك يقول لك هذا ليس له إعراب لماذا قال الإعراب
هذا هو للأشياء العادية كذلك لكن هذا شيء ما، شيء فوق الوصف وكفى بالله شهيدا وكفى به إثما مبينا، هذا تركيب هكذا على بعضه البعض ما له إعراب، يقول هكذا الشيخ رشيد رضا ومن وافقه، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله