سورة النساء | حـ 670 | 51 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا". وقلنا مرارا أنه ألم أتر يعني أخبرني قل لأنت إذن معناها كذلك ألم تر تركيب في اللغة العربية معناه أخبرني عن ألم
تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب أخبرني أنت إذن وما هدف السؤال ألم تر هذا يسأل فما هدف السؤال التعجب الاستغراب أن يحثك أن تكون معنا في هذه القضية أن يجعلك ضد هؤلاء الذين صدر الكلام عنهم بالله عليك قل لنا إذن ماذا نفعل في هؤلاء الناس معنى ذلك بلغة العصر أحضرنا أنت ماذا نقول لهؤلاء هكذا ألم تر ألم تر يعني تعال انظر ما هذه الحكاية فما هدفه إذن هدفه النصرة لا هدفه أن نعتبر هذا الكلام من المسلمات
أي أنا وأنت بطبيعة الحال من المعقول أن توافقني، ليس من المعقول أن تخالفني، إذن فهو ليس محلا للنقاش ولا للجدال، وإنما هو أمر يسلم به جميع العقلاء، إذن عندما تجد "ألم تر" مباشرة فكأنه ينبهك إلى شيء ينبغي ألا يحدث حوله خلاف وأن يكون محل اتفاق بين الناس، ألم نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت، شيء في غاية العجب. أناس أوتوا ما الفرق بين الذين أوتوا الكتاب وبين أهل الكتاب؟ أهل الكتاب انتسبوا إلى الكتاب من أي طريق،
عرفوه أم لم يعرفوه، انتسبوا إليه عن قناعة، أو عن عدم قناعة، أو عن ميراث، أو عن حق، من أي طريق. وصل إليهم الكتاب ثانيا بصورة لافتة للنظر ثالثا استطاعوا أن يعرفوه وأن يفهموه ما هذا ما الذين أوتوا الكتاب أو نصيبا من الكتاب أو أي شيء ما الفرق بين الذين أوتوا الكتاب وأهل الكتاب ما الفرق الذين أوتوا الكتاب لديهم معرفة أهل الكتاب قد
وقد قد يكون لديهم معرفة وقد يكون معهم معرفة هذه واحدة أخرى الذين أوتوا هؤلاء نحن منهم كمسلمين أم لا نحن منهم ما نحن أوتينا الكتاب نحن أيضا فعندما تجد أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب الذين أوتوا نصيبا من الكتاب لا تخرج نفسك منهم فأنت أيضا هكذا لأن معك كتابا هو خاتم الكتب ومعك كتاب هو خاتم عهد الله للبشرية ليس في العهد الجديد والعهد القديم هذا العهد الأخير إذا كنت من أهل الكتاب فلا تفعل مثلما فعل الآخرون
فلا تفصل نفسك عن الخطاب أنت جزء لا يتجزأ منه ليس أن يكون ثلاثة أرباع القرآن يتحدث عن غيرنا ونحن لا شأن لنا به لا هذا يتحدث معنا نحن أيضا حتى لا نقع فيما قد يكونوا قد وقعوا فيه بإنصاف وبعدل وبإنكار على ما ينكر أنكر الله على الناس الخيانة وأنكر عليهم عدم الأمانة وأنكر عليهم التفريط وأنكر عليهم أشياء كثيرة كذلك يجب علينا أن نقتدي بهذا فنكون أمناء صرحاء صادقين وهكذا يجب علينا أن
نكون كذلك ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب فهؤلاء عرفوا بعض الكتاب فهل معرفة بعض الكتاب تقتضي الكفر بالطاغوت هذا الذي يقرأ صفحة واحدة من الكتاب يجب عليه أن يكفر بالطاغوت أي صفحة أي صفحة افتح القرآن هكذا واقرأ أي صفحة أي صفحة يجب عليك أن توحد الله أول صفحة تقول ماذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ماذا هذا لقد انتهيت من الصفحة
أنت هذه لم تقرأها بعد ذلك قال يجب أن تؤمن بالله والصفحة الثانية التي أمامها تقول ماذا ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب، ما هذا؟ هذا يقول شيئا أي إذا أوتيت نصيبا من الكتاب ولو صفحة واحدة فلا بد عليك أن تكون مؤمنا بالله، فهل ألم تر إلى الذين أوتوا الكتاب؟ أم ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب؟ لا، هو هنا نصيبا. من الكتاب يعني أي جزء منه لو جئت وفهمته مباشرة لا تستطيع إلا أن تؤمن بالله، لا هذا آمن بالجبت والطاغوت، بالصنم وبمن هو
دون الله طاغوت، هذه كلمة معناها كل ما سوى الله سبحانه وتعالى نعظمه تعظيم الله، ما هذا مخالف لأي جزء وأي كلمة من الكتاب. الذي نزل على الرسل فلا بد علينا أن نؤمن بالله أن نفرده بالعبادة والطاعة سبحانه جل جلاله، والله وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.