سورة النساء | حـ 690 | 60 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 690 | 60 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى: ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به. ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا، هناك طائفة من الناس تريد أن يكون المرجع إلى أمر آخر غير الله وغير الرسول. مرة ظهرت على البشرية أعراض اتباع الزعيم الديكتاتور وذهبوا
به كل مذهب إلى أن بعضهم ألهوه، وفرعون قال أنا ربكم الأعلى. ومرة يتبعون سلطان الطبقة، ومرة يتبعون طبقة الإقطاع. والنبلاء لهم دم غير دم البشر، دمهم يسمونه الدم الأزرق، يملكون الأرض ومن عليها ومن يعمل بها يسمى عبد الأرض، ويمتلك المالك هذا فيمتلك كل شيء. عرفت أوروبا حق ليلة الدخلة أن الملك أو الإقطاعي يدخل بالعروس
قبل زوجها لأنها هي وزوجها ملك له. عرفت البشرية أنماطا من التصرفات الظالمة. وجاء الإسلام ليخرجهم من عبادة الطاغوت إلى عبادة الرب سبحانه وتعالى، والله لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ليس شخصا معنا يعيش هنا، بل إنه هو رب السماوات والأرض، رب العرش العظيم، الرحمن على العرش استوى. ما هذا؟ هذه عظمة أخرى! فيقول لا، اتركوا طواغيتكم هذه، ما لا يتساوون وتارة يلتزمون بقول إن
هناك طبقة هي طبقة العمال وما أرى هذه طبقة السادة وهذه طبقة الأدنى أدنى الناس في المجتمع وهؤلاء أعلى الناس في المجتمع تارة هنا وتارة هناك وهذا كله ظلم فهذا ظلم وذاك ظلم لأن الأغنياء هنا ظلموا الفقراء والفقراء هنا ظلموا الأغنياء وما يظلم ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، ومرة يتحدثون عن سلطان بالاختيار يبقى في برلمان منتخب، وهذا الانتخاب هو الذي يحدد ما الشرع وما المرجع إليه، وعليه أغلب العالم الآن، وفي
أنظمة أخرى جعلوا الأسرة هي الحاكمة كما شاع في أنظمة الشرق، وجاء القرآن ليخرج الناس من كل ذلك إلى سقف قد وضعه الله سبحانه وتعالى حدد فيه المصلحة والمنفعة وبين فيه المضرة والمفسدة وأمرنا بهذا ونهانا عن هذا وبين لنا الطريق السوي المستقيم في مجمل الأمر حيث تتفق البشرية ولا ينالها ضرر من ذلك الاتفاق والالتزام إلا مقاومة الشهوات والرغبات والهوى فقط أما أنه ينالها في رفاهيتها وفي عيشها وفي عمارتها وفي علاقتها
لا يكون أذى أبدا، إنما الأمر هو أن يعيش الإنسان عبدا ربانيا يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه، أن يعبد الله سبحانه وتعالى ليحقق مراده في كونه، هذا هو كل شيء، فيقول الله ألم تر - يعني أخبرني - ذكرناها مرات كثيرة إلى بما أنزل إليك إن كانوا مؤمنين بالله وبالتكليف وباليوم الآخر وما أنزل من قبلك إن كانوا يؤمنون بأمة واحدة وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقوني أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني
سبيل العبادة وسبيل التقوى وما أنزل من قبلك يعني يؤمنون أيضا بجميع الرسل المتتابعين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت إلى خارج الله ورسوله وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا يعني حين تأتي لتكلمهم تجد أن اللغة قد فقدت بينك وبينهم تجدهم بعيدين جدا لماذا لأنهم قد رتبوا ترتيبات متتالية في غير الاتجاه شخص يريد أن يذهب إلى الإسكندرية وعرف أن وصلوها
بعد مائتي كيلومتر فقرر أن يمشي مائتي كيلومتر أخرى ولكن في الاتجاه الصحيح بدلا من أن يذهب شمالا ذهب جنوبا فوجد نفسه في مدينة أخرى فظن أنها الإسكندرية فقالوا له لا ليست هذه الإسكندرية فقال كيف وقد مشيت مائتي كيلومتر وتركت مائتي كيلومتر يعني كل عملي هذا باطل أأنا أحمق إذن؟ حسنا إذا كنت أنا أحمق، فماذا إذن؟ هذه مدينة وهكذا، وهذا حصل على فكرة فساروا هكذا لكي يذهبوا إلى الهند، فوجدوا أمريكا، فوجدوا أناسا فيها فأطلقوا عليهم اسم الهنود الحمر.
هذه أيضا هي الهند يا أخي، هذه ليست الهند، هذه الهند من الناحية الأخرى. لا، هذه هي هذه الناحية الأخرى قال لا، فما من هؤلاء؟ قال الهنود الحضر وهكذا، فنحن رأينا العجب العجاب، فربنا يمنحنا الصبر كما أنزل البلاء، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته