سورة النساء | حـ 678 | 54 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 678 | 54 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" وهي عبارة تكشف عن نفس الإنسان وما فيها، والبحث فيها يكون بالتدرج للوصول إلى الأصول. ثم التدرج لتفريع الفروع على تلك القاعدة الأساسية، ثم بناء أسس للاجتماع البشري بناء على هذه الخصائص النفسية التي نبه الله إليها المؤمنين الذين يريدون أن يتخذوا من
القرآن هدى لهم، ثم بعد ذلك جاء بفرع على هذه القاعدة وهو فرع العلاقة التي بين الناس وبين الأنبياء الذين ختموا بمحمد. صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء وإن ختموا بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم إلا أنهم هم القدوة الحسنة في حياتهم لمن بعدهم وهذه القدوة الحسنة مطلوبة لنا
وإلى يوم الدين أن نتخذ منها الهداية أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وأيضا هذه العلاقة بين الأقوام وبين أنبيائهم تدل على العلاقة بين الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وبين المخاطبين بالدعوة من الأقوام فستظل هذه العلاقة منارة تضيء للدعاة الذين يريدون أن يغيروا ما في المجتمعات من فساد فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون
بالله ويسعون في الأرض بالخير والقضاء على الشر والفساد ستظل هذه العلاقة الأقوام وبين الأنبياء يحتاج إليها إلى يوم الدين وهي متفرعة من هذه القاعدة الأساسية التي تشمل هذا الفرع وهذه الصورة وغيرها من الصور وغيرها من الفروع فيقول الفاء للتفريع فإذن سيفرع إذن فقد أتينا ففهنا إذن يفرع إذن هذا فرع إذن يشير إلى أن ما مضى كان قاعدة كلية يندرج تحتها صور أجل
يعلمنا التفكير المستقيم فيكون كأنه هنا عرف لنا القاعدة بأنها أمر كلي يندرج تحته صور يندرج تحته جزئيات كما يقول المناطقة فقد آتينا وعندما يقول آتينا في الماضي تفيد التحقيق وإذا كان مضارعا يفيد التقليل قاعدة هي كذلك إنما هم يضعون القواعد كانوا أكثر بدقة وعلمية فيقول لك ماذا غالبا
تكون "قد" إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيق وإن دخلت على المضارع تفيد التقليل غالبا، لا تنس "غالبا" هذه إن لم تذكرها يكون معنى ذلك أن جميع الحالات كذلك ويأتي لك فيقول لك "قد يعلم الله" فتكون "قد" هذه للتقليل إذن، لا هذه للتحقيق حسنا لماذا هو في الغالب أنت نسيتها وأنا أفعل لك ماذا ما أنت لا تذاكر جيدا في الغالب يبقى كل كلمة لها غرض ومعنى وفائدة لكن اعتدنا أن نقرأ بالكمية ولا نقرأ بالقطارة يجب أن تقرأ العلم بالقطارة وليس بالكمية أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضلا
فقد آتينا قال إبراهيم الكتاب قال إبراهيم إعجاز فيه إعجاز قال إبراهيم إعجاز فيه إعجاز ما الإعجاز الذي فيه قال إبراهيم هؤلاء من هم قال إبراهيم هو أبو الأنبياء من نسله موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم من نسله أيوب وسليمان وداود من نسله إسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف يبقى آل إبراهيم أنبياء
ولكن يقول فقد آتينا ولم يقل فقد أنزلنا الكتاب على آل إبراهيم وإنما يقول فقد آتينا والإيتاء قد يكون إنزالا كما أنزل التوراة والزبور والإنجيل والقرآن على أبناء إبراهيم وقد يكون بمعرفة المعاني والأحكام التي في هذه الكتب والدعوة إليها فإن الإيتاء أوسع من الإنزال فقد آتينا آل إبراهيم، فإذا كان آل إبراهيم قد اجتمعوا ووعوا،
وآتيناهم بسبب هذا الاجتماع وهذا الوعي، فإن الكتابة إذن - أي الكتب جميعها والكتابة - هذا الكتاب عبارة عن اسم جنس لهذا النوع، ولماذا لم يقل الكتب بل قال الكتاب؟ لأنه صدر من مصدر واحد فكان واحدا، هذه ترجمة لما عند الله يكون إذا الكتاب وكأنه واحد وأن تعدد الإنزال وتعددت الأحوال والحكمة هذه المرة القادمة لأن هذه الحكمة موضوع كبير فإلى
لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته