سورة النساء | حـ 692 | 62 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 692 | 62 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا أي عندما يرفض المنافقون حكم الله أو يرفض الناس الرجوع إلى الله وإلى الرسول فإنهم حينئذ سوف يستمرون في النزاع لأن المعيار الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لنقيس
عليه الأعمال قد فقد وحينما يفقد المعيار نصل إلى حالة الفوضى دائما إذا ما نزع المعيار فقدنا المقياس الذي نقيس به وإذا فقدنا المقياس اضطربنا واختلفنا فاستمر النزاع وإذا حدث ذلك فقدنا أصول التعامل، فإذا حصل ذلك حصل الهرج والمرج والخصام والمصائب. ما المعيار؟ ما المقياس؟ المتر تذهب لتشتري بعض القماش فتجد الرجل عنده هكذا ما هو، قطعة حديدية طولها متر
أو قطعة خشبية طولها متر، والمتر مائة سنتيمتر ومعروف ومقسم. تذهب إلى المكتبة لتشتري شيئا يسمى مسطرة، يقول لك المدرسة تحضر المسطرة لكي تصنع خطا مستقيما ولكي تقيس بها والمسطرة هذه متدرجة منها عشرة سنتيمترات وخمسة عشر سنتيمترا وثلاثون سنتيمترا وخمسون سنتيمترا حسب الحال تخيل أن كل واحد له متر يختلف في طوله عن المتر الآخر تخيل أن هناك مترا تسعين سنتيمترا وهناك متر مائة وعشرة وهناك المتر مائة سنتيمتر وفي
المتر خمسون، ما هذه الفوضى؟ وهذا ماذا يفعل؟ أذهب فأقول له أعطني ثلاثة أمتار لكي أصنع بدلة، فيقيس لي بالمقياس الخاص به الذي خرج مرة متر ونصف فلا يكفي للبنطال، ثم خرج مرة ثلاثة أمتار وثلاثين، وهو مائة وعشرة للمتر الخاص بالآخر الذي بجانبه، فهذا يعني أنه سيحاسبني على ثلاثين سنتيمترا زائدة ويقول لي ما دمت تملك فأقول له حسنا، إذن أنا أريد ثلاثة أمتار ومعي ثمن الثلاثة أمتار وليس ثلاثة أمتار وثلاثة من عشرة، قالوا إن المتر هكذا فأتشاجر معه ويتشاجر معي، أين الحقيقة؟ الحقيقة أننا أصبحنا فوضى لأننا فقدنا المعيار، فالمعيار
هو الرد إلى الله ورسوله هو المقياس الذي نرجع إليه ولذلك أقول له لا هذا أنت مزور هذا الشيء الخاص بك تعال يجب أن يكون هناك مقياس في البلد نرجع إليه لنرى المتر الذي معك هذا متر أم لا يوجد شيء يسمى مصلحة الموازين والمقاييس مصلحة حكومية موجودة الحسين نذهب إليها بهذا الشيء نقول له أدركني ما هذا قم هو لديه المقياس يقيس يقول والله هذا نقص عشرة سنتيمترات يا ولد ويتحول يذهب في الحديد يحبسونه طيب يحبسون الذي جعل المتر تسعين طيب والذي جعله مائة وعشرة يحبسونه أيضا
لأنها هي الزيادة والنقصان سواء فكيف إذا أصابتهم مصيبة بسبب ما قدمته أيديهم، ما الذي قدمته أيديهم؟ إنهم خرجوا عن المعيار والمقياس الذي هو الرد إلى الله ورسوله، خرجوا عنه، والخروج عنه يحدث معه ماذا؟ مصيبة، تكون هذه المصيبة سببها ما؟ سببها ما قدمته أيدي هؤلاء الرافضين للرجوع إلى الله ورسوله، حسنا عندما تأتي لتحقق معهم فتقول تعالوا يا جماعة لماذا تفعلون هكذا لماذا تخرجون عن رد الأمر إلى الله والرسول
فيقول ثم جاءوك بعد ما تحصل المصيبة جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا والله ما كنا قاصدين أن نصل إلى هذا الحد من الفساد إلى هذا الحد من الاضطراب إلى هذا الحد من عدم الاستقرار إلى هذا الحد من فشو الكذب في المجتمع، إلى هذا الحد من التخلف والتأخر، إنما أردنا أن نحسن فهوانا غلب علينا وظننا أن هذا هو الذي سيوصلنا إلى الخير وإلى الأمن وإلى الاستقرار. حسنا وهؤلاء كيف تفهمهم؟ ما هو كان يقول لسيدنا علي: ما أصعب
شيء عليك يا صاحب الفضيلة؟ الإمام يقول: تفهيم من لا يفهم، فماذا سنفعل؟ كيف سنفهمهم؟ تفهيم من لا يفهم، تجلس تعلم المتعلم طوال الليل وأيضا يصبح ناسيا، فالأمر هنا أنهم ينبهون الله سبحانه وتعالى إلى أن الأمر منا وبأيدينا وأنه بعد أن يحدث الفساد الناتج عن مخالفة كلام الله سبحانه وتعالى نرشد الناس إليه. ونقول لهم هذا لأنكم خرجتم عن الرد إلى الله والرسول ثم جاءوكم يحلفون بالله طيب والله العظيم ما قصدنا طيب ما هو نعم ما
نحن عارفون أن أنتم ما قصدتم ولكن هذه نتيجة حتمية للخروج عن منهج من خلق الأكوان نتيجة حتمية للخروج عن تحطيم المقياس والمعيار نتيجة حتمية من سنن الله في خلقه أن أرادنا إلا إحسانا، انظر إلى الكلمة إحسانا شيء جميل جدا حسن وتوفيقا من التوفيق، هذا التوفيق الذي من ربنا هو التوفيق الخاص بكم، ولذلك يجب علينا أن نرجع إلى الله وأن نفر إلى الله ولا شيء جاء منه إلا إليه، وما دمنا نتجاهل ولا نفهم ويصر كثير منا على أن حوله وقوته بإزاء قوة الله وحوله فإنا لله وإنا إليه راجعون فقد أصبنا بمصيبة من
بني جلدتنا وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته